برز تطور جديد على الساحة السورية تمثل ببدء إمدادات السلاح الأميركي لـ«قوات سورية الديمقراطية»، وهو تشكيل كردي عربي تشكل أخيراً، وذلك وسط اعتراض موسكو التي دعت واشنطن إلى مزيد من التنسيق في سورية.

Ad

بعد إعلان واشنطن أنها ألقت 50 طنا من الأسلحة والذخائر لـ"قوات سورية الديمقراطية"، وهي عبارة عن تحالف كردي ـ عربي، تقوده "وحدات حماية الشعب الكردي"، ويتمركز في محافظة الحسكة شمال شرق سورية، ويضم حوالي 5 آلاف مقاتل، أفادت مصادر أميركية بأن المزيد من المعدات العسكرية قد تكون بطريقها لهذه القوات التي اختارت واشنطن دعمها في سورية بعد تخليها عن برنامج تدريب معارضين مختارين.

وأشارت شبكة "سي إن إن" التلفزيونية الإخبارية الأميركية بأنه جرى تسليم الأسلحة من خلال أربع طائرات شحن عسكرية من طراز "سي - 17" حلقت في سماء سورية بمرافقة طائرات مقاتلات أميركية، وألقت 50 طنا من الأسلحة والذخائر عبر أكثر من مئة مظلة استطاعت الوصول إلى الأرض بنجاح، وأضافت أن المعلومات تشير إلى تمكن مقاتلي المعارضة من أخذ كل المعدات الملقاة التي تشمل قنابل يدوية وذخائر لأسلحة خفيفة يحتاج إليها الثوار بشدة منذ أسابيع، إذ كانت على وشك النفاد.

وينزامن الإعلان عن هذه المساعدات مع صدور تقرير لمنظمة العفو الدولية أكدت فيه أن "وحدات حماية الشعب الكردي" ترتكب "جرائم حرب" من خلال التهجير القسري للسكان وتدمير المنازل في شمال شرق سورية.

وفي تعليق على الإمدادات الأميركية، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أن "جزءا كبيرا من إمدادات السلاح الأميركية للمعارضة السورية يقع في أيدي جماعات إرهابية".

قذيفتان

الى ذلك، سقطت قذيفتان، أمس، داخل السفارة الروسية في حي المزرعة بدمشق، اثناء بدء تجمع متظاهرين أمامها دعما لتدخل موسكو العسكري في سورية. وأشارت "فرانس برس" الى أن القذيفتين سقطتا داخل السفارة بفارق دقائق، بينما كان نحو 300 شخص بصدد التجمع أمامها لبدء تظاهرة شكر لموسكو على تدخلها العسكري الى جانب قوات نظام الرئيس الأسد.

ورغم حالة الرعب بين صفوف المتظاهرين من جراء سقوط القذيفتين، فقد أطلق عدد منهم هتافات مؤيدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرددين "بالروح بالدم نفديك يا بوتين" وأخرى مماثلة مؤيدة لروسيا والأسد.

وفي ما بدا أنه تمهيد لغارات روسية محتملة قد تستهدف "جيش الإسلام" بزعامة زهران علوش المتمركز في دوما قرب دمشق، وصف لافروف قبيل لقائه المبعوث الدولي الى سورية ستفيان ديمستورا في موسكو سقوط القذيفتين بـ "العمل الإرهابي"، مضيفا انه "يهدف على الأرجح إلى ترويع مؤيدي الحرب على الإرهاب".

وقال لافروف إن موسكو تدعم جهود دي ميستورا لتحقيق تسوية سياسية في سورية، وأنها شعرت بخيبة أمل لرفض الولايات المتحدة تنسيق الجهود بين كل الأطراف لمحاربة الإرهاب في سورية.

بوتين

بدوره، ندد الرئيس بوتين أمس بنقص تعاون الولايات المتحدة مع روسيا في النزاع السوري، وذلك في منتدى اقتصادي في موسكو. وأسف بوتين لعدم تلقيه أبدا ردودا على الاسئلة التي طرحها على الاميركيين في شأن الأهداف التي على الطيران الروسي ضربها وتلك التي عليه تجنبها، موضحا أن لا "ضمانات" تحول دون وقوع الذخائر التي يلقيها الأميركيون من الجو في أيدي "ارهابيين".

الجولاني

في سياق آخر، دعا أمير "جبهة النصرة" (ذراع تنظيم القاعدة في سورية) أبومحمد الجولاني جهاديي القوقاز الى شن هجمات في روسيا ردا على تدخلها العسكري الجوي في سورية، وذلك في تسجيل صوتي نشر ليل الاثنين ـ الثلاثاء.

وناشد الجولاني "المجاهدين الأبطال في بلاد القوقاز" مساندة السوريين، قائلا: "إذا قتل الجيش الروسي من عامة أهل الشام، فاقتلوا من عامتهم، وإن قتلوا من جنودنا فاقتلوا من جنودهم"، مضيفا "المثل بالمثل ولا نعتدي".

وقال الجولاني في التسجيل الذي حمل عنوان "التدخل الروسي السهم الأخير"، إن هذا التدخل "لاحت بوادر هزيمته من بدايته المتعثرة، حيث إن ضرباتهم الى يومنا هذا لم تزد شيئا عن ضربات النظام السابقة لا في عشوائيتها من حيث الأهداف ولا من حيث دقة الإصابة"، ورأى أن التدخل الروسي بمنزلة "إعلان لفشل التدخل الإيراني وحلفائهم من حزب الله وغيرهم".

وحذر من أن "الحرب في الشام ستنسي الروس أهوال ما لاقوه في أفغانستان"، داعيا جميع الفصائل في سورية الى "وقف جميع أنواع الاقتتال الداخلي" بينها، و"إرجاء الخلافات لحين زوال وانكسار الحملة الصليبية الغربية والروسية على أرض الشام".

وقال الجولاني في تسجيل صوتي نشر على يوتيوب إنه "لابد من تصعيد المعركة واستهداف القرى النصيرية (الطائفة العلوية) فى اللاذقية، وإني أدعو جميع الفصائل لجمع أكبر عدد ممكن من القذائف والصواريخ ورشق القرى النصيرية في كل يوم بمئات الصواريخ، كما يفعل الأوغاد بمدن وقرى أهل السنة".

وأعلن أمير "جبهة النصرة" تخصيص مكافآت مالية بقيمة خمسة ملايين يورو لمن يقتل الرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله.

وقال الجولاني في التسجيل: "أعرض مكافاة بقيمة ثلاثة ملايين يورو لمن يقتل بشار الأسد وينهي قصته، حتى لو كان من قومه وأهله ويأمن على نفسه وعياله ونوصله حيث يريد وأنا ضامن له بإذن الله".

كما عرض "مكافاة بقيمة مليوني يورو لمن يقتل حسن نصرالله، وحتى لو كان من طائفته وقومه"، متعهدا أيضا بضمان أمنه.

الجولان

في غضون ذلك، ووسط حديث عن ضمانات روسية لإسرائيل بضبط جبهة الجولان، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، انه قصف بالمدفعية موقعين للجيش السوري في هضبة الجولان ردا على سقوط صواريخ أطلقت من سورية، أمس، في الجزء المحتل من هضبة الجولان دون إيقاع اضرار او اصابات.

وأكد الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن ما حصل هو "رصاص طائش نتيجة الاقتتال الداخلي الجاري في سورية"، إلا أنه حمل الجيش السوري "مسؤولية هذا الخرق الواضح للسيادة الإسرائيلية".

تعرض

وقال الجيش التركي، في بيان أمس، إن أنظمة صاروخية للدفاع الجوي مقرها سورية "تعرضت" لطائرات حربية تركية أمس الأول، مضيفا أن وحداته اتخذت "الرد اللازم" دون ذكر المزيد من التفاصيل.

ومثل هذه الحوادث تقع يوميا تقريبا قرب حدود تركيا مع سورية الممتدة 900 كيلومتر، مما يزيد التوترات ويثير قلق حلف شمال الأطلسي الذي يضم تركيا.

(دمشق، موسكو ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، سي إن إن)