قبل أربعة أيام من الانتخابات التشريعية المبكرة، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في كلمة له خلال حفل عيد الجمهورية، أن "تركيا ما زالت تتعرض لمحاولات إسقاط للدولة، التي عانت منها سابقا الدولة العثمانية"، ورأى ان "الذين يعملون على تحييدي يريدون جمهورية بلا جمهور، ودولة بلا شعب". وخصوم إردوغان يتهمونه بأنه يعبئ الجماهير وفق شعار "أنا أو الفوضى".

Ad

إلى ذلك، سيطرت الشرطة التركية أمس بالقوة على مقار محطتي تلفزيون مقربتين من العدو اللدود لإردوغان، الداعية الإسلامي فتح الله غولن في إسطنبول.

واقتحمت قوات الأمن التركية، خلال البث المباشر وأمام الكاميرات صباحا، مقار محطتي "بوغون" و"كانال-تورك"، اللتين تنتميان إلى مجموعة "كوزا-ابيك"، التي وضعت تحت وصاية قضائية الاثنين الماضي.

ودخلت قوات الأمن المحطتين، وقامت بتفريق الموظفين الذين كانوا متجمعين لحمايتهما بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، بحسب الصور التي بثها تلفزيون "بوغون" مباشرة على موقعه الالكتروني.

ثم قام شرطيون وأحد المديرين الجدد للمجموعة، الذين عينهم القضاء، بتولي إدارة البث رغم معارضة رئيس تحرير تلفزيون "بوغون" طارق توروس.

وقال توروس، أمام الكاميرات، "المشاهدون الأعزاء، لا تتفاجأوا إذا رأيتم الشرطة في استديوهاتنا في الدقائق المقبلة"، مضيفا: "هذه العملية لإسكات كل الأصوات المعارضة التي لا تروق للحزب الحاكم بما فيها وسائل الاعلام والاحزاب السياسية ورجال الاعمال. هذا ينطبق على كل من لا يقدم الطاعة". وخلال المشادة بين رؤساء التحرير والشرطيين في الطوابق، اندلعت مواجهات أمام المبنى بين المتظاهرين وبينهم نواب من المعارضة والشرطة. وتم توقيف عدة أشخاص كما افادت محطة "ان تي في" الخاصة.

وطالب مدع تركي بالسجن 34 عاما لغولن (74 عاما) عن تهم بإدارته "كيانا موازيا" داخل مؤسسات الدولة، في مسعى للاطاحة بإردوغان، الذي حكم تركيا منذ عام 2003 كرئيس للوزراء ثم كرئيس للدولة.

وغولن هو داعية إسلامي نافذ يملك سلاسل كبيرة من المدارس الإسلامية والمؤسسات الإعلامية والتجارية، ويقيم في الولايات المتحدة.

في سياق آخر، أكد المدعي التركي، المكلف التحقيق في هجوم أنقرة الانتحاري، الذي أوقع 102 قتلى في 10 أكتوبر، خلال تجمع للمعارضة أمس، أن تنظيم "داعش" دبر الاعتداء.

وقال مدعي أنقرة: "لقد تبين أن مجموعة إرهابية في محافظة غازي عنتاب (شمال شرق) خططت لاعتداءات في تركيا، بعد تلقيها أوامر مباشرة من تنظيم داعش الإرهابي في سورية".

وأضاف أن "الأدلة الرقمية تشير إلى أن المفجرين الانتحاريين في أنقرة نفذا الهجوم لتقويض الاستقرار السياسي، وإرجاء الانتخابات البرلمانية المقررة في أول نوفمبر".

(أنقرة - الأناضول،

أ ف ب، د ب أ، رويترز)