الحمد لله الذي أغاث البلاد والعباد، ونسأله سبحانه أن يكون المطر غيثاً يحيي به الزرع والضرع، فبعد جدب امتد سنوات وبعد أجواء قاسية الصيف الماضي، ربما بلغت أرقاماً قياسية، مُطِرت البلاد بفضل الله ورحمته، وازدان الجو بهاءً، وانتشرت الخباري في فيافي الكويت، وأصبح هناك متنفس، مما شجع الكثيرين على الخروج للصحراء، لاسيما مع الصور والفيديوهات التي أرسلها عشاق الصحراء للأمطار والسيول، فانطلقتُ مع أبي العيال في رحلة إلى شمال الكويت من المطلاع وصولاً إلى الحدود العراقية في العبدلي، ثم العودة من نفس الخط، ثم الاتجاه يميناً بموازاة الحدود، ولأكثر من 10 كيلومترات باتجاه الرتقة والعودة للضفة الأخرى من الشارع باتجاه منطقة ام نقا فالبحيث، ومنها إلى جسر بوبيان والعودة إلى المدينة عبر طريق الصبية، لمشاهدة الخباري ومياه السيول التي تجمعت عقب الأمطار التي شهدتها البلاد الأسبوعين الماضيين، وكم سعدت بما شاهدت من بشائر خير تنبئ بموسم خير إن شاء الله.

Ad

لكنّ هناك أموراً تنغص الفرحة يتحمل بعضها المواطن وجلها الجهات المسؤولة، فرغم التشديد على عدم التخييم إلا بعد الحصول على ترخيص، فإن هناك فوضى تنظيمية بالمخيمات، و"كأنك يا بوزيد ماغزيت"، خاصة بالسماح للبعض بنصب مخيمات في مجاري السيول، مما ألحق بأصحاب هذه المواقع خسائر كبيرة، والمفترض على مسؤولي البلدية منع التخييم في الخباري أو في الشعبان الصغيرة، فكم من مخيمات وسيارات محاصرة بمياه الأمطار جراء السيول، ولكن الملاحظة الأبرز هي انجراف التربة أو الكثبان الرملية وترسبها في نهر الشارع، خاصة بطريق الشيخ سعد العبدالله لعدم صيانته خلال الصيف وعدم إزالة الرواسب الترابية من مصرف الأمطار، فمن يتحمل المسؤولية؟ وكيف ستصبح النتيجة لو جاءت الأمطار أغزر؟ ومن سيحاسَب إن حاصرت المياه مرتادي هذا الطريق؟

 كذلك فإن معظم اللوحات الإرشادية للمرور والحواجز الحديدية بين الشارعين هوت أو انحنت أمام شدة الريح وقوة المطر، رغم أنها لا تقاس بالأعاصير أو العواصف، والملاحظة الأبرز هي الحالة السيئة جداً، أو لنقل المعدمة، لشارع المغفور له الشيخ عبدالله الجابر الواصل بين بوبيان وميناء البحيث (أم قصر سابقاً)، فعندما تسلك هذا الشارع لا يمكن أن تتخيل، ولو للحظة، أنك في دولة غنية، خيراتها تتوزع في أنحاء المعمورة على دول "صافعها ونافعها واحد" كما يقال بالأمثال.

 والواضح أن هذا الشارع رغم أنه طريق حيوي، فإن فرق وزارة الأشغال منذ عهد قديم لم تصله، فقد تقطعت أوصاله وانتشرت الحفر الكبيرة عليه، وأصبح خطراً على مرتاديه، فربما، وأقول ربما، لعدم ارتياده من قبل شيخ مثلاً، أو لعدم وجود شاليهات للـ"VIP" أو غيرها، تعود لأحد المتنفذين رغم أنه مطروق من قبل أصحاب الإبل ورعاتها، وأيضاً يربط الصبية بمزارع الأعلاف بأم نقا، وكذلك وجود قاعدة البحيث البحرية، كما شاهدت على إحدى اللوحات الارشادية، فإن كان هؤلاء لا يمثلون قيمة لدى الوزير بالوكالة وأركان وزارته، فإن قيمتهم في ضمير الوطن أعظم، فاتق الله بهم وقم بزيارة هذا الطريق، أو ابعث صادقاً أميناً مختصاً، فأرواح الناس مسؤوليتك، فإن كنت نجوت من أي مساءلة سياسية لسبب أو لآخر، فإن الذي سيحاسبك على كل شاردة وواردة هو الله، فاتق الله يا وزير الأشغال بالوكالة في أرواح البشر، فسيدنا عمر، رضي الله عنه، قال: "لو أن بغلة تعثرت في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها لمَ لمْ تصلح لها الطريق؟!" فقم بأداء ما حُمِّلت من أمانة أو قدم استقالتك والحافظ الله ياكويت.