المباحثات الكويتية - التونسية تتوج بـ 8 اتفاقيات

نشر في 15-12-2015 | 00:01
آخر تحديث 15-12-2015 | 00:01
No Image Caption
الخالد: تسهم في رفع مستوى التعاون الثنائي والبناء إلى آفاق حيوية مهمة
أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد أمس الأول أن التوقيع على ثماني اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية بين الكويت وتونس يسهم برفع مستوى التعاون الثنائي البناء الى آفاق أرحب في العديد من المجالات الحيوية والمهمة.

وقال الخالد، في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش، عقب انتهاء أعمال الدورة الثالثة للجنة العليا المشتركة بين البلدين، إن التوقيع على هذه الاتفاقيات أوصل عدد الاتفاقيات المبرمة الى 50 اتفاقية منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين قبل أكثر من 53 عاما.

وأعرب عن تشرفه والوزير البكوش بلقاء سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، حيث استمعا لرؤى سموه الحكيمة حيال تعزيز وشائج العلاقات بين البلدين الشقيقين، والارتقاء بها الى آفاق أرحب ومباركة سموه لكل جهد مبذول ومسعى محمود تجاه الارتقاء بمجالات التعاون المنشودة، بما يحقق آمال وتطلعات شعبي البلدين الشقيقين.

مباحثات مثمرة

وقال الخالد إن الجانبين عقدا مباحثات ثنائية معمقة ومثمرة، تناولا خلالها مختلف المواضيع الرامية الى تطوير آليات التعاون والشراكة بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة.

وأكد في هذا الصدد مساندة الكويت ودعمها لجميع الإجراءات والخطوات التي تتخذها تونس لمواجهة تلك الأعمال «الإرهابية» التي تستهدف استقرارها وأمنها، ودعوتها لتوحيد كل الجهود لمكافحة هذه الآفة الإجرامية البغيضة واجتثاث جذورها.

وعن رؤية الكويت للحل في الأزمة السورية، قال الخالد «انه لا خيار آخر إلا الحل السياسي السلمي»، مشيدا بدور المملكة العربية السعودية في جمع المعارضة السورية بالرياض الأسبوع الماضي والنتائج التي تمخض عنها اجتماعهم.

وأضاف: «نتابع باهتمام نتائج اجتماعات (فيينا 1) و(فيينا 2) وما تم الاتفاق عليه من خطة عمل لتشكيل الحكومة الانتقالية في بداية السنة المقبلة، ومن ثم الدستور، وصولا الى الانتخابات خلال 18 شهرا».

وأعرب عن التطلع للاجتماع الذي دعا إليه وزير الخارجية الأميركي جون كيري في نيويورك الشهر المقبل، معربا عن الأمل بأن تصب هذه المؤشرات الإيجابية تجاه تعزيز القناعات بالحل السياسي وفرص نجاحه.

التجربة التونسية

من جانبه، قال الوزير البكوش إن نجاح المجتمع المدني في بلاده بالتحول الديمقراطي مثل بداية نجاح للربيع العربي.

وذكر أن «خصوصية المجتمع المدني التونسي ونضاله عبر سنوات جعلا التجربة التونسية تبدو فريدة من نوعها وكأنها بداية لربيع عربي بالنسبة إلى البلدان التي لها مشاكل في الحكم الدكتاتوري مثل سورية وليبيا»، مبينا أن «تونس لا تريد تصدير تجربتها لأحد، ولاسيما أن سياستها تقتضي بعدم التدخل في شؤون الغير إطلاقا، إلا إذا طلب منا تقديم النصح والمعونة».

وأضاف أن ولادة هذا المسار الديمقراطي لم تكن سهلة في تونس، بعد سنوات من الفترات الانتقالية، مشددا على ضرورة عمل جميع الأطراف التي ساهمت في انجاحه على ضمان استمراريته واستقراره ودوامه.

وردا على سؤال حول مدى تخوف التونسيين من انتقال الأزمة الليبية الى تونس قال «صحيح أن الوضع في ليبيا يمثل تهديدا لاستقرار تونس، لكن ذلك ليس بسبب الليبيين، بل من دخول الإرهاب الى ليبيا».

وذكر أن ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) بات يحتل مناطق في ليبيا، «وهو ليس تنظيما ليبيا وليست له جنسية، بل هو تنظيم خليط من عدد من الجنسيات العربية والإسلامية والأوروبية وكل بلدان العالم، وهو ما يدل على أن الإرهاب أصبح عالميا».

الفرقاء الليبيون

وأكد أن تونس نجحت في تقريب وجهات النظر في الاجتماع الذي استضافته قبل ثلاثة ايام، والذي انتهى باقتناع الفرقاء الليبيين وانتقالهم الى اجتماع روما بغطاء من الأمم المتحدة، معربا عن الأمل أن يستمر عزمهم على توقيع اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وقال: «على المستوى الحالي توجد خلايا نائمة في تونس استغلت فترة الاضطراب في تونس وليبيا لكي تنقل السلاح بينها»، لافتا الى وجود إرادة سياسية لاقتلاع هذه الخلايا من تونس.

وأضاف أن هذه الجماعات لم تنفذ عمليات إرهابية في تونس فقط، بل في الكويت وفرنسا وأميركا وغيرها، مشددا على ضرورة التعاون الاستخباراتي والميداني على مختلف الأصعدة للقضاء على هذه الجماعات.

من جهة أخرى، أشاد البكوش بنتائج الدورة الثالثة للجنة المشتركة الكويتية - التونسية، والتي اختتمت أعمالها بالتوقيع على 8 اتفاقيات ومذكرات تفاهم، «وهو ما يؤكد عمق الصداقة بين البلدين الشقيقين، ويأتي أيضا تعبيرا عن إرادة لتدارك ما فات من وقت دون اجتماع اللجنة المشتركة منذ خمس سنوات».

وأكد عزم البلدين المشترك على عقد هذه الاجتماعات بانتظام كل عام، معربا عن الأمل أن تستضيف تونس الاجتماع السنة المقبلة في موعدها.

وأشار الى وجود إرادة مشتركة لدى البلدين لتطوير وتوسيع التعاون في مختلف المجالات بما يحقق تطلعات الشعبين الكويتي والتونسي، مؤكدا حرص القيادتين السياسيتين لدى البلدين على حفظ الأمن والسلام في المنطقة، والخروج من المصاعب التي تمر بها اليوم نتيجة استفحال ظاهرة الإرهاب.

back to top