في لبنان، ترقّب لمسار ملفين متعثرين؛ النفايات والترقيات. فملف النفايات مازال في وضع التجاذب بعد ساعات من النقاش الطويلة بين وزير الزراعة أكرم شهيب والجمعيات البيئية، والتي لم تفض الى تقدم يوحي بطي هذه الصفحة.

Ad

فالهوة لاتزال كبيرة بين الواقع المثالي المرتجى والإمكانات المتاحة، أقله في المرحلة الأولى من الخطة، والأمر بات يحتاج الى قرار سياسي حكومي جامع غير متوافر حتى الساعة للتعاطي مع الاعتراضات المناطقية المتنقلة.

وتتعقد الأمور أكثر في ظل الأنباء عن أن لا جلسة قريبة لمجلس الوزراء، وذلك بفعل ربط أفرقاء الحوار الملفات الإشكالية بعضها ببعض.

وقالت مصادر متابعة إن "الترقيات العسكرية دخلت في عنق الزجاجة، ليصبح معها انعقاد مجلس الوزراء مستبعدا الأسبوع المقبل بانتظار المزيد من الاتصالات واللقاءات وما سينتج عن الحوار بأيامه الثلاثة".

وأضافت أن "تسوية الترقيات باتت أكثر تعقيدا مع ما أعلنه اللقاء التشاوري الذي انعقد في منزل الرئيس ميشال سليمان من رفض لأي تسوية على حساب هيكلية الجيش والتراتبية، وضرورة إبعاد المؤسسة العسكرية عن سياسة المراضاة والمحاصصة.

في موازاة ذلك، عقد "الحراك الشعبي" مؤتمرا صحافيا، بعد ظهر أمس في ساحة رياض الصلح، طالب فيه بـ"إيجاد حل طارئ ومستدام لأزمة النفايات"، وقال وديع الأسمر في بيان: "إن الحراك الشعبي يطالب منذ البدء بإزالة النفايات من الشوارع، وليس هو من يقف عقبة في وجه إزالة الزبالة".

فشل ذريع

وأضاف أن "الفشل الذريع في عملية رفع النفايات ومعالجتها، والتي تقاعست الدولة عن القيام بها أوصلت المواطنين الى الوضع الحالي غير المقبول، وأن المماطلة في إيجاد الحلول أدت الى تفاقم الأزمة البيئية الى أزمة وطنية. ما جعل من كل مواطن يتحسس خطر المطامر العشوائية، بعدما أصبح أمام كل منزل من منازلنا جبل من النفايات".

ودعا "الحراك" اللبنانيين جميعا الى "التجمع الساعة السادسة مساء الخميس في الثامن من الشهر الحالي في ساحة الشهداء".

في سياق منفصل، استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، أمس، في السراي الحكومي، سفير الولايات المتحدة الأميركية، ديفيد هيل، الذي قال: "لقد استعرضنا، رئيس الحكومة وأنا، زيارته إلى نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة والاجتماعات ذات الصلة. وشمل ذلك الاجتماع الوزاري لمجموعة الدعم الدولية الخاصة بلبنان، والتي أثبتت مرة أخرى التزام المجتمع الدولي الراسخ مساعدة لبنان في مجابهة مجموعة التحديات الذي يواجهها".

150 مليون دولار

وأضاف: "نحن نركز كل يوم وليس فقط خلال الاجتماعات التي تعقدها مجموعة الدعم أو الجمعية العامة للأمم المتحدة، على كيفية دعم الشعب والمؤسسات في لبنان بأفضل طريقة لنضمن بقاء لبنان مستقرا وآمنا وذا سيادة، وحرا من التشابكات الخارجية".

وتابع: "كما قلت لرئيس الحكومة إننا سمعنا دعوته لمواصلة تقديم المساعدة للجيش اللبناني. إن الولايات المتحدة تؤمن بأن الجيش هو المؤسسة الوحيدة التي لديها الشرعية والتفويض للدفاع عن البلد وشعبه.

ومن أجل القيام بمهمته يجب أن تكون لديه المعدات والتدريب اللازم. وإنني هنا اليوم لتسليط الضوء على أحدث خطوة قامت بها حكومتي لهذه الغاية، والتي كان تم الإعلان عنها يوم الأربعاء في نيويورك: إن المبلغ الأساسي للمساعدات الأميركية العسكرية التي نقدمها الى الجيش اللبناني سيكون 150 مليون دولار.