بعد أن عقدت آمال على أن يسفر اللقاء بين رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون ورئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية على التوافق بين الحليفين بشأن موضوع الرئاسة، عاد الجمود ليصبح سيد الموقف على خط انتخاب رئيس جديد، وأصبحت جلسة 16 الجاري المخصصة لانتخاب رئيس، محكومة بمصير 32 جلسة سابقة.

Ad

وعلى رغم تكتم الطرفين على ما دار في اللقاء الذي تم في الرابية، فإن المصادر أكدت أن الحليفين المسيحيين لم يجدا "حداً أدنى" من التوافق بينهما على مبادرة رئيس الحكومة السابق زعيم تيار "المستقبل" سعد الحريري التي تنص على ترشيح فرنجية للرئاسة ضمن تسوية شاملة، لم تتضح بعد تفاصيلها كافة.

في غضون ذلك، تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، أمس، من السفير السعودي علي عسيري دعوة رسمية لزيارة السعودية، ووعد بتلبيتها، لكن لم يتضح إذا ما كان بري سيتوجه في وقت قريب الى الرياض حيث يقيم الحريري.

وتتجه الأنظار الاثنين المقبل إلى طاولة الحوار، حيث ستنعقد جولة جديدة من المشاورات، ولكن لا أحد يتوقع حصول مفاجأة رئاسية، فلا فرنجية خرق "الفيتوات" التي وضعها الأطراف المسيحيون في وجهه، ولا الحريري نجح في إقناع الحلفاء بالسير في موضوع مرشحه.

في موازاة ذلك، استقبل الرئيس أمين الجميل ظهر أمس في بكفيا، القائم بالأعمال الأميركي السفير ريتشارد جونز، وتم خلال اللقاء البحث في تطورات الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة.

وأعلن جونز بعد اللقاء أنها "زيارتي الأولى للرئيس الجميل، وكانت هناك جولة أفق جيدة تبادلنا فيها الآراء بخصوص أوضاع لبنان والمنطقة. مضيفا: اطلعت على موقف "حزب الكتائب" من الاستحقاق الرئاسي، وتكوّن لدي فهم أفضل لموقف الحزب الذي هو موقف مسؤول يقارب الأمور بتأن وبروحية تهدف الى جمع اللبنانيين"، مشيرا الى أن "المواقف كانت متطابقة على حتمية الحاجة إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهذا الأمر مهم جدا".

وأكد أن "المؤسسات اللبنانية بحاجة إلى أن تعمل وتتجدد، لأن الرئاسة شاغرة منذ زمن طويل. الوقت الآن هو للعمل من أجل إنتاج حل لبناني لهذه المشكلة، وبذلك يستعيد لبنان سيادته ويلعب دوره في محاربة التطرف بالمنطقة".

ورداً على سؤال عن هوية المرشح للرئاسة، قال السفير: "إننا ندعم الآلية اللبنانية، وعلى اللبنانيين أن يختاروا من سيكون رئيسهم، ولكن نعتقد أن الوقت الآن هو التوقيت المناسب للاختيار".

الى ذلك، رصد تصعيد للبطريرك الماروني مار بشارة الراعي في دعم مبادرة الحريري، وقال الراعي أمس في المطار قبل مغادرته الى مصر إن "المبادرة الرئاسية هي مبادرة جدية، وليست صادرة عن فرد، كما أنا أعلم، ولذلك يجب على كل اللبنانيين أن يتطلعوا اليها وأن يلتقوا ويقرروا معا ويصبح القرار وطنيا بكل ما للكلمة من معنى".

ووعد الراعي بعقد لقاء للرباعي المسيحي الأسبوع المقبل بعد عودته من مصر. وعن لقائه أمس السفير جونز والنائب إبراهيم كنعان موفدا من قبل العماد عون، قال: "كل شيء يصب في ضرورة اتخاذ المبادرة بجديتها والتشاور بين الكتل النيابية والسياسية، لكي يكون القرار شاملا، لأن رئيسا يأتي من دون أن يكون مدعوما من الجميع لا يستطيع أن يحكم".

جاء ذلك بعد أن تم الكشف عن وجود مطارنة عارضوا مبادرة الحريري. وقالت المصادر إن بعض المطارنة اعترضوا خلال اجتماعهم الشهري الأخير "على شكل المبادرة ومضمونها"، وأضافت "اعتقد المعترضون أن الراعي سيأخذ منه بعين الاعتبار ملاحظاتهم وسيدرجها خلال عظاته وكلماته التي سيلقيها في ما بعد، تعليقا على الاستحقاق الرئاسي، غير أن التطورات أثبتت لهم العكس".