شكّل رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس مساء الثلاثاء مع حزب اليونانيين المستقلين "يميني سيادي" حكومة ائتلافية احتفظ فيها وزير المالية في الحكومة السابقة اقليدس تساكالوتوس مهندس خطة الانقاذ الجديدة لليونان، بحقيبته.

Ad

وأعلنت المتحدثة باسم الحكومة الجديدة اولغا غيروفاسيلي أن أعضاء الحكومة التي تضم 16 وزيراً وحوالي ثلاثين مساعداً "ستؤدي اليمين الدستورية في الساعة 07,30" بتوقيت غرينيتش من اليوم الأربعاء، وغيروفاسيلي هي إحدى سبع نساء في الحكومة الجديدة.

وبعد الانتهاء من تشكيل الحكومة يتوجه تسيبراس اليوم الأربعاء إلى بروكسل للمشاركة في القمة الأوروبية الطارئة حول أزمة الهجرة، وقد قال إنه يتوقع تضامناً أوروبياً أكبر في هذا الملف، ووصف تسيبراس هذا اللقاء "بالحاسم" إذ أنه سيستأنف خلاله الحوار مع شركائه الأوروبيين.

وقال المكتب الإعلامي لتسيبراس أنه سيعقد في بروكسل "لقاءات موسعة" مع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الذي ذكره لدى تهنئته الأثنين على فوزه أن "الوقت ضيق لأن لديه الكثير من العمل ليقوم به".

ويبدو أن تسيبراس ركز في خياراته لتشكيل الحكومة الجديدة على الاستمرارية والفعالية والتعاون مع الشركاء الأوروبيين، على حد قول أحد المقربين منه.

فاستاذ الاقتصاد تساكالاتوس شغل منصب وزير المالية لمدة شهر في حكومة تسيبراس السابقة خلفاً ليانيس فاروفاكيس الذي سهلت استقالته في السادس من يوليو توقيع الاتفاق بين أثينا ودائنيها بعد أسبوع تماماً حول قرض ثالث للبلاد.

وعين في منصب مساعد وزير المالية جورج خولياراكيس الذي كان وزيراً للمالية في حكومة تصريف الأعمال التي تولت اجراء الانتخابات الأخيرة وكان قبل ذلك كبير المفاوضين اليونانيين في المباحثات التي أفضت إلى حصول أثينا على خطة انقاذ مالية ثالثة في يوليو في بروكسل.

بدوره احتفظ زعيم حزب اليونانيين المستقلين بانوس كامينوس بوزارة الدفاع.

وعاد تسيبراس إلى السلطة بعد فوز حزبه سيريزا اليساري المتطرف مجدداً في الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت الأحد وكانت ثاني انتخابات تشهدها اليونان في غضون ثمانية أشهر.

وتضم الحكومة الجديدة العديد من أعضاء حكومة تسيبراس السابقة التي استمرت ثمانية أشهر فقط "يناير- أغسطس"، ومن أبرز الوجوه العائدة وزير الاقتصاد والتنمية جورج ستاثاكيس ووزير الخارجية نيكوس كوتزياس.

أما وزارة الداخلية فعهد بها تسيبراس إلى بانايوتيس كوروبليس الذي كان وزيراً للصحة، في حين أن النجاح الذي حققه يوانيس موزالاس في إدارته ملف الهجرة في حكومة تصريف الأعمال عاد عليه بتثبيته في منصب مساعد الوزير لشؤون سياسة الهجرة.

واحتفظ الاقتصادي يانيس دراغاساكيس بمنصب نائب رئيس الحكومة، كما احتفظ اليكوس فلابوراريس بحقيبة تنسيق العمل الحكومي.

وكان تسيبراس الزعيم الأول والوحيد من اليسار المتشدد في الاتحاد الأوروبي، فاجأ الشركاء الاوروبيين بإعلانه تنظيم انتخابات جديدة بعد ثمانية أشهر على وصوله إلى سدة الحكم لاستعادة القاعدة السياسية التي خسرها بقبوله تمديد وصاية الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي التي قطع وعوداً برفضها.

وفي سن الـ 41 فاز تسيبراس برهانه الأحد بتحقيق فوز في الانتخابات وحصوله على 35.46% من الأصوات مقابل 28.10% للمعارضة اليمينية.

ويفترض أن تركز الحكومة الجديدة على تطبيق اجراءات التقشف الصارمة التي فرضها الدائنون لأثينا "الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي" في أسرع وقت ممكن لتسريع النهوض وترسيخ مصداقيته في الخارج قبل بدء مفاوضات حول خفض الديون.

وسيصوت البرلمان اعتباراً من أكتوبر على أكثر من 15 اصلاحاً مهماً بينها اقتطاعات جديدة في رواتب التقاعد وتشديد النظام الضريبي.

وأخيراً، أكد صندوق النقد الدولي في بيان تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه الثلاثاء إنه "ينتظر بفارغ الصبر العمل مع الحكومة الجديدة حول الاجراءات اللازمة لوضع اليونان على طريق النمو المستدام".

وفي موازاة ذلك على تسيبراس تقديم ضمانات لناخبيه بأنه عازم على مكافحة الفساد والمحسوبيات التي تؤثر على الاقتصاد والمؤسسات ووضع آلية لمعالجة فعالة وانسانية لتدفق اللاجئين والمهاجرين الذين جعلوا من اليونان البوابة الأولى لدخول الاتحاد الأوروبي.