يرصد الكاتب ـ المعني بالثقافة الشعبية والروحية لأهل الشرق ـ حالة النشاط الوجداني للعرب، في النصف الأول من القرن العشرين، باعتباره واحدا من القليلين الذين كتبوا عن الشرق، بأكبر قدر من المحبة والتعاطف والفهم، مشيرا إلى الأدوار التي لعبتها المقاهي في ترسيخ صورة «المزاج» العربي والشرقي، التي تميل إلى التأمل والاسترخاء ـ بين الحين والآخر ـ لاستعادة النشاط من جديد.
ينطلق لومير، صاحب كتاب «مقاهي الشرق» فاتحا الباب أمام الحديث عن تجارة «البن»، من حركة القوافل إلى تأثيره على أبدان الناس وعقولهم، ثم تحوله إلى «أيقونة»، يلتقي الناس حولها ليتناولوه وهم يثرثرون، مشيرا إلى أن تأثير العرب والشرقيين على الغرب، في هذه النقطة، كان كبيرا ومدهشا.لعبة الـ14يبدأ الكاتب من حيث إن النشاط الذي يدور في المقاهي لا يدور لرفع شأنها، فاللعب منتشر فيها: الشطرنج والطاولة، و{المنقلة»، يقول إن هذه الأخيرة، لعبة قديمة تعرف أيضا باسم الـ14، وكل تلك الألعاب تحظى برواج كبير، في حين أن لعبتي الورق والزهر «غير معروفتين».وعلى الرغم من أنه لا يريد التوقف أمام اللعب كثيرا في هذا الجزء من الكتاب الذي حظي بترجمات عربية شتى، في مصر والشام على وجه التحديد، ينتقل الكاتب إلى المساحة التي شكلت أعمق ما في المقهى الشرقي القديم من لذات، وهي حالة الحصول على النشوة نتيجة تناول مشروبات مكونة من مخدر الحشيش، مشيرا إلى ثقافة خلط البن بالمخدر، الذي كان معروفا في مصر على الأقل زمن الحملة الفرنسية 1798 ميلادية.يقول إنه لا يمكن فهم أهمية المقهى الشرقي، بعيدا عن أنه ربما يكون في بعض الأحيان مأوى لمدمني المخدرات، لافتا إلى أن رايمون يتكلم عن مشروب مكون من العسل والحشيش، يتم تناوله في بعض أماكن القاهرة، ويقول إن «متعاطي الأفيون تبنوها، ويروق لهم أن يتابعوا فيها خيط أحلامهم».إلى هذا الحد دخل المقهى حيزا جديدا وبدأت إجراءات مطاردته من قبل الدولة، التي لم تلتفت كثيرا إلى أن أغلب رواد المقهى يقنعون لحسن الحظ بمعبودتهم السوداء، وبالتنباك الذي يدخنونه بواسطة غليون طويل أو نرجيلة كبيرة، ومتعتهم العادية، أكثر من غيرها، وبدأت الدولة تنتبه إلى ما في المقهى من أحاديث، حيث إن «الثرثرة هي الرذيلة الوحيدة التي يشجعونها»، كما يقول لومير.سلوكيات منحرفةيرصد الكاتب المسار الذي أخذه «حصار المقهى» من قبل الدولة، إذا جاز التعبير، من حيث اتهام السلوكيات التي تتم في المقهى بأنها منحرفة، وينقل عن «الجزيري» شكواه من أن الممارسة الرسمية للصوفيين تستبدل بدعابات غير مستحبة، وبمشاركة في إثارة المشاعر بالحكايات المسلية، في المقاهي، وينقل ازدراء كاتب آخر هو «دوفور» أولئك الرجال «الذين يتجمعون ويشفون غليلهم بالذات في أحاديث غامضة، عن لا شيء بالذات، أو بحكايات ماجنة مضحكة».يستند إلى «دوهسون» أيضا الذي كتب من قبل أنه «مشمئز» من هؤلاء الشبان العاطلين «الذين يقضون في المقاهي ساعات يدخنون ويلعبون الضامة أو الشطرنج وهم يناقشون المشكلات، والذين يكشفون سلوك أصحاب العمل الذين يفيضون حقا في الأكاذيب والافتراءات والقذف ويثيرون الشكوك حول سمعة النساء العفيفات، وما يرونه أحيانا إنما من أشد الافتراءات، وليس له ذرة واحدة من الحقيقة».المسار الذي اتخذه حصار المقهى إذن هو اتهامها بضرب المحرمات، لكون بعض الممارسات الصوفية فيها كانت منافية للسائد، ويدور الحديث عن الخطباء الأتقياء «مثيري الفتن»، الذين يجب الحذر منهم كل الحذر، وهم يجتمعون في المقاهي ويزعجون السلطات»، قبل أن ينتقل مباشرة إلى إغلاق بعض المقاهي الشهيرة في التاريخ، وإلى الأزمات السياسية التي نتجت عن مثل هذا الإغلاق المريب لمقهى.يقول الكاتب: «كما في باريس وروما ولندن والبندقية، فإن مقاهي الشرق تمثل مراكز حرية التعبير فيها هي القاعدة، وحيث يمكن للحرية أن تكون رخصة دنيئة أو مطمحا للمطلق والحق».ينسب الكاتب إلى دوهسون، واقعة إغلاق المقاهي في إستانبول والتي قال إنها كانت لأسباب سياسية، ففي عهد «مراد الرابع» كانت المقاهي أماكن لقاء لأشخاص وجنود «متمردين»، مذكرا بأن حكومة محمد علي، في مصر، وفي قلب القرن التاسع عشر كانت شديدة القلق من أحاديث التمرد والعصيان في مقاهي القاهرة، بحيث جندت «جواسيس» لكي تصغى للأحاديث التي تدور في المقاهي.رجلان يتكلمانلا ينسى الكاتب، أن المقاهي مراكز لهو للأهالي في الأصل، يروي عن «تيفينوا» قوله: {على العموم هناك كثيرون من عازفي الكمان، وعازفي الناي، ومن الموسيقيين الآخرين، يستأجرهم صاحب المقهى للعزف والغناء أثناء فترة كبيرة من النهار، على أمل اجتذاب الزبائن».مهنة الموسيقى في المقاهي ظلت شائعة جدا عالميا، يقول لومير، موضحا أنه أمر يظهر أيضا في كل بلاد الإسلام، «شاتوبريان» قال في كتابه «رحلة باريس إلى أورشليم»:«إن نغمات «الماندولين» الحزينة كانت تخرج أحيانا من داخل مقهى، وترى غلمانا مقززين يقومون برقصات مخجلة أمام أنواع من القرود، جالسين في دائرة، على موائد صغيرة، لأنهم يرقصون أحيانا في كثير من هذه المقاهي، وهذه الحفلات الموسيقية الشعبية الراقصة المتكلفة تقريبا لا تساهم في منح المقاهي شهادة طيبة بحسن الأخلاق، فإن فن الموسيقيين والمطربين والراقصين مرتبط على العكس بالفسق والفجور».يلتفت الكاتب إلى دور آخر من أدوار المقهى، حيث يشير إلى الخطباء والرواة الذين يملأون المقاهي في القاهرة ومدن عربية أخرى، وبالإضافة إلى الموسيقى، يقول «ليس هناك ما يثير افتتان الرجال الطيبين غير الموسيقى عندما يريدون نسيان هموم الواقع، وأكبر تسلية لهم هي الاستماع إلى القصص التي يرويها الرواة، سواء بالتجويد أو بالإنشاد»، يقول إن شاردان مشى في الشوارع غير الممهدة في بيزنطة القديمة، حيث ترتفع المآذن، كما لو كانت حرابا، نحو السماء المكفهرة يقول عن المقاهي:شيوخ ودراويش«هناك قصص شعرية أو نثرية يرويها شيوخ أو دراويش أو شعراء من كل نوع بالتناوب، يقف شيخ في وسط قهوة ويبدأ بإلقاء موعظته في صوت مرتفع، وفجأة، يدخل درويش ويحاضر الموجودين في غرور الدنيا وخيراتها وأمجادها، ويحدث أن يتكلم في المقهى رجلان في وقت واحد، أحدهما في أول المقهى والثاني في آخره، وأحيانا يكون أحدهما واعظ والثاني راو».يعتقد الكاتب محقا أن الحرية الشخصية هي الميزة التي تتمتع بها المقاهي العربية، لافتا إلى أن هذين الرجلين اللذين يتكلمان في المقهى لا يعترض عليهما أحد، بل إن الرجل العاقل لا يجرؤ حتى على أن يعلق بشيء لأي منهما، فكل منهما يدلي بدلوه، وليسمع من يشاء، مشددا على أن طائفة الوعاظ والخطباء، التي كانت تغزو المقاهي اختفت في عهد زيارته، وأنه على العكس «باتت مقاهي الشرق مكانا يتوافد الناس إليها، خصوصا في أيام رمضان لسماع قصصهم ورواياتهم».يسجّل الكاتب صورة قديمة نسبيا للمقهى الشرقي، حيث يجلس الرواة على «مصطبة»، ويجلس المستمعون إليهم على «الدكة» أو على مصاطب المحال الأخرى المجاورة، وهؤلاء الرواة إما طلبة يأتون أملا في ربح بضعة قروش، وإما رجال دين فقراء، وقال إنه عرف أنهم كوّنوا اتحادا لهم وأنهم يشتركون في المواكب النقابية.وينقل عن الشاب «جان بوتوكي»، الذي زار اليونان وتركيا ومصر، وأرسل إلى أمه سنة 1784 خطابا يقول لها فيه: «لم يعد أمامي لكي أعرفك بملاهي الشعب التركي إلا أن أحدثك عن المقاهي، أغلبها مبني على شكل أكشاك، يدخلها الهواء من كل النواحي، وجوها بارد بصورة مدهشة، وهي ملتقى العاطلين من كل نوع، وأحد الرواة المحترفين يروي أحدث المغامرات وهو يلحنها بكل فنون الإلقاء الشرقي المنغم».المُنبه الأسودويبدو أن الرواة ظلوا موجودين في المقاهي الشرقية، مدة طويلة، حيث كتب عنهم أيضا جيرار دي نرفال، بعد ذلك بعشرات السنين، مشيرا إلى نفس الإحساس الذي ينتاب المرء، أمام أولئك الرواة الذين يمتعون الحاضرين المتلهفين إلى سماع أساطيرهم وأبطالهم، مشيرا إلى سهرات رمضان وسحر لياليه، وإلى «القصص العجيبة» التي يرويها بأصوات منغمة، أو ينشدها رواة محترفون، يعملون في مقاهي إستانبول».يقول جيرار، إن الراوي الذي استمع إليه في إستانبول كان رجلا مشهورا، «فعلاوة على زبائن المقهى كان هناك جمع غفير من المستمعين العاديين متجمعين في الخارج، وطولبنا بالصمت، وأقبل شاب شاحب الوجه، رقيق الملامح، متألق العينين، شعره طويل، يتطاير كشعر الدمية من تحت طاقية لها شكل يختلف عن الطربوش، وجلس فوق مقعد عال، في منتصف ساحة من أربعة إلى خمسة أقدام، وجاءوا إليه بقهوة، وأصغى الجميع إليه في اهتمام كبير، لأن كل جزء من القصة، وفقا للعادة، يجب أن يدوم نصف ساعة، وهؤلاء الرواة المحترفون ليسوا شعراء، ولكنهم يروون قصصهم وهم يعزفون على الربابة بمختلف الألحان والأنغام، وقصصهم تدور دائما حول الملاحم القديمة، وهكذا نستمع إلى إضافات أو تغييرات كثيرة في مغامرات عنترة وأبي زيد والمجنون».ينقل الكاتب أيضا إعجاب «بييرلوتي»، نهاية القرن التاسع عشر، بتلك المقاهي، بوصفها مأوى الكسالى والخاملين، حيث يحلمون ويستسلمون لأحلامهم الشاردة في مقهى تركي صاحبه يدعى سليمان القهوجي.فن شرقيعلى الرغم من إيمان الكاتب المطلق بالحرية التي يتمتع بها رواد المقاهي الشرقية، فإنه يلتفت كثيرا إلى أن ارتياد المقهى يعتبر كأنه عمل مذموم، وأن كل الذين يقضون فيها ساعات طويلة هادئة هم بالضرورة عاطلون ومتطفلون، وأن الطبقات السفلى من المجتمع هي الوحيدة التي تأتي إليها.يروي الكاتب نقلا عن الفونس دوديه، الذي زار الجزائر سنة 1870، وعبر في كتابه «أقاصيص يوم الاثنين» عن معنى تلك الأماكن التي ترمز إلى فن من فنون الحياة، هو الفن الشرقي، وإلى عقلية حضارة من الحضارات، قائلا:«المقهى القريبة إنما هي صالون استقبال لأصحاب القصور العربية، بيت داخل البيت، مخصص للضيوف العابرة، يجد فيها هؤلاء المسلمون الكرماء جدا والمهذبون جدا الوسيلة التي تتيح لهم مزاولة أفضالهم الكريمة، محتفظين في نفس الوقت بالصلة الأسرية التي يتطلبها القانون، والمقهى المغربية لصاحبها الأغاسي سليمان كانت مفتوحة، يخيم عليها الصمت كإسطبلاته، جدرانها عالية ومطلية بالجير، ومجموعة الأسلحة التذكارية، وريش النعام، والكنبة العريضة المنخفضة الممتدة بطول القاعة، كل ذلك يرشح تحت سيول المطر التي يدفعها الريح من الباب، ومع ذلك فقد كان هناك حشد من الناس في المقهى، وعاد القهوجي وأشعل موقده ووضع فوقه تنكتين صغيرتين».يقول الكاتب إن المقاهي حلت محل صورة معكوسة لبلاط السلطان الباذخ، أو بالأحرى، انعكاس ساخر للثقافة العالية التي توجد هي الأخرى في السرايا، والفنانون الذين ظهروا في مناسبات تلك الأعياد لم يخلدهم التاريخ، ولكنهم نقلوا السمات الحية الثقافية التي لا تكف عن أن تثري من جيل إلى جيل.بين القصرينيربط الكاتب بين واقع المقهى والخيال الأدبي الذي حاول أن يتناولها، مشيرا إلى ما في رواية «بين القصرين»، للكاتب نجيب محفوظ، ويقول إنها تدور في الحياة اليومية داخل بيت تاجر قاهري ثري، في بداية القرن ينقل منها هذا المقطع نصا:«.. واجتمعت الأسرة، ما عدا الأب، قبيل المغرب، في ما يعرف بينها بمجلس القهوة، وكانت الصالة بالدور الأول مكانه المختار، حيث تحيط بها حجرات نوم الأخوة والاستقبال ورابعة صغيرة أعدت للدروس، وقد فرشت الصالة بالحصر الملونة، وقامت في أركان الكنبات ذوات المساند والوسائد، وكانت أمينة تجلس عادة على كنبة وسيطة، وبين يديها مدفأة كبيرة دفنت كنكة القهوة حتى النصف في جمراتها التي يعلوها الرماد، وإلى يمينها خوان وضعت عليه صينية صفراء صفت عليها الفناجين، ويجلس الأبناء أمام أمهم، سواء من يؤذن له باحتساء القهوة معها كياسين وفهمي.. كانت تلك ساعة محببة إلى النفوس يستأنسون فيها إلى رابطتهم العائلية وينعمون بلذة السحر.. وبينما جعلت خديجة وعائشة تستحثان الشاربين على الفراغ من شربهم لتقرأ لهم الطالع في فنجان، راح ياسين يتحدث حينا ويقرأ في قصة اليتيمتين من مجموعة مسامرات الشعب حينا آخر، كان من عادة الشاب أن يهب بعد فراغه لمطالعة القصص والأشعار».قصص لا تنتهييقول بييرلوتي: «كان الناس جلوسا حول النار، وعندما وصلت، أنا وصمويل وأحمد، سلمت على كل الحاضرين باليد، وجلست لكي أستمع لراوي سهرات الشتاء (القصص الطويلة التي تستمر كل منها ثمانية أيام، والتي يأتي فيها ذكر الجن والجنيات)، وتمر الساعات دون تعب، ودون ندم، وأجد نفسي مرتاحا بينهم، ولا أشعر بالاغتراب أبدا».يحاول الكاتب أن يتتبع قصص الرواة الطويلة التي لا تنتهي، لكنه يذكر عنصرا جديدا في المقهى، وهو وجود «عروض للعرائس المتحركة» أو «قراقوز»، التي اختفت من القاهرة منذ زمن بعيد، وعروض لـ»الفانوس السحري»، لكنه ينقل عن نيوبهور، الذي حضر وكتب عن أحد تلك العروض قائلا:«يُقدم العرض فوق منصة ضيقة جدا فوقها صندوق يمكن للمرء أن ينقله بكل سهولة، يجلس داخله محرك العرائس، ويمرر شخوصه من خلال أدراج صندوقه الثلاثة، ويجعل كل منها يقوم بالحركات الضرورية، وذلك بتحريك خيوطه.. وفي فمه أداة تكسب صوته رنة حادة تتفق مع حجم شخوصه، وكل ذلك يستحق الاهتمام لو أن العروض التي يحلو للمشاهدين أن يطلبوها لم تكن رديئة جدا، تبدأ العرائس بتحية الموجودين، ثم تتعارج بالتدريج، وينتهي بها الأمر إلى أن تتضارب، ولكن الأمر لا يقتصر على عروض العرائس المتحركة».يصل إعجاب لومير بالمقاهي العربية إلى حد أنه ينعي حظها العاثر في أن المقاهي لم تكتسب أبدا حقها في «النبالة»، التي تعني عنده أنها كانت دائمة في حالة من الفقر، وينقل وصف الرحالة التركي تييتز الذي أقام في مصر في آخر القرن السابع عشر لمقاهي القاهرة، لندرك شديد ازدراء الكاتب لها: «يشعرون بطريقة ما أن تأثيرها الخفيف يكسبهم قوة لأداء واجباتهم الدينية وشعائرهم، وتحمسهم في العبادة بسبب المنبه الأسود، سرعان ما يتحول إلى رفض لحياتهم الاجتماعية المحزنة، في أغلب الأحيان فإن مقاهي مصر تكون أكثر الأماكن ازدحاما بالأشخاص، وعدد كبير من تلك المقاهي يحتلها قدامى الجنود والضباط والمسنين، عندما يقصدونها صباحا تفرش الحصر والسجاجيد، ويبقون حتى المساء وبعض الزبائن من مدخني المخدرات من طبقة العبيد، ما هم إلا نفاية من المتطفلين، قوام عملهم تصدر المقهى واحتساء القهوة على الحساب، والتحدث عن التقشف عندما يتعرض الحديث إليه».
توابل
جولات في الشرق 9: لومير: الحريات تواجه «الجواسيس» على مقاهي الشرق
26-06-2015