يستعد هذا العام للرحيل، وأي عام كان، فقد ابتدأ بغيوم رمادية حملت في طياتها مشاعر التفاؤل والتشاؤم معا؟ التفاؤل بسرعة انعقاد المؤتمرات الإقليمية والعالمية واجتماعات رؤساء الدول، والحديث اللانهائي عن إشاعة الأمن والسلام والاستقرار، والتشاؤم ونحن نرى أمامنا رحلات الهروب الجماعي وسط اشتعال نار عدم الاستقرار في دولنا العربية.

Ad

 فالهروب من سورية وليبيا واليمن قد ابتدأ بدوافع إنسانية حملت الهاربين من جحيم عدم الاستقرار إلى شواطئ الاستقرار المنشود، لكنها لم تكن كغيرها من رحلات اللجوء، فقد أثارت زلازل سياسية واستقطابات فكرية شائكة اختارت من قضية اللاجئين أدوات لتشكيل المشهد السياسي القادم.

 وانصهرت أحداث هذا العام أمامنا بصمت وحزن مع امتداد يد الإرهاب عبر الحدود إلى مسجد الإمام الصادق بقلب مدينة الكويت، فأدمت قلب المدينة وأحدثت جراحاً لم تلتئم، واستمر وحش الإرهاب مستهدفاً عواصم الحرية حتى وصل إلى باريس عاصمة الثورات الفرنسية، مثيراً للرعب والحزن، واضعا المعادلة الصعبة أمامنا، والتي تكمن في تكاتف الجهود الدولية لتجفيف منابع الإرهاب ومصانع شبكات العنف والتطرف، وتحويل مناطق عدم الاستقرار إلى دول ذات كيانات إدارية واجتماعية وثقافية سليمة، وغيرها من مقومات الدولة المنشودة.

كلمة أخيرة:

 آن الأوان لتبدأ مؤسساتنا التعليمية بالتقاط المؤشرات المبكرة للعنف اللفظي والجسدي بمدارس الأطفال والشباب، والاستعانة بالاختصاصيين النفسيين لتحليل المتغيرات والمؤثرات التي تؤثر في العقول الشبابية.

وكلمة أخرى:

التقيت مؤخراً بشخصية ضعيفة تشعر أنها بحاجة للصوت العالي لتستمد قوة مزيفة ووهمية، وشخصية أخرى قوية هادئة، في هدوئها قوة مثيرة للإعجاب... فهنيئا لها تلك الدبلوماسية الناعمة، وأعاننا الله على اختلاف الأجناس من البشر.