وضعت القاهرة اللمسات النهائية لحفل افتتاح قناة السويس الجديدة المقرر له غداً، وعلمت "الجريدة" أن 48 رئيساً ووفداً سيشاركون في حفل الافتتاح، وبينما اعتذر أمير قطر عن عدم الحضور، أعلنت سفارة أميركا في القاهرة تسليمها معدات عسكرية جديدة.

Ad

قبل ساعات من بدء الحدث التاريخي الكبير، لافتتاح "قناة السويس الجديدة"، المقرر له غدا، شهدت مدينة القاهرة وعدد من المحافظات المصرية، حالة من الاستنفار الأمني غير المسبوق، لإخراج الحفل بشكل يليق بمكانة الممر الملاحي الأكثر أهمية في العالم، والذي أضافت إليه القناة الجديدة، مساحة تسمح بمرور السفن التجارية الضخمة، ذهابا وعودة، بصورة أكثر سلاسة.

وقد تحركت أجهزة الدولة أمس بكل طاقتها، لإنجاز الحدث الكبير، فقد بعث رئيس الحكومة إبراهيم محلب، أمس، برقية تهنئة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي بمناسبة الافتتاح، بينما صرح السفير حسام القاويش، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء بأنه تقرر اعتبار غد السادس من أغسطس، يوم إجازة رسمية في المصالح الحكومية، احتفالا بافتتاح قناة السويس.

وعلمت "الجريدة" من مصادر مطلعة، أن نحو 47 رئيسا ووفدا تأكد حضورهم حفل الافتتاح، بينهم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وملك الأردن عبدالله الثاني، ورئيس وزراء روسيا ديمتري ميدفيديف، ووزير الدفاع البريطاني، بينما اكتفت الولايات المتحدة الأميركية بإرسال وفد من الكونغرس للمشاركة.

وقال مصدر مسؤول إن دولة قطر ستشارك في حفل الافتتاح، من خلال وزير المواصلات جاسم بن سيف السليطي، ممثلا للأمير الشيخ تميم بن حمد، موضحاً لـ"الجريدة" أن الأمير تميم بعث برسالة إلى الرئيس السيسي هنأه فيها بالافتتاح، معتذرا عن عدم الحضور لارتباطات خاصة.

صدقي صبحي

إلى ذلك، وفي حين تسلمت قوات الحرس الجمهوري، أمس، موقع حفل افتتاح القناة للوقوف على آخر إجراءات تأمينه، تفقد وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي الاستعدادات النهائية لتنظيم وتأمين الافتتاح، مؤكدا جاهزية القوات المسلحة لتأمين الاحتفالية، قائلا: "قادرون على تأمين إرادة الوطن ومقدرات شعبه".

كما تفقد رئيس أركان الجيش، الفريق محمود حجازي، عددا من الكمائن والتمركزات العسكرية، في محيط المجرى الملاحي للقناة، كما تفقد وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار مدينة الإسماعلية للوقوف على الاستعدادات الأمنية هناك.

وقال مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن المركزي اللواء مدحت المنشاوي في تصريحات إنه تم منذ أول أغسطس الجاري البدء في خطوات تنفيذ المرحلة النهائية من خطة التأمين، والتي تشمل السيطرة على كل المعابر بشبه جزيرة سيناء، لمنع تسلل العناصر المتطرفة من مدن القناة وإليها، عبر إنشاء أكثر من 40 تمركزا أمنيا ثابتا ودوريات متنقلة.

مشروعات القناة

وفي السياق، وبينما نشرت الحكومة لافتات وزينات في عدد من الميادين، لإقناع المواطنين بشعار "مصر بتفرح"، وهو اسم "الهاشتاغ" الذي أطلقه الرئيس السيسي على صفحتيه في "فيسبوك" و"تويتر"، أظهر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر أن إيرادات قناة السويس، سجلت نحو 47 مليار دولار خلال السنوات العشر السابقة، بمتوسط 4.7 مليارات دولار سنويا.

 في السياق، قال مصدر مطلع لـ"الجريدة" إن هناك 200 مصنع سيتم الإعلان عنها غدا خلال الاحتفالية، ضمن منطقة صناعية متكاملة، مزمع إنشاؤها مع روسيا، في حين قال المستشار القانوني لمشروع تنمية محور قناة السويس، هاني سري الدين، إنه من المستهدف تحويل منطقة القناة إلى أكبر تجمع صناعي وتجاري في المنطقة، مضيفا لـ"الجريدة": "سيتم البدء في توسيع ميناء شرق بورسعيد عقب الافتتاح، خلال 6 أشهر، كما أن المنطقة الصناعية في محيط القناة ستكون على مساحة 40 كيلومترا، تقام عليها مصانع سيارات وأغذية وتصنيع معدات هندسية ثقيلة ومتوسطة".

في هذا الإطار، كشف مصدر حكومي رفيع قيام الرئيس السيسي بإعلان تفاصيل العاصمة الإدارية الجديدة خلال حفل افتتاح القناة، موضحا لـ"الجريدة" أن المشروع سيكون بتمويل مصري خالص، وبشراكة بين إدارة الهيئة الهندسية و5 شركات مصرية، وسيتم تدشين صندوق خاص لتمويل المشروع، كما سيتم طرح أسهم المشروع في البورصة، إلى جانب طلب سعودي بالمشاركة في إنشائه.

أبراج دبابات

على صعيد آخر، وبعد 72 ساعة من تدشين القاهرة وواشنطن صفحة جديدة من العلاقات الثنائية، خلال الحوار الاستراتيجي الذي عقد في القاهرة الأحد الماضي، أعلنت السفارة الأميركية في القاهرة، أمس، تسليم الولايات المتحدة، خمسة أبراج لدبابات "أبرامز M1A1" لمصر في القاعدة الجوية شرق القاهرة.

وقالت السفارة، في بيان لها أمس، إنه سيتم تسليم 14 برجا إضافيا للدبابات ذاتها، خلال أغسطس الجاري، موضحة أنه سيتم تسليم المزيد من الأبراج وفقا لمواعيد محددة سلفاً.

من جانبه، قال مسؤول الدفاع في السفارة الأميركية، الجنرال تشارلز هوبر، إن الإنتاج المشترك لدبابات "M1A1" في مصر يعزز من قدرات القاهرة عسكريا واقتصاديا، مشيرا إلى أن تسليم الأبراج سيتيح الفرصة لأكثر من 2000 مواطن مصري للعمل في مصنع الإنتاج الحربي، في حين قال الخبير العسكري اللواء حسام سويلم، إن أبراج الدبابات ضمن المعونة العسكرية الأميركية لمصر.

18 غارة

من جهة أخرى، استمر مسلسل اغتيال أفراد وعناصر الشرطة من قبل الجماعات الإرهابية، وقُتل أمين شرطة في محافظة الشرقية أمس، بعدما هاجمه مجهولان يستقلان دراجة نارية ببندقية آلية.

وفي سيناء، قتل 12 تكفيريا، بعد ورود معلومات تفيد بوجودهم في وضع استعداد لمهاجمة ارتكازات مدينة جنوب الشيخ زويد الأمنية، فقصفتهم طائرات الأباتشي، بينما قال مراسل "الجريدة" إن مقاتلات F16 نفذت، أمس نحو 18 غارة على بؤر إرهابية في قرى الظهير والتومة واللفيتات، بينما لقي 5 مدنيين مصرعهم، بينهم 4 أطفال، في سقوط قذيفة مجهولة المصدر على منزلهم.

القناة الجديدة... حقائق وأرقام

تفتتح مصر غداً الفرع الجديد لقناة السويس، الذي يهدف إلى زيادة حجم الملاحة في القناة الرئيسية التي تربط البحرين الأحمر والمتوسط وتعتبر طريقا مهما لمرور النفط والتجارة العالمية. وفي ما يلي بعض الحقائق والأرقام عن المشروع.

ويهدف الفرع الجديد الذي يبلغ طوله 72 كيلومترا إلى خفض فترة انتظار السفن من 18 إلى 11 ساعة، كما يتيح الابحار في الاتجاهين.

استغرق تجهيز الفرع الجديد أقل من عام، بتكلفة بلغت حوالي تسعة مليارات دولار. وتم تأمين غالبية التمويل من خلال اكتتابات استثمارية من المصريين.

تضمن مشروع الممر المائي الجديد الحفر الجاف لمسافة 37 كيلومترا و35 كيلومترا من أعمال التوسعة والتعميق.

تتيح القناة في الوقت الراهن مرور 49 سفينة يوميا كحد أقصى. وتقول هيئة قناة السويس إن هذا العدد سيتضاعف بحلول عام 2023.

ويأمل المسؤولون المصريون أن يؤدي الفرع الجديد عند تضاعف طاقة الملاحة اليومية في القناة إلى زيادة ايراداتها السنوية من 5.3 مليارات دولار في المتوسط حاليا إلى 13.2 مليار دولار بحلول عام 2023.

ومع ذلك، يقول الخبراء انه ليس واضحا حتى الآن ما هو التأثير الذي سيعكسه ادخال التحسينات على الممر المائي الرئيسي البالغ طوله 192 كيلومترا على التجارة العالمية.

كانت القناة الأصلية، التي افتتحت عام 1869 بعد عمل استمر نحو عشر سنوات، مصدر الدخل الرئيس لمصر ورمزا للاستقلال في القرن العشرين. وفي عام 1956 قرر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تأميم القناة التي كانت تديرها حتى ذلك الوقت شركة قناة السويس البريطانية - الفرنسية، ما تسبب آنذاك في نشوب حرب السويس أو العدوان الثلاثي على مصر.

(القاهرة - أ ف ب)