إعدام النمر.. ردود الفعل العربية والعالمية تتواصل بين «التأييد» و«الغضب» و«القلق»

نشر في 03-01-2016 | 13:55
آخر تحديث 03-01-2016 | 13:55
No Image Caption
تواصلت ردود الفعل العالمية والعربية على قيام سلطات المملكة العربية السعودية بتنفيذ حكم الإعدام بحق رجل الدين الشيعي نمر النمر بعد إدانته بتهم إرهاب.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن "صدمته الشديدة" حيال إعدام السعودية السبت 47 شخصاً بينهم رجل الدين الشيعي نمر النمر أبرز المعارضين للنظام، حسبما قال المتحدث باسم الأمم المتحدة.

وأضاف المتحدث مساء السبت أن بان يدعو إلى "الهدوء وضبط النفس في ردود الفعل على إعدام الشيخ النمر ويدعو جميع القادة في المنطقة إلى السعي لتفادي تفاقم التوتر الطائفي".

وبعد إعدام الشيخ النمر، تظاهر بضع مئات من الرجال والنساء أيضاً في مدينة القطيف الشيعية، شرق المملكة، حاملين صوراً لرجل الدين.

وتابع المتحدث "حكم على الشيخ النمر وبعض السجناء الذين أعدموا في محاكمات تضمنت اشكاليات من حيث طبيعة التهم أو مجرى المحاكمة" مشيراً إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة "أعرب مراراً عن قلقه للسعودية" ازاء حالة الشيخ النمر.

عدوان

من جانبه، وصف المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني إعدام النمر في السعودية بـ "الظلم والعدوان" وذلك في رسالة بعثها إلى أهالي محافظة القطيف شرق المملكة.

وقال المرجع في الرسالة التي نشرها موقعه الإلكتروني الرسمي "تلقينا ببالغ الأسى والاسف نبأ استشهاد جمع من اخواننا المؤمنين في المنطقة الذين أريقت دماؤهم الزكية ظلماً وعدواناً، ومنهم العالم المرحوم الشيخ نمر النمر طاب ثراه".

وأضاف "إننا إذ ندين ونستنكر ذلك نعزيكم ونواسيكم ولا سيما العائلات المفجوعة بأبنائها في هذا المصاب الجلل".

إدانة

بدورها، دان الأردن بشدة الهجوم الذي تعرضت له السفارة السعودية في طهران السبت، داعياً ايران إلى "توفير الحماية للبعثات الدبلوماسية"، حسبما أفادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية.

ونقلت الوكالة عن وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني قوله أن "الأردن يدين بشدة حادثة الاقتحام التي تعرض لها مبنى سفارة المملكة العربية السعودية في طهران أمس السبت"، واصفاً إياه بأنه "خرق فاضح للقانون الدولي واتفاقية جنيف بشأن صون وحماية البعثات الدبلوماسية واحترامها".

وأكد المومني "تضامن الأردن مع المملكة العربية السعودية الشقيقة ووقوفه إلى جانبها في مواجهة التطرف والإرهاب"، مستنكراً "التدخل والتحشيد الايراني ضدها وتصاعده عقب تنفيذ الشقيقة السعودية أحكاماً قضائية ضد مدانين من مواطنيها".

وشدد الوزير الأردني على "حرمة البعثات الدبلوماسية وضرورة صونها وتوفير الحماية لها التزاماً بالقانون الدولي واتفاقية جنيف".

انتقاماً الهياً

واعتبر المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي أن السعودية ستواجه "انتقاماً الهياً" بعد قيامها بإعدام رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر والذي أثار موجة احتجاجات واسعة.

وتؤكد تصريحات خامنئي الغضب العارم الذي عم ايران ودول إقليمية أخرى بعد اعدام الشيخ النمر السبت مع 46 مداناً آخرين.

وقال خامنئي في خطاب أمام رجال دين في العاصمة "مما لا شك فيه أن إراقة دم هذا الشهيد المظلوم من دون وجه حق سيؤثر بسرعة وأن الانتقام الالهي سيطال الساسة السعوديين".

وأضاف خامنئي "هذا العالم المظلوم لم يشجع الناس على الحراك المسلح ولم يتآمر بشكل سري وانما الشيء الوحيد الذي قام به هو توجيه الانتقاد العلني والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر النابع من غيرته الدينية" بحسب ما نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية.

واعتبر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية أن "الحكومة السعودية ارتكبت خطأً سياسياً بإراقتها لدم الشيخ نمر من دون وجه حق"، ودعا "العالم الاسلامي والعالم برمته إلى أن يتحمل المسؤولية تجاه هذه القضية".

صدمة

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أبدى "صدمته الشديدة" لإعدام الرياض رجل الدين الشيعي السعودي المعارض الشيخ نمر باقر النمر، محذراً من تداعيات هذه الخطوة على "الأمن والاستقرار والنسيج الاجتماعي لشعوب المنطقة".

وقال العبادي في بيان "تلقينا بأسف بالغ وصدمة شديدة نبأ تنفيذ حكم الاعدام بالشيخ نمر النمر من قبل السلطات السعودية".

وأضاف أن "التعبير عن الرأي والمعارضة السلمية هما حقان أساسيان من حقوق الإنسان تكفلهما الشرائع السماوية والقوانين الدولية وأن انتهاكهما يؤدي إلى تداعيات على الأمن والاستقرار والنسيج الاجتماعي لشعوب المنطقة".

وأكد رئيس الوزراء العراقي أن "سياسة تكميم الأفواه وتصفية المناوئين لن تجلب إلا مزيداً من الدمار والخراب على الحكومات والشعوب، كما أن الواقع وسنن التاريخ أثبتت أن الظلم واستخدام وسائل القمع لن تدوم مهما طال الزمن".

توترات طائفية

أبدت الحكومة الأمريكية قلقها من إمكان أن يؤدي إعدام السعودية لرجل دين شيعي بارز إلى تفاقم التوترات الطائفية وحثت كل الزعماء في الشرق الأوسط على "مضاعفة الجهود" لوقف تصعيد التوترات في المنطقة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي في بيان بعد إعدام نمر النمر و46 شخصاً آخرين "نؤكد دعواتنا للحكومة السعودية لاحترام وحماية حقوق الإنسان وضمان توافر الاجراءات القضائية العادلة والشفافة في كل القضايا".

وأشارت عمليات الإعدام التي شملت أيضاً عشرات من أعضاء تنظيم القاعدة إلى أن حكومة الرياض لن تتساهل مع الهجمات سواء من قبل المتشددين السنة أو الأقلية الشيعية، وأثارت عمليات الإعدام غضباً بما في ذلك مسيرة من قبل الشيعة في المنطقة الشرقية من السعودية.

وفي هاواي حيث يقضى الرئيس الأمريكي باراك أوباما عطلة مع أسرته قال نائب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض بن رودس إن الإدارة الأمريكية لديها مخاوف واسعة بشأن حقوق الإنسان في السعودية وحثت أيضاً السعودية على تفادي التوترات العرقية.

وأشار كيربي إلى أن واشنطن أبدت من قبل قلقها بشأن النظام القضائي السعودية وأنها أثارت هذه المخاوف على مستويات عالية مع الحكومة السعودية.

وقال كيربي "نشعر بقلق بشكل خاص من أن إعدام رجل الدين الشيعي البارز والناشط السياسي نمر النمر يخاطر بتفاقم التوترات الطائفية في وقت هناك حاجة ملحة لتقليصها.

"في هذا الإطار نؤكد ضرورة أن يضاعف الزعماء في كل أرجاء المنطقة جهودهم بهدف وقف تصعيد التوترات الاقليمية".

عواقب وخيمة

حذرت فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي اليوم السبت من أن اعدام السعودية لرجل الدين الشيعي البارز نمر النمر يهدد "بعواقب وخيمة" من خلال إثارة المزيد من التوتر الطائفي في المنطقة.

وقالت موجيريني في تكرار لمعارضة الاتحاد الأوروبي لعقوبة الإعدام وعمليات الإعدام الجماعي على نحو خاص إن قضية النمر أثارت قلقاً خطيراً بشأن حرية التعبير واحترام الحقوق المدنية والسياسية الأساسية في السعودية.

وأضافت "هذه القضية تشير أيضاً إلى احتمال إثارة المزيد من التوتر الطائفي الذي الحق بالفعل أضراراً كثيرة بالمنطقة بأسرها مع عواقب وخيمة"، وحثت موجيريني السعودية على تعزيز المصالحة بين الطوائف المختلفة في البلاد.

تصفية حسابات

اعتبر مدير منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط فيليب لوثر لوكالة فرانس برس إنه عبر إعدام 47 شخصاً السبت دينوا بـ "الإرهاب" بينهم رجل الدين الشيعي نمر النمر، فإن المملكة العربية السعودية "تصفي حسابات سياسية".

وصرّح لوثر "تقول السلطات السعودية إنها نفذت أحكام الإعدام هذه للحفاظ على الأمن، لكن إعدام الشيخ نمر باقر النمر يوحي أنها تستخدم الإعدامات لتصفية حسابات سياسية تحت غطاء مكافحة الإرهاب".

وأضاف لوثر "إنها محاولة لإسكات الانتقادات ضد النظام وخصوصاً في صفوف مجموعات الناشطين الشيعة"، معتبراً أن محاكمة الشيخ النمر كانت "غير عادلة بوضوح".

دور حيوي

جددت مملكة البحرين موقفها الراسخ والمبدئي المتضامن مع المملكة العربية السعودية الشقيقة ووقوفها إلى جانبها في كافة ما تتخذه من اجراءات رادعة ولازمة لمواجهة العنف والتطرف.

وأكدت المملكة في بيان على "أن المملكة العربية السعودية الشقيقة تعد ركيزة الأمن العربي والإسلامي، وأن دور المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه، هو دور حيوي ورئيسي لاستقرار المنطقة والعالم بأسره، وحل كافة الأزمات التي تواجه المجتمع الدولي وفي مقدمتها الإرهاب".

كما أكدت مملكة البحرين على أن قيام المملكة العربية السعودية بتنفيذ الأحكام القضائية بحق من ثبت عليهم بالأدلة والبراهين الجرائم المنسوبة إليهم هي خطوة ضرورية ومهمة للحفاظ على أمن وأمان كافة أبناء الشعب السعودي والمقيمين على أرضها وردع كل من تسول له نفسه محاولة إثارة الفتن والقلاقل أو العبث بأمن واستقرار المملكة العربية السعودية.

قلق

أدان مسؤول بوزارة الخارجية الألمانية إعدام السعودية لرجل الدين الشيعي البارز نمر النمر قائلاً إن ذلك يزيد من القلق بشأن استقرار المنطقة.

وقال المسؤول الذي رفض نشر اسمه "إعدام نمر النمر يذكي مخاوفنا الحالية من زيادة التوتر وتعميق الخلافات في المنطقة".

وتنظر ألمانيا إلى السعودية على انها شريك تجاري مهم وحليف لكن العلاقة بينهما تزداد تعقيداً.

وفي الشهر الماضي أشار جهاز المخابرات الألماني (بي.ان.دي) إلى أن الرياض اصبحت أكثر اندفاعاً في سياستها الخارجية ومستعدة للقيام بمزيد من المخاطر في إطار تنافسها الإقليمي مع إيران، وقال إن هذا يعود لأسباب منها تراجع الثقة في الولايات المتحدة كضامن للنظام في الشرق الأوسط.

وفي اجراء غير معتاد بشكل كبير وبخت وزارة الخارجية الألمانية جهاز المخابرات على تصريحه.

ووصف حزب الخضر المعارض في ألمانيا عمليات الإعدام بأنها جرس إنذار "للشراكة الاستراتيجية" لألمانيا مع السعودية.

وقال المتحدث باسم الشؤون الخارجية لحزب الخضر اوميد نوريبور المولود في ايران "إعدام ممثل بارز للأقلية يدل على وجود حالة من الذعر مما يجعل ادعاء الحكومة بأن السعودية شريك مستقر أمر مثير للسخرية".

وفي الشهر الماضي قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير وهو من الحزب الديمقراطي الاشتراكي إن السعودية لها دور محوري في قتال تنظيم الدولة الإسلامية وتساعد في استئصال الفكر المتشدد الذي يتبناه التنظيم.

ولكن في وقت سابق الشهر الماضي حث زيجمار جابرييل نائب المستشارة الألمانية وزعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي المشارك في السلطة الرياض على التوقف عن دعم المتطرفين الدينيين وسط تنامي القلق من تمويل المملكة للمساجد التي يديرها متشددون.

back to top