مسجد الرفاعي... الأغنى زخرفة ونقشاً
مسجد الرفاعي أحد مساجد القاهرة الأثرية، شيد عام 1329 هجرية الموافق لعام 1911 ميلادية، واستمر بناء هذا المسجد 40 عاما.سمي بمسجد الرفاعي نسبة إلى الشيخ علي أبوشباك حفيد الإمام أحمد الرفاعي أحد الأقطاب الأربعة عند الصوفية.
يقع مسجد الرفاعي في ميدان صلاح الدين بجانب مدرسة مسجد السلطان حسن، في مواجهة القلعة بالقاهرة، ويتميز بثراء زخرفته وفخامة بنائه، وتذكر كتب التاريخ أن مسجد الرفاعي من أغنى المساجد زخرفة ونقشاً. كان موقع المسجد قبل إنشائه مسجدا فاطميا عرف بمسجد الذخيرة الذي أنشأه ذخيرة الملك جعفر متولي الشرطة ووالي القاهرة ومحتسبها حوالي سنة 516 هـ، وكان بجواره زوايا عرفت بالزاوية البيضاء وبزاوية الرفاعي اشتملت على قبور الشيخ علي أبوشباك والشيخ يحيى الأنصاري وغيرهما.وفي سنة 1286 هـ 1869 م أمرت خوشيار هانم والدة الخديو إسماعيل بتجديد زاوية الرفاعي، فاشترت الأماكن المجاورة لها وهدمتها وعهدت إلى حسين باشا فهمي وكيل الأوقاف حينئذ ببناء مسجد كبير تلحق به مدافن أسرة محمد علي وقبتان للشيخ علي بن أبي شباك والشيخ يحيى الأنصاري.ونظرا لوفاة حسين باشا أثناء بناء المرحلة الأولى توقف العمل في بناء المسجد لفترة طويلة، أيضًا بسبب تخلي الخديو إسماعيل عن عرش مصر سنة 1880 م، ثم وفاة خوشيار هانم سنة 1885م والتي دفنت في ضريحها بالجزء البحري من المسجد نفسه. وظل المسجد دون تكملة قرابة عشرين عامًا، إلى أن أمر الخديو عباس حلمي الثاني سنة 1905 م بتكملة بناء المرحلة الثانية منه تحت إشراف المهندس النمساوي هارتس رئيس لجنة الحفاظ على التراث وقتئذ، فانتفع بالذهب الذي كان مستورداً من إستطنبول، وبالنجارة التي عملت، وبالكتابات التي أعدها الخطاط المشهور عبدالله زهي، وقد أتم باقيها الشيخ مصطفى الحريري الخطاط، وفي ختام سنة 1329 هـ 1911م تم بناء مسجد الرفاعي على شكل مستطيل على مساحة 6500 متر مربع، خصص منها 1767 مترا مربعا لخدمة الصلاة، وافتتح المسجد لصلاة الجمـعة في شهر المحرم سنة 1330 هـ 1912م.يعتبر مسجد الرفاعي الآن مقصدا للسياح أيضا، وهو مقر للطريقة الرفاعية التي تحتفل والطرق الصوفية كلها بمولد الرفاعي في شهر رجب من كل عام.