كيف جاءت فكرة الفيلم؟

Ad

الفكرة موجودة لدينا أنا والمؤلف أحمد عبد الله منذ تقديم الفرح وكباريه. كان لدينا حلم تقديم أربعة أفلام عن ليالي مصرية، حيث يدور الفيلم في يوم واحد أو ليلة واحدة، فقدمنا {الفرح} و{كباريه} و{الليلة الكبيرة}، وفيلم آخر جار كتابته هو {ليلة العيد} أو {الوقفة}، كما نسميها، بكل ما يدور فيها من تناقضات وعادات مصرية قديمة عشنا معها وأخرى سلبية.

ماذا عن الليلة الكبيرة؟

يدور الفيلم في ليلة واحدة من ليالي أحد الموالد الشعبية المصرية، راصداً قضايا المجتمع المصري وهموم المواطن من خلال التعرض لبعض النماذج التي ترتاد المولد، سواء كانت سلبية أو إيجابية، من خلال 22 نجماً ونجمة.

ماذا عن التحضير لهذا العمل الضخم؟

هذه النوعية من الأفلام صعبة التحضير، تستلزم مشاهدة أكثر من مولد في مناطق مختلفة للوقوف على واقعها وتقديمها بصورة قريبة من الناس، ليشعر المتفرج أنه إزاء عمل من مجتمعه فعلاً. ولم ألجأ إلى صورة الموالد الذهنية القديمة التي عشنا فيها منذ سنوات، وهي تغيرت الآن بالتأكيد.

كيف جاءت فكرة المشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي؟

تم الاتصال بالمنتج أحمد السبكي وإبلاغه باختيار فيلميه {الليلة الكبيرة} و{من ضهر راجل} لتمثيل مصر في مسابقة المهرجان الرسمية. شخصياً، كنت ضد مشاركة الفيلم في مهرجان القاهرة لأنني أردت أن يُشارك في مهرجان مراكش السينمائي، لا سيما أن رئيس لجنة التحكيم المخرج الأميركي فرانسيس فورد كوبولا، وكان يهمني أن يشاهد هذا العملاق فيلمي. ولكن وجدت المشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي رد اعتبار أدبياً ومعنوياً لأحمد السبكي بعد هجوم تعرض له بسبب أفلام {غير جيدة} يقدمها ويتجاوب الجمهور معها، ورغم الأفلام الجيدة كافة التي قدمها على مدار تاريخه.

هل تعرّض الفيلم للظلم بسبب عدم حصوله على أي جائزة في المهرجان؟

إذا كانت مشاركة الفيلم من الأساس لا تهمني، هل أهتم بحصوله أو عدم حصوله على جائزة؟ ما يشغلني رد فعل الجمهور لدى مشاهدة الفيلم، وهو ما لمسته عند عرضه للحضور داخل المهرجان، رغم احترامي لإدارة الأخير وعلى رأسهم يوسف شريف زق الله، أحد السينمائيين القليلين في مصر.

اعتمد الفيلم على أكثر من 22 نجماً وبطلا، ما الهدف؟

الفيلم كبير ويتضمّن حوادث كثيرة ومتشابكة، ومن الصعب تقديم عمل مثل هذا من خلال عدد محدود من الشخصيات. كان لا بد من وجود كم كبير من الشخصيات  لتقديم نماذج نألفها من المولد، كما كنت أتمنى تقديم عدد أكبر لكن كان أمراً صعباً.

ثمة نقد للفيلم بأنه كان مباشراً. ما ردك؟

مشكلة البطولة الجماعية أو العمل الذي يحتوي على عدد كبير من الشخصيات أنك لا تستطيع أن تأخذ كل شخصية بعمق أكثر والدخول في تفاصيلها، ومن ثم تعطي الرسالة صريحة للمشاهد نتيجة لطبيعة الفيلم. كذلك، ما وصلك على أنه مباشر ربما لم يصل إلى مشاهد آخر أو وصل إليه من خلال جملة أو كلمة بشكل ما. في النهاية، الفن وجهة نظر.

في الشخصية التي جسدها الفنان أحمد رزق خلط بين المرض النفسي والخلل العقلي؟

كانت الشخصية لشاب مارست أمه الرذيلة أمامه، ما سبب له عقدة نفسية لم نسمها في الفيلم بأي مرض نفسي محدد، وهي عقدة قد تظهر في سلوك شخصي أو في طريقة مشي أو لبس. أصبح الشاب هائماً في الشوارع بسبب ما فعلته أمه، ما جعله يظهر بالملابس التي رأيناه فيها وبطريقة الكلام والمشي {الغريبة}. قد نرى في الشارع شخصاً ملابسه قذرة أو حتى عارياً، ولكن عندما تتحدث معه تجد كلامه لائقاً إلى حد ما. باختصار، المرض النفسي ليس له قالب محدد لنقول إن الفيلم خرج عنه.

نهاية الفيلم كما رأها البعض أخلاقية إلى حد ما. ما ردك؟

هل تهمة أن نقدّم نهاية {أخلاقية}؟ نحن في مجتمع تحكمه أخلاق وعادات وتقاليد، وهي موروثات في معتقداتنا لم أخترعها أنا. لجأ الجميع إلى الله كي يتطهّر من الذنوب والأخطاء حتى يحقق ما يريد أو يخرج من أزمته، أو بعد أن خسر كل شيء. هي ليست نهاية أخلاقية بقدر ما هي مناسبة أولاً لموضوع الفيلم، وثانياً مناسبة لنا.