بعد امتناعٍ لفترة طويلة قررت، أو بالأصح، وافقت على فتح حساب في موقع التواصل الاجتماعي الشهير "تويتر"، وتم فتح الحساب بمساعدة أحد الأعزاء، حيث مازلت أحتاج إلى محو الأمية التويترية!

Ad

كانت المشكلة التي تشغل تفكيري، هي مسألة الإضافة للمتابعين (بكسر الباء)، وعدم رغبتي في فتح باب الحوار في الحساب، لأن فكرة الحساب من الأساس هي أن يكون مخزناً إلكترونياً لكتاباتي المتواضعة، إذ إن لكل متابع حق الإضافة والتواصل والرد على أي تعليق يخص المقال المنشور على الحساب، ثم تم التغلب على هذه المشكلة، بكتابة "ملحوظة" في واجهة الحساب، تخص هذه الفكرة، وبعد أيام تم الاكتفاء بعبارة حساب خاص للمقالات، بدلت الواجهة التعريفية بسبب الخشية من سوء الفهم وتقديراً للقراء.

في السابق، ومازلت أيضاً مع بعض الأحبة، كنت أرسل رابط أي مقال لي عبر "الواتساب" تقديراً مني للمرسل إليهم، وبعد فتح الحساب، أبلغت الذين أرسل إليهم بـ"الواتساب" عن فتح حسابي في "تويتر"، وأرسلت لكل منهم عنوان الحساب، فمنهم من شرفني وأسعدني بإضافة حسابي، ومنهم من له العذر في عدم الإضافة لأي سبب أظنه معقولاً.

وبما أننا بصدد الحديث عن "تويتر"، أذكر أنني قبل يومين كنت أتحاور على الهاتف مع أحد المتميزين في الصحافة وفي "تويتر" كذلك، ورأيت اقتناعه شبه التام بالسيطرة الإعلامية لوسائل التواصل، وبأن النشر بموقع مثل "تويتر"، قد يحقق للكاتب انتشاراً أكثر من الصحافة الورقية، وبأن وسائل التواصل، أو الـ"سوشيال ميديا"، هي المسيطرة على الواقع الإعلامي، وقد أتفق معه بنسبة كبيرة، لكن تحفظي فقط في موضوع رسمية المقال المنشور في الجريدة الورقية (بما في ذلك الموقع الإلكتروني لأي جريدة)، لأن المقال في الجريدة الورقية، يتم تدقيقه من عدة أمور، ولا ينشر إلا بعد التأكد من صلاحية نشره من اختصاصيي الجريدة الورقية.

وفي هذا السياق أيضاً، حدث أن نشرت قبل أسبوع مقالاً في صحيفة، ناطقة بالإنكليزية، وبعد نشر المقال، أرسل لي أحد القراء عبر "تويتر"، ملاحظة جوهرية صائبة، تتعلق بأمر مهم في المقال، والحقيقة أنني أشكره جداً، فلا غنى لي عن أية ملاحظة أو تصحيح، فأنا أجتهد، ويبقى الخطأ وارداً، والكمال لله وحده... تجربة جديدة أعيشها الآن بعد فتح ذلك الحساب على "تويتر"، وأتمنى أن تكون النتائج جيدة، ويبقى التوفيق من الله وحده، وعموماً فأنا الآن داخل المعمعة "التويترية"، أعانني الله عليها، وهنا أذكر بيتاً للشاعر بدوي الجبل، كأنه كان يتحدث فيه عن أحوالي مع "تويتر":

يا سامر الحي هل تعنيك شكوانا

رقَّ الحديد وما رقوا لبلوانا