فرسان تترجل
![عبداللطيف مال الله اليوسف](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1597343945683541200/1597343994000/1280x960.jpg)
لم تزل فينا بقية من رمقٍ قوميٍّ فاجأنا به أعداءنا الذين اعتقدوا أننا أصبحنا جثثا هامدة عندما تحطمت أعتى ركائز قواتنا، فالعراق وسورية ومصر تهيمن عليها أوضاع كارثية كان من أبنائها من ضاعف هذه الأوضاع وصنعها، ولذلك فقد تراقصوا من حولنا تراقص من يجهل سر هذه الأمة التي لا تموت، فكلما خبت لها جذوة توهجت لها أخرى، فلا غرابة وحال أمة كالأمة العربية أن تنطلق من أرض مملكة التوحيد كوكبة من صفوة القوم تدعو إلى توحيد المواقف والرؤى، فتتداعى لها الأفئدة من مصر والسودان والمغرب والأردن ومن كل حدب وصوب لتشكل عاصفة حازمة محكمة الحبكة والنسيج.في مقالنا الذي نشرته جريدة القبس في 19/ 12/ 2009، والذي اعترضه مقص الرقيب فأفقده مضمونه ومحتواه، تعرضنا إلى محاولة الحوثيين احتلال جبل الدخان الواقع داخل أرض المملكة العربية السعودية، وأوردنا حينذاك العبارة التالية «إن التحرش الحوثي باحتلال جزء من دولة منيعة يُخشَى جانبها»، فكان أن اتصل أحد الإخوة اليمنيين مستفسرا: من الذي يخشى؟ فأوضحنا له أن هذه الكلمة يجب أن توضع الضمة على حرف الياء فيها والفتحة على حرف الشين حتى يبنى الفعل للمجهول ويكون الفاعل الذي يخاف مستتراً غير محدد بفرد أو جماعة، فإذا كنت من الحوثيين فعليك أن تبلغ بأن الغيّ وركوب الرأس عاقبتهما وخيمة، فاستمر غاضباً: وهل تستطيع معرفة قوة المملكة حتى تقول ما قلت، فأوضحت له أنه لا أنا ولا أنت نستطيع تحديد مدى هذه القوة، ولكن الذي أنا متأكد منه هو أن قواتها تفوق ما لدى الحوثي من قوة وما لدى أي دولة من دول شبه الجزيرة، كما أن قوة الدول لا تقاس بالقوة العسكرية المجردة، بل أيضا بالقوة الاقتصادية والسياسية التي تتدخل فيها مساحة الدول وموقعها الجغرافي وعدد سكانها، وهذا ما يطلق عليه الجيوسياسي. كل هذه العوامل ترجح كفة دولة على أخرى، والآن لا يهمنا إن كان المتصل حوثيا أم لم يكن كذلك بعد أن بددت هذه القيادة الحكيمة الشكوك التي ساقها الأعداء حول ضعفنا وتخاذلنا.