شهدت الانتخابات النيابية في مصر التي تعد آخر استحقاق في خارطة الطريق التي أعلنها الجيش عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو 2013، أجواء مختلفة عن سابقتها التي جرت خلال عام 2012، فبينما تصدر الأخيرة تيار الإسلام السياسي ممثلاً في جماعة "الإخوان" والسلفيين، هيمن رجال الأعمال ومنتمون ولائياً للحزب الوطني "المنحل"، في وقت غابت أيضاً مظاهر احتفائية مثل طوابير الانتخابات والتصوير بالحبر الفسفوري والغناء والزغاريد أمام اللجان الانتخابية.

Ad

أبرز ملامح الاختلاف في "برلمانية 2015" فشل حزب "النور" السلفي في حصد عدد كبير من المقاعد مثلما كان الحال في 2012 التي فاز فيها بنحو 30 في المئة من إجمالي عدد مقاعد البرلمان، حيث حل وقتها وصيفاً لحزب "الحرية والعدالة" الإخواني، في حين تقلص نصيب "النور" إلى 9 مقاعد في المرحلة الأولى من انتخابات 2015، وسط توقعات مراقبين بعدم قدرته على تجاوز هذا العدد بعد إعلان نتيجة المرحلة الثانية.

وفي حين انتهى وجود "الإخوان" بشكل كامل في الانتخابات الأخيرة، تصدر المشهد الجديد نواب دفع بهم إلى المنافسة وموّل حملاتهم الدعائية رجال أعمال محسوبون على نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك وآخرون سبق أن ترشح أقرباء لهم من أبناء الحزب الوطني "المنحل"، إلى جانب فوز عدد كبير من مؤيدي النظام الحاكم حالياً في البلاد.

على مستوى المظاهر المختفية، غابت عن انتخابات 2015 الطوابير الطويلة التي كانت سمة أساسية لانتخابات 2012، وما سبقها من استحقاقات انتخابية تلت ثورة يناير 2011، وتنوعت فيها فئات وأعمار الناخبين، على عكس الانتخابات الأخيرة التي طغت عليها مشاركة النساء وكبار السن وسط عزوف ملحوظ من جانب الشباب.

ورغم أن الأحزاب عنصر رئيسي في الانتخابات لكن الاستحقاق الأخير غاب عنه وجود حزب حاكم، مثل الحزب "الوطني" إبان حكم مبارك، وحزب "الحرية والعدالة" إبان حكم مرسي، الذي استحوذ على الأغلبية في برلمان 2012.

الرقص والزغاريد أيضاً شكلا ملمحاً واضحاً للتعبير عن السعادة بالعرس الانتخابي، في غالبية الاستحقاقات السابقة باستثناء الاستحقاق الأخير، تماماً مثلما اختفت ظاهرة التقاط الناخبين لصور تظهر أصابعهم بعد غمسها في الحبر الفوسفوري، عقب انتهائهم من التصويت داخل اللجان الانتخابية.