في الساعات الأخيرة من العام المنصرم، التأم البرلمان المصري بإصدار الرئيس عبدالفتاح السيسي قراراً جمهورياً، أمس، يتضمن أسماء 28 شخصاً تم تعيينهم في البرلمان، إضافة إلى 568 نائباً تم انتخابهم من قبل الشعب، في حين أصدر السيسي قراراً آخر بدعوة البرلمان إلى الانعقاد 10 يناير الجاري.

Ad

وسط احتفال المصريين بأعياد رأس السنة الميلادية، أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي قراراً جمهورياً أمس، بتعيين 28 شخصية في البرلمان، وفقاً لحقه الدستوري بتعيين 5 في المئة، ليلتئم بذلك مجلس النواب المصري الذي تم انتخاب 568 من أعضائه على مرحلتين، كما أصدر السيسي قراراً آخر بدعوة أعضاء المجلس للانعقاد يوم 10 يناير الجاري.

ومع انعقاد أولى جلسات البرلمان، تنتهي المرحلة الانتقالية التي بدأت عقب إطاحة الرئيس الأسبق محمد مرسي، في 3 يوليو 2013، ويعد البرلمان الجديد الأول منذ يونيو 2012، كما أنه الثاني عقب ثورة "25 يناير 2011"، التي أطاحت نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وينتظر أن يلعب دوراً تشريعياً مهماً بداية من مراجعة القوانين التي صدرت خلال المرحلة الانتقالية منذ عزل مرسي، حيث يعد البرلمان الجديد صاحب الصلاحيات الأوسع في تاريخ مصر النيابي.

الملاحظ أن الرئيس السيسي لم يختر في القائمة، أياً من الإسلاميين سواء من المحسوبين على حزب "النور" السلفي، أو من منشقي جماعة "الإخوان"، بينما يعد من أبرز المعينين رئيس محكمة النقض ورئيس مجلس القضاء الأعلى سابقاً، المستشار سري صيام، والمحامي بهاء الدين أبو شقة، والروائي يوسف القعيد، ورئيس حزب "التجمع"، السيد عبدالعال، ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، أسامة الأزهري، والكاتبة لميس جابر.

مصادر مطلعة قالت لـ"الجريدة"، إن اختيار القائمة جاء وفقاً لمعايير محددة، من أصل 1600 مرشح، وأنه تم اقتسامها بين الرجال والنساء، التزاما بما جاء في الدستور، في ما كان تمثيل الأقباط في القائمة 10 في المئة.

وفي أول رد فعل على تعيينه، قال رئيس حزب "التجمع"، السيد

عبدالعال، لـ"الجريدة": "سيقتصر دوري البرلماني على حماية الدستور من أية انتهاكات، والحرص على عدم صدور قوانين غير دستورية، والعمل على تطبيق العدالة الاجتماعية"، بينما قالت العضوة المعينة، الخبيرة المصرفية، بسنت فهمي، إن اختيارها ثقة كبيرة ومسؤولية ضخمة، وأشارت إلى أنها ستركز خلال عملها البرلماني على طرح حلول لمشاكل الاقتصاد المصري.

رئيس البرلمان

الانتهاء من إعلان قائمة المعينين وتحديد موعد الجلسة الإجرائية الأولى للبرلمان، يفتح الباب أمام معركة برلمانية أخرى، إذ بات الحديث بين نواب البرلمان محصوراً في الشخصية التي ستتولى رئاسته، وهي الشخصية الثانية في تراتيبة الدولة المصرية بعد رئيس الجمهورية، حيث اقترب المستشار سري صيام من تولي رئاسة البرلمان، وقالت مصادر مطلعة إنه المرشح الأبرز، خصوصاً بعد اعتذار الرئيس الموقت السابق رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلي منصورعنه.

لا يقف أمام جلوس صيام على منصة البرلمان إلا عقبة واحدة، إذ يواجه رغبة بعض نواب المجلس الرافضين لفكرة تولي رئاسة البرلمان شخصية غير منتخبة، مما عزز من إمكانية ترشيح النائب البرلماني أستاذ القانون علي عبدالعال، وعبر عن ذلك صراحة النائب عن قائمة "في حب مصر"، مجدي مرشد، قائلاً لـ"الجريدة": "هناك اتجاه في تحالف "دعم مصر" لاختيار عبدالعال، إلا أن الأغلبية ستنتظر أسماء المرشحين النهائية للمفاضلة".

وفي سياق توثيق العلاقات الروسية المصرية، أعلن المدير العام لشركة "مروحيات روسيا"، ألكسندر ميخييف، مساء أمس الأول، أن العام المنصرم شهد توقيع إحدى الشركات الروسية على اتفاقية لتوريد مروحيات "تمساح" من طراز "كا- 52"، إلى مصر، لتجهيز حاملتي الطائرات "ميسترال"، اللتين تعاقدت مصر على شرائهما من فرنسا في وقت سابق.

وكشف مصدر مصري رفيع المستوى لـ"الجريدة"، أن وفداً مصرياً برئاسة وزير الإنتاج الحربي، اللواء محمد العصار، سيزور موسكو فبراير المقبل، لإتمام إجراءات تسلم الطائرات المقاتلة، بالإضافة إلى بحث إمكانية إنشاء مركز عسكري لتدريب العناصر المسلحة على المعدات الروسية الجديدة.

استنفار الجيش

ميدانياً، وبينما خرج ملايين المصريين للاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية، أمس، أعلنت القوات المسلحة المصرية انتشار عناصرها، لمعاونة وزارة الداخلية في حماية المنشآت والمرافق العامة ودور العبادة، وتأمين الطرق والمحاور المرورية الرئيسية، وتزامناً مع فترة الأعياد الممتدة حتى احتفال الكنيسة المصرية بعيد ميلاد السيد المسيح الخميس المقبل، وقالت القوات المسلحة، في بيان لها أمس، إنه تم الدفع بالعديد من الدوريات الأمنية وعناصر من قوات التدخل السريع في نطاق القاهرة الكبرى.

وشهدت محافظة الإسكندرية الساحلية انتشاراً ملحوظاً لعناصر المنطقة الشمالية العسكرية والشرطة المدنية، وتكثف قوات حرس الحدود بالتنسيق مع القوات الجوية، من تحركاتها لتأمين المنطقة الحدودية الغربية، لمنع تسلل العناصر الإرهابية والخارجين عن القانون، بينما كثفت قوات الجيش وجودها بطول المجرى الملاحي لقناة السويس.

وفي سيناء، أعلن مصدر أمني تكثيف حملات المداهمة على البؤر الإرهابية شمالي سيناء، خلال الساعات المقبلة، في إطار استراتيجية سماها بـ"الذهاب إليهم"، داخل أوكارهم والقضاء عليهم، لاسيما مع وجود معلومات باعتزام هذه الجماعات تنفيذ هجمات قبل الذكرى الخامسة لثورة "25 يناير"، وكشف لـ"الجريدة" أن طائرات "الأباتشي" و"إف 16"، استهدفت عدداً من البؤر الإرهابية شمالي سيناء، أمس، أسفرت عن مقتل 15 عنصراً تكفيرياً على الأقل بخلاف إصابة العشرات منهم.

وأكد رئيس مجلس القضاء الأعلى الأسبق، والنائب البرلماني المعين، المستشار سري صيام، أنه لن يرشح نفسه لرئاسة مجلس النواب، مشيراً إلى أن ذلك يرجع لإيمانه الشديد بضرورة أن يكون رئيس المجلس من بين النواب المنتخبين لا من المعينين حسب القواعد الديمقراطية المستقرة.

 وأضاف صيام في تصريحات خاصة لـ"الجريدة": "أرفض الترشح وكيلا للمجلس، لأنه لا يتناسب مع من وصل إلى أرفع منصب قضائي، وهو رئاسة مجلس القضاء الأعلى"، معتبراً أن وجوده كعضو بالمجلس سيتيح له حرية أكبر في إبداء رأيه في التشريعات كافة.