الكوريتان توافقان على التفاوض.. وشبح المواجهة يبتعد

نشر في 22-08-2015 | 12:37
آخر تحديث 22-08-2015 | 12:37
No Image Caption
وافقت سيول وبيونغ يانغ على اجراء مفاوضات على مستوى عالٍ اليوم السبت في مسعى للتهدئة بعدما هددت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية "بحرب شاملة" ما لم توقف عملياتها الدعائية على الحدود.

وأعلن عن هذا اللقاء قبل ساعتين من انتهاء مهلة انذار وجهه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون الذي يطالب بوقف بث مكبرات الصوت التي شغلتها سيول مؤخراً، إلى كوريا الجنوبية.

وقال ناطق باسم الرئاسة الكورية الجنوبية لوكالة فرانس برس أن اللقاء سيعقد في الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش في قرية بانمونجوم حيث جرت في أكتوبر محادثات ثنائية.

وسيمثل الجنود في هذه المفاوضات وزير التوحيد هونغ يونغ- بيو والمستشار لشؤون الأمن القومي كيم كوان-جيم، اما الشمال فسيوفد المسؤول الكبير في وزارة الدفاع هوانغ بيونغ-سو الذي يعتبر الرجل الثاني في النظام، والأمين العام لحزب العمال كيم يونغ-غون المكلف العلاقات مع الجنوب.

وكانت القوات الكورية الجنوبية وضعت في حالة تأهب قصوى السبت بعدما هددت كوريا الشمالية بشن حربها.

وقالت كوريا الشمالية ليل الجمعة السبت أن قواتها على الحدود أصبحت في وضع "التسلح الكامل والاستعداد للقتال" مع انتهاء المهلة عند الساعة 8,30 تغ من اليوم السبت.

وحذّر وزير الخارجية الكوري الشمالي من أن الوضع "وصل إلى شفير الحرب"، مؤكداً على أن "جيشنا وشعبنا على استعداد للمجازفة بحرب شاملة ليس فقط كرد فعل وبصد بل للدفاع عن النظام الذي اختاره شعبنا".

من جهته، أكد ميونغ هون مساعد المندوب الدائم لبيونغ يانغ في الأمم المتحدة "إذا لم تستجب كوريا الجنوبية لانذارنا بوقف الدعاية فإن رد فعلنا العسكري سيصبح حتمياً وسيكون قوياً جداً".

وتملك الأسرة الدولية خبرة طويلة مع تهديدات كوريا الشمالية لكنها تخشى تصعيداً ممكناً مع أن كثيرين يرون أن ذلك ليس سوى محاولة جديدة من بيونغ يانغ للفت الانظار.

وقال جيمس كين الباحث في مركز المعهد الآسيوي الفطري في سيول "نظراً لماضيهم في أسلوب التفاوض والتهديدات، احتمال أن ينفذوا تهديداتهم بعمل عسكري ضئيل".

لكنه أكد في الوقت نفسه على أن هذه التهديدات خطيرة ولا يمكن استبعاد أن توجه كوريا الشمالية ضربة ما، وقال "إذا حدث ذلك، فإن كوريا الجنوبية يجب أن تكون حازمة وترد فوراً لتؤكد على أنها لن تخضع للترهيب"، مؤكداً على أن "أي شىء أقل من ذلك سيشكل دعوة لمزيد من الاستفزاز".

وقال ناطق باسم الرئاسة الكورية الجنوبية "نحن مستعدون للرد بقوة على أي عمل استفزازي كوري شمالي".

ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" عن مصادر عسكرية قولها أن بيونغ يانغ نشرت وحداتها المدفعية على الحدود لتوجيه ضربة محتملة إلى مكبرات الصوات الكورية الجنوبية التي تبث دعاية عبر الحدود.

وأضاف أن ثماني مقاتلات أميركية وكورية جنوبية قامت بمحاكاة عمليات قصف "يمكن أن تشكل انذاراً لكوريا الشمالية".

وحالياً، لا تبدو أي مخاوف في صفوف السكان الكوريين الجنوبيين الذين اعتادوا لسنوات على تهديدات الشمال بحرب وشيكة لا تقع.

والكوريتان تقنياً في حالة حرب منذ 65 عاماً إذ أن الحرب بينهما (1950-1953) انتهت بوقف لإطلاق النار ولم يوقع اتفاق سلام رسمي.

ويعود آخر هجوم مباشر من الشمال على الجنوب إلى 2010 عندما قصفت بيونغ يانغ جزيرة يونبيونغ الحدودية الكورية الجنوبية مما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين وجنديين.

وأمر الزعيم الكوري الجنوبي كيم جونغ أون الجمعة بوضع القوات في حالة تأهب قصوى بعد تبادل للقصف المدفعي الخميس لم يسفر عن سقوط ضحايا.

واتهمت سيول بيونغ يانغ بإطلاق عدة صواريخ باتجاه واحد من مكبرات الصوت على الحدود، وردت سيول بإطلاق "عشرات" من القذائف المدفعية من عيار 155 ملم.

وسقطت كل القذائف التي أطلقها كل من الجانبين تقريباً في الشطر الذي يخضع لسلطته من المنطقة المنزوعة السلاح التي تمتد كيلومترين على جانبي الحدود.

وتصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية بعد انفجار ألغام أرضية مما أدى إلى بتر أطراف عنصرين من دورية لحرس الحدود الكوريين الجنوبيين في وقت سابق الشهر الحالي بينما تجري تدريبات عسكرية كورية جنوبية أميركية كبيرة هذا الأسبوع.

واتهمت سيول بيونغ يانغ بوضع هذه الألغام وردت باستئناف بث التسجيلات الدعائية بصوت مرتفع عبر الحدود مستخدمة مكبرات صوت كانت صامتة لأكثر من عقد من الزمن.

ونفى الشمال أي دور له في الألغام وهدد بقصف "عشوائي" لمكبرات الصوت ما لم يتوقف بثها في مهلة تنتهي السبت.

وأكدت كوريا الجنوبية أنها لا تنوي وقف مكبرات الصوت، وأكدت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون-هي التي ظهرت على التلفزيون مرتدية بزة عسكرية الجمعة، للقادة العسكريين أن أي استفزازت إضافية من الشمال "لن يسمح بها".

وفي نيويورك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة الكوريتين على وضع حد للتوتر المثير للقلق في شبه الجزيرة المقسمة، وقالت متحدثة باسمه أن الأمين العام "يحض الطرفين على الامتناع عن اتخاذ أي تدابير أخرى قد تزيد من حدة التوتر".

وأكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" في بيان أن رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي "كرر الالتزام الثابت للولايات المتحدة" بكوريا الجنوبية "وقوة التحالف" بين البلدين.

وينتشر حوالي ثلاثين ألف جندي أميركي بشكل دائم في كوريا الجنوبية، وقد أكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" من جديد التزام الولايات المتحدة الدفاع عن حليفتها.

كما دعت الصين الدولة الرئيسية الداعمة لكوريا الشمالية، إلى الهدوء وضبط النفس، وترغب بكين في تجنب أي تصعيد بينما تحاول جذب قادة العالم لحضور الاحتفالات بذكرى هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية في سبتمبر المقبل.

back to top