تصاعدت الأوضاع الميدانية في مدينة تعز جنوب غرب اليمن، حيث تدور معارك طاحنة بين القوات الموالية للشرعية والقوات الموالية للمتمردين الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح. 

Ad

كما كان متوقعاً بدأت تتفاقم الحرب المندلعة في مدينة تعز مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، والواقعة في أقصى جنوب غرب البلاد بين "الجيش الوطني" اليمني و"المقاومة الشعبية" المدعومين من التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، والمتمردين الحوثيين وقوات من الجيش اليمني موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من الجهة الاخرى.

وأشارت التقارير الى إرسال الجيش الوطني اليمني 1500 جندي مدرب تديريبا عاليا ومجهزا بالسلاح الى تعز، وذلك بعد تعزيزات وصلت الى المتمردين الحوثيين المتحصنين في القصر الجمهوري (قصر الشعب) وفي معسكر القوات الخاصة (الأمن المركزي) سابقاً، ومعسكر "اللواء 22" في ضاحية الحوبان ومعسكر "اللواء 35 مدرع" غرب المدينة.

وكان "الجيش الوطني" و"المقاومة الشعبية" تقدما بسرعة في بداية المعركة قبل اسبوع وتمكنا من طرد المتمردين من وسط المدينة ومعظم احيائها، الا أن المتمردين تمكنوا من استقدام تعزيزات واستخدام القصف كسلاح لفرض توازن ميداني. وقتل في أول ثلاثة ايام من المعارك أكثر من 260 شخصاً في تعز التي تعتبر أكبر محافظة يمنية من حيث عدد السكان.

وأمس الأول شن الحوثيون جولة من القصف العشوائي استهدفت الأحياء السكينة واسفرت عن مقتل 20 شخصا على الأقل بينهم أطفال. في المقابل، تحدث الحوثيون عن غارات شنها طيران التحالف العربي على الأحياء التي يسيطرون عليها شرق المدينة اسفرت عن مقتل 43 شخصاً.

الحديدة وإب

في غضون ذلك، تواصلت غارات التحالف على الحديدة أمس بالرغم من انتقاد مسؤول الشؤون الانسانية في الامم المتحدة ستيفن اوبراين قصف مرفأ الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون ويعتبر حيويا بالنسبة لنقل المواد الغذائية والادوية والمحروقات الى البلاد.

من جهته، ابدى الاتحاد الاوروبي امس الأول اسفه لغارة التحالف على ميناء الحديدة (غرب) الحيوي للمساعدات الانسانية التي يمثل ايصالها امرا "بالغ الصعوبة".

وعبرت الولايات المتحدة عن قلقها الشديد ازاء الغارات الاخيرة للتحالف على مدينة الحديدة في اليمن، مؤكدة الدور الحيوي لهذا المرفأ، نقطة الوصول الرئيسية للمساعدة الانسانية.

هادي

سياسياً، التقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في مقر إقامته بالرياض، المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد. وشدّد هادي، خلال اللقاء، على ضرورة "تطبيق الانقلابيين" لقرارات مجلس الأمن، والانسحاب من جميع المحافظات وتسليمِ السلاح وعودة الشرعية.

بدوره، أكد المبعوث الأممي استمرار الجهود الدولية التي ترعاها الأمم المتحدة للوصول الى حل للأزمة السياسية وإعادة الأمن والاستقرار للبلاد وبدء عملية الإعمار. وكان هادي قد أصدر قراراً بتعيين كل من اللواء صالح عبيد أحمد ود. محمد موسى العامري مستشارين لرئيس الجمهورية.

ومن جهة أخرى، نفت الحكومة اليمنية انعقاد أي مشاورات سياسية بين ممثلين عنها، وآخرين عن الميليشيات المتمردة في العاصمة العمانية مسقط. وأوضح وزير حقوق الإنسان بالحكومة اليمنية عز الدين الأصبحي، أن ما يتم تداوله حاليا هو مجرد مشاورات مختلفة يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد مع قيادات حزبية وأطراف يمنية مختلفة.

وكشف الوزير اليمني عن مبادرة للحكومة ستطلق قريبا لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 والتزام الأطراف كافة بهذا القرار، وبشكل موضوعي مسؤول.

وكان هادي التقى مساء أمس الأول عددا من الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية من أبناء إقليم تهامة، مُحييا دورهم في "مقاومة ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية".

ورأى هادي أن "تلك العصابات ليس لديها مشروع سياسي يدير البلد، وانها أكدت رفضها للتوافق والإجماع الوطني لأن في الباطن ثمة نيات مبيتة".

أول سفينة تجارية

ورست في ميناء عدن أمس سفينة تجارية هي الاولى منذ سيطرة المتمردين الحوثيين على المدينة الواقعة جنوب اليمن في نهاية مارس، كما اعلن نائب مدير مرفأ عدن عارف الشعبي.

والسفينة "فينوس" التابعة لشركة الملاحة العربية المتحدة محملة بـ350 حاوية من مختلف المنتجات التي طلبها تجار هذه المدينة الكبرى في جنوب اليمن، وقال الشعبي: "هذا يعني عودة مرفأ عدن الى الحياة، وهذا الامر سيفيد المدينة ومحافظات الجنوب"، واضاف ان سفنا اخرى ستصل، وقد اصبح المرفأ اليمني الرئيسي مفتوحا الان امام حركة الملاحة البحرية.

وكان ميناء عدن قد استقبل عقب تحرير عدن عدة سفن إماراتية وسعودية تحمل مساعدات إنسانية، بهدف احتواء تداعيات الحصار الذي فرضه المتمردون منذ أشهر على المحافظة.

(صنعاء ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يمن برس، مأرب برس)