بعد تمكُّنها من كسر خطوط دفاع «داعش» خلال الأيام الأربعة الماضية، شقّت القوات العراقية أمس طريقها إلى عمق مدينة الرمادي معقل التنظيم، الذي يقاتل باستماتة للحفاظ على المجمع الحكومي الواقع في قلبها.

Ad

ومع تلاشي الآمال في إحراز نصر سريع، خاضت قوات النخبة معارك شرسة أمس ضد مقاتلي «داعش» استطاعت خلالها بلوغ تقاطع الحوز الاستراتيجي، والسيطرة على الحي باتجاه المجمع الحكومي، الذي تعتبر استعادته تأكيداً لفرض السيطرة الكاملة على المدينة.

وبينما أكدت الشرطة العراقية أن المواجهات تشهد استخدام «جميع الأسلحة»، وأنها أدت إلى مقتل 21 عنصراً واعتقال قياديين وإلحاق خسائر مادية وبشرية بـ«الجهاديين»، أكد الكولونيل ستيف وارن، المتحدث باسم الائتلاف الدولي، الذي يقدم دعماً جوياً بشكل يومي للقوات على الأرض، أن «قوات الفرقة الثامنة في الجيش العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب، يتقدمان وباتا على بعد مئات الأمتار من المجمع الحكومي».

وعلى وقع خسارته المتلاحقة، خرج زعيم «داعش» أبوبكر البغدادي عن صمته، ليؤكد في تسجيل صوتي بثته مواقع جهادية أمس أن التنظيم «لم تضعفه غارات روسيا ولا التحالف الذي تقوده أميركا»، متوعداً خصومه بدفع ثمن باهظ لمحاربته.

وفي آخر إخفاقاته، خسر «داعش» سداً على نهر الفرات، لصالح «قوات سورية الديمقراطية»، التي قطعت بذلك طريق إمداد رئيسياً للتنظيم على ضفتي النهر تمهيداً لعزله في شمال حلب عن مدينة الرقة، معقله في سورية.

من جهة ثانية، صرح محافظ الموصل السابق أثيل النجيفي أمس بأن القوات التركية، التي غادرت معسكر زليكان بعد سلسلة احتجاجات رسمية وشعبية، سيكون لها الدور الأساسي في تحرير المدينة، مؤكداً على صفحته بـ«فيسبوك»، أن «إسناد تركيا العسكري هو الأقوى لمواجهة داعش من بين الائتلاف الدولي في أطراف الموصل».

وفي السليمانية، نفذت قوات الائتلاف الدولي، بالتعاون مع جهاز مكافحة الإرهاب التابع للاتحاد الوطني الكردستاني، إنزالاً جوياً على مقرات تنظيم «داعش» في مستوصف الرياض ودور الزراعة (مقر محكمته الشرعية) حيث تمكنت، وفقاً لمصادر أمنية، من الاستيلاء على كمية من الوثائق المهمة واعتقال بعض العناصر.

إلى ذلك، توجه وفد رفيع المستوى، برئاسة رئيس وزراء إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني أمس، إلى تركيا لبحث العلاقات الثنائية مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس وزرائه أحمد داود أوغلو، وذلك عقب زيارة مماثلة قام بها رئيس الإقليم مسعود البارزاني في وقت سابق الشهر الجاري.

(بغداد، أربيل- أ ف ب، رويترز)