المخرجة ليلى خان تعرض فيلمين وثائقيين في بيروت
عمالة الأطفال وقضية سرقة المياه في الشرق
لم ترغب المخرجة والمنتجة الإنكليزية من اصل باكستاني ليلى خان يوماً في أن تسخر كاميرتها لتصوير الأماكن الجميلة في العالم، بل أرادت ان تسلط الأضواء من خلالها على المهمشين وعلى القضايا التي تمسّ جوهر الحياة مباشرة، ضمن هذا الإطار يندرج فيلماها Cup Chai 6 وStolen Water اللذان قدمتهما في أنحاء العالم، ووصلت إلى بيروت أخيراً لعرضهما في 14 يوليو في {أرتلاب غاليري}.
يتمحور 6 Cup Chai حول قضية انسانية تسلط الضوء على عمالة الأطفال، وتركز على حق كل طفل في عيش طفولته والحصول على التعليم، من خلال قصة فتى صغير يعمل كصبي شاي في حي فقير في مومباي – الهند. ليس الطفل سوى نموذج لأطفال العالم القابعين تحت خط الفقر والحرمان في قرن يدّعي أنه عصر التكنولوجيا وثورة الاتصالات والتواصل التي ألغت الحدود بين البشر، من هنا ارادت المخرجة ان توجه رسالة بأن قضية عمالة الأطفال تتفاقم رغم سعي الإنسانية إلى التطور والتقدم وتتساءل ما نفع هذا التقدم طالما أن الأطفال، رجال المستقبل، تهان كراماتهم يومياً واي رجال ننشئ للمستقبل. أما Stolen Water فيتمحور حول قضية أخرى حساسة وخطيرة وتهدد بالتفاقم في المستقبل، وهي قضية المياه في الشرق الأوسط. وقد ركزت على سرقة المياه في الأردن، لأنها أقامت فيه فترة من الوقت، وسلطت الضوء على الوسائط التي يستخدمها الناس لسرقة المياه مباشرة من الإمدادات والأنابيب الصحية. يتوقف الفيلم عند التحديات التي تعصف بالأردن بسبب الخشية الدائمة من شح المياه، وتأثير اللاجئين السوريين على هذه الأزمة.
عشق الفن
تنتمي ليلى خان، إلى عائلة من أصل باكستاني، ولدت في المملكة المتحدة ونشأت فيها. حازت شهادة بكالوريوس في السينما في كلية كينغز كوليدج في لندن ، وتابعت دورة تدريبية مع Warner Bros، عملت خلالها كمساعد منتج في فيلم {هاري بوتر وسجين أزكابان}، ثم أسست براينووركس بيكتشور كومباني، وهي شركة إنتاج خاصة بها. ترعرعت ليلى خان وسط عائلة تهتم بالسينما، وتشربت منذ طفولتها عشق هذا الفن، لذا أرادت أن تكون دائماً وراء الكاميرا تعطي توجيهات وتنجز أعمالا توجه من خلالها رسائل إلى الإنسانية، لذا كان من الطبيعي أن تمشي على هذه الدرب بدورها. صوّرت ليلى خان 6 Cup Chai في الهند ودعت من خلاله إلى ضرورة تعليم الأطفال. عرض في {مهرجان كان} 2014، وحاز جائزة في مهرجان بادالونا في إسبانيا. كذلك عرض في مهرجان الفيلم الهندي في شتوتغارت، مهرجان العين الثالثة في مومباي، المهرجان السينمائي الدولي في جايبور، مهرجان الأفلام القصيرة في لندن، أيضاً عرض في افتتاح المهرجان السينمائي الدولي في فريبورغ، واختير لعرضه على متن طائرات الخطوط الجوية البريطانية، لوفتهانزا، والخطوط الجوية الملكية الأردنية. أما Stolen Water، فعرض في «مهرجان كان» 2016 في قسم الأفلام القصيرة.بعد عرض الفيلمين ستجري ليلى خان نقاشاً مع الحضور تتبادل معهم الأفكار، كذلك ستعرضهما في {مؤسسة شمس} التي تعنى بالفنانين الشباب، وستنظم ورش عمل حول صناعة الأفلام، وستعرض الفيلمين في المخيمات الفلسطينية والسورية في لبنان.ضمير جماعي
تعتمد ليلى خان في اختيار أفلامها على ما يلهمها من أحداث تتمحور حول قضايا اجتماعية لإيمانها بأن السينما يجب أن تكون ضميراً جماعياً يسلط الضوء على المشاكل ويسعى إلى اقتراح حلول لها، من هنا الفيلم، بالنسبة إليها أداة، لا يهدف إلى الترفيه فحسب، بل إلى الإعلام والتثقيف وتمكين الجمهور من إيجاد حلول لمعضلات كثيرة يعاني منها، وهذه المهمة المركزية لشركة الإنتاج الخاصة بها. قررت ليلى خان الإضاءة على المياه في الشرق الأوسط في فيلمها Stolen Water، لأن المياه، عموماً، اضحت قضية رئيسة في معظم أنحاء العالم، ومشكلة كبرى تهدد المنطقة العربية، فضلا عن أنها تقرأ باستمرار في الصحف المحلية قصصاً حول أناس سرقوا المياه لأن فرصهم في الحصول عليها ضئيلة أو معدومة، وأخرى عن سرقة البعض المياه من أنابيب تابعة للدولة من دون ان يعاقبوا، بسبب سوء الإدارة أو ضعف الإشراف من السلطات. وقد اثار ذلك اهتمامها فتناولت هذه القضية من جوانبها المختلفة ورسمت علامات استفهام حول طريقة سرقة المياه، وأزمة اللاجئين السوريين وندرة المياه اللتين تفاقمان المشكلة.أول فيلم روائي
تنصرف ليلى خان إلى كتابة أول فيلم روائي لها الذي تدور أحداثه في باكستان، وستتناول فيه المصاعب التي تواجهها المرأة وكيف أنها نجحت في التغلب عليها، فضلا عن قضايا حساسة تطاول عمق حياة المرأة سواء في العمل أو في الزواج، وتؤثر سلباً عليها.
تعتمد ليلى خان في اختيار أفلامها على ما يلهمها من أحداث تتمحور حول قضايا اجتماعية