بعد فشل سلسلة عمليات في استعادة منفذها الوحيد إلى الريف الغربي ومحافظة إدلب وصولاً إلى تركيا، لجأت فصائل المعارضة السورية إلى نقل معركتها الهادفة إلى فتح طريق "الكاستيلو" إلى قلب مدينة حلب، وبدأت هجوماً واسعاً ترافق مع إطلاق مئات القذائف ضد مواقع سيطرة قوات الرئيس بشار الأسد في الأحياء الغربية.ووفق مدير المرصد السوري رامي لحقوق الإنسان عبدالرحمن، فإن الهجوم شمل أربعة محاور ضد نقاط التماس مع النظام داخل مدينة حلب، لاسيما في المنطقة القديمة التي يتقاسم الطرفان السيطرة عليها، سيف الدولة وبستان القصر، وهما خطا تماس في الجزء الجنوبي من المدينة.
وأكد المرصد أن الفصائل أطلقت منذ فجر أمس نحو 300 قذيفة على الأحياء الغربية، وبينها الميريديان والمشارقة والسريان، الذي تجمع سكانه لرفع الأنقاض وجمع أغراضهم، والبحث عن مكان آخر يلجأون إليه، موضحاً أن الفصائل لم تحقق أي خرق بسبب القصف الجوي لقوات النظام على مناطق الاشتباك وعلى أحياء أخرى في الجهة الشرقية.
تخفيف الضغط
وأكد محمود أبومالك من المكتب الإعلامي لحركة "نور الدين الزنكي" في حلب أن "كتائب الثوار استخدمت في هجومها كل أنواع المدفعية الثقيلة والرشاشات"، مشيراً إلى أن الهدف من الهجوم "تخفيف الضغط عن جبهة الملاح وحندرات"، في إشارة إلى المعارك الدائرة في الكاستيلو، التي تربط نحو 200 ألف شخص يعيشون في الأحياء الشرقية بريف حلب الغربي ومحافظة إدلب وصولاً إلى تركيا.وبدأت أزمة النقص في المواد الغذائية تتفاقم، حيث أظهرت صور التقطها مراسل "فرانس برس" أسواقاً فارغة بمعظمها من المواد الغذائية والخضار، مشيراً إلى نقص المحروقات، البنزين والمازوت والغاز المنزلي.السبع بحرات
في ريف حلب الشرقي، تشهد منطقة دوار السبع بحرات في مدينة منبج، منذ صباح أمس، معارك هي الأعنف بين قوات سورية الديمقراطية (قسد) بمشاركة طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن وتنظيم "داعش". وحققت "قسد"، التي أعلنت مقتل المسؤول العام لنقاط تمركز التنظيم في منبج وقائد الجبهة الغربية له أبوسهيل المعراوي في قصف لطيران التحالف الدولي، تقدماً في الساعات الـ24 الأخيرة، موضحة أن المعارك تجري في الجهتين الغربية والجنوبية من المدينة، وأن 19 عنصراً من تنظيم "داعش" سقطوا بين قتيل وجريح".الرقة وإدلب
وفي ريف الرقة الشمالي، استهدف الجيش التركي ليل الأحد- الاثنين مقرات لوحدات الحماية الشعب الكردي في مدينة تل أبيض، والمعبر الحدودي، والاحياء الغربية بالمدفعية الثقيلة والرشاشات.وفي إدلب، أفاد المرصد بمقتل "17 مدنياً، بينهم طفلان، في قصف جوي شمل سوقاً في بلدة ترمانين في الريف الشمالي، وآخر في بلدة احسم في الريف الجنوبي.داريا والمعضمية
وفي ريف دمشق، تقدمت قوات النظام في داريا، وسط تحذيرات من حصار يتربص بأهالي المدينة أشدّ من الذي يعيشونه منذ أربعة أعوام.ومغ اقتراب النظام وميلشياته من الأحياء السكنية، طلبت حركتا "شهداء الإسلام" و"أحرار الشام" الدعم من المعضمية، بحسب قناة "الميادين" التابعة لمليشيا "حزب الله".وبعد هدوء استمر شهراً في درعا، تجددت المعارك في منطقة حوض اليرموك بين "الجبهة الجنوبية" و"أحرار الشام" من جهة، و"جيش خالد بن الوليد" التابع لتنظيم "داعش"، ما أسفر عن قتل أربعة أبرزهم قائد "لواء العمرين" المحامي خلف رفاعي الخرسان عضو مجلس محافظة درعا الحرة سابقاً.عملية «الجزاء»
وفي إطار إطلاق الجيش الروسي عملية "الجزاء" للانتقام من إسقاط المروحية "مي-25" في حمص يوم 8 يوليو ومقتل طياريها، عبرت "سفينة يامال" الروسية للإنزال مضيق البوسفور قاصدة نقطة الإسناد الروسية في طرطوس، لتلحق بسفينة الإنزال الكبيرة "مينسك" ونظيرتها "آزوف" على الساحل السوري.ونفى مصدر رفيع المستوى في الأسطول الروسي تعديل الخطط المتعلقة بتحركات حاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزنيتسوف"، على خلفية عملية "الجزاء". ونقلت وكالة "نوفوستي" عن المصدر في هيئة الأركان لأسطول الشمال الروسي قوله: "حسب خطة التدريب القتالي ستبحر "الأميرال كوزنيتسوف" في الخريف المقبل لتقوم برحلة بعيدة، لكن ذلك لن يحصل قبل أكتوبر المقبل. وفي الوقت الراهن، يقدم طاقم السفينة الامتحانات الفصلية".الحكومة والحلسياسياً، أدى أعضاء حكومة النظام الجديدة برئاسة عماد خميس اليمين الدستورية أمس أمام الأسد. وتم تغيير 18 وزيراً بينهم: الاقتصاد، والتجارة الخارجية، والإعلام، والنقل، والنفط، والثروة المعدنية، والإدارة المحلية، والتعليم العالي، والكهرباء، والمالية، والصناعة، والاتصالات والتقانة، والموارد المائية، والثقافة، والتجارة الداخلية وحماية المستهلك.وبينما أكد المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا أنه "لا مجال لحل عسكري في سورية والحل سياسي فقط"، دافع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن اقتراحه توطين عدد كبير من اللاجئين السوريين، مقترحاً تمكنهم من الاستفادة من ازدواج الجنسية والبقاء في تركيا بعد انتهاء الحرب.وأعطى إردوغان مثالاً على ذلك عشرات الآلاف من العمال الأتراك الذين ذهبوا إلى ألمانيا في اوائل الستينيات من القرن الماضي، قائلاً "لم يسألهم أحد إذا كانوا سيعودون إلى تركيا أم لا".