واشنطن تجهز «القيارة» وترسل مستشارين لتحرير الموصل

• «الصدريون» يعودون إلى التظاهر
• حرب بيانات حول تعيين وزير للداخلية و«بدر» تتمسك بحصتها

نشر في 12-07-2016
آخر تحديث 12-07-2016 | 00:08
نازحون ينتظرون الفحص الأمني من القوات العراقية بطريقة مسيئة في منطقة بحيرة الثرثار شمال غرب بغداد أمس الأول (رويترز)
نازحون ينتظرون الفحص الأمني من القوات العراقية بطريقة مسيئة في منطقة بحيرة الثرثار شمال غرب بغداد أمس الأول (رويترز)
تعهدت الولايات المتحدة بتجهيز قاعدة القيارة، لجعلها مركزا لوجستيا خلال معركة تحرير الموصل، كاشفة على لسان وزير الدفاع اشتون كارتر، الذي أجرى زيارة مفاجئة للعراق أمس، أنها سترسل قوات جديدة للمساهمة في طرد «داعش» من أكبر مدينة يسيطر عليها.
أجرى وزير الخارجية الأميركي أشتون كارتر أمس زيارة لم تكن مقررة للعراق، التقى خلالها رئيس الحكومة حيدر العبادي، القائد الأعلى للقوات المسلحة العراقية، ونظيره العراقي خالد العبيدي، وقادة الجيش الأميركي الموجودين في العراق وبينهم قائد التحالف الدولي اللفتنانت جنرال سيان ماكفارلاند، وبحث معهم معركة تحرير مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، شمال العراق، أكبر مدينة لاتزال تحت سيطرة تنظيم داعش.

وعرض كارتر خلال الزيارة أن تقوم واشنطن بتجهيز قاعدة القيارة الجوية، التي استعادتها القوات العراقية قبل أيام ودمرها "داعش" بالكامل قبل الفرار منها، لتصبح مقر قيادة لوجستي لعملية تحرير الموصل. كما كشف عن إرسال 560 جنديا إضافيا لمساعدة القوات العراقية في استعادة الموصل.

وأشار الوزير الأميركي إلى أن القوات الأميركية ستنقل مستشارين وأفرادا آخرين إلى قاعدة القيارة. وقال مسؤول دفاعي أميركي بارز إن القاعدة ستكون "موقعا مهما لمستشارينا ودعمنا القتالي ليعملوا عن كثب مع العراقيين ويكونوا على مقربة من القتال".

وتقع قاعدة القيارة الجوية على مسافة 58 كلم جنوب الموصل، وتعتبر أكبر القواعد العسكرية الاستراتيجية في شمال العراق، ويمكن استخدامها كمنطلق للعمليات المقبلة لاستعادة الموصل.

ومن المقرر أن يجري كارتر اتصالا هاتفيا برئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني. وبعد ساعات من وصول وزير الدفاع الأميركي إلى بغداد، وصل نظيره الكندي، هارجت سينغ سجان، إلى العاصمة العراقية للقاء المسؤولين العراقيين وبحث عمليات القتال ضد تنظيم داعش. وركزت مباحثات سجان على سبل الدعم الكندي للجيش العراقي في مجال الهندسة العسكرية وزيادة المدربين العسكريين.

أعلام ومنشورات

نزوح

وفيما رفع أهالي قرية العوسجة القريبة من ناحية القيارة، العلم العراقي على منازلهم ابتهاجا بتحررهم من "داعش" و"الفرار الجماعي" لمسلحيه من المنطقة، ألقى طيران الجيش العراقي آلاف المنشورات على أهالي قضاء الشرقاط شمال تكريت، تطالبهم بالابتعاد عن مقار "داعش"، كما القيت منشورات مماثلة على الموصل.

عنوان فرعي

في سياق متصل، توقع رئيس ائتلاف "متحدون للإصلاح" أسامة النجيفي، رئيس مجلس النواب السابق الذي يتحدر من الموصل، أن يصل عدد النازحين من الموصل أثناء المعركة المرتقبة الى مليون شخص، خلال استقابله القائم بالأعمال الاماراتي في العراق.

وقال النجيفي خلال اللقاء إن "قرار أهل نينوى بعدم مشاركة الحشد الشعبي في معركة التحرير يأتي ضمن سياق يؤكد أن أهل المدينة أولى بتحرير مدينتهم، وهم في غنى عن إشكالات غير ضرورية يمكن أن تخدم خصمهم"، مؤكدا "ترحيبهم بالجيش العراقي والقوات الرسمية الأخرى للشرطة الوطنية والحشد الوطني والعشائري وقوات البيشمركة، وبدعم من التحالف الدولي المضاد للإرهاب".

ودعا النجيفي الإمارات إلى "تقديم الدعم والإسناد وتوفير المستلزمات الإنسانية لمليون مواطن يمكن أن يشكلوا أكبر حملة نزوح من الموصل أثناء معركة التحرير".

الحشد العشائري

في سياق آخر، أعلن عضو مجلس محافظة الانبار محمد ياسين، أمس، دخول مقاتلي الحشد الى الفلوجة لمسكها، مضيفا ان "قوة من لواء درع الفلوجة بالحشد العشائري دخلت مدينة الفلوجة لمسكها مع قوات الجيش والشرطة بالمدينة"، وتابع ان "تلك القوات سيتم توزيعها ونشرها في عدد من الأحياء والمناطق لحمايتها، فضلا عن نشرها في عدد من السيطرات الأمنية في داخل المدينة".

الصدر

على المستوى السياسي، أثار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مفاجأة أمس بدعوته الى تظاهرة جديدة لـ "إزالة الفساد والظلم وإقالة جميع الفاسدين والمقصرين".

ودعا الصدر "الوطنيين من المدنيين والإسلاميين" الى المشاركة في تظاهرة "مهيبة" في ساحة التحرير وسط بغداد الجمعة المقبل، وشدد على ضرورة عدم رفع لافتات أو هتافات "لا تتغنى بالوطن"، مؤكدا أن "بقاء الفساد والمفسدين يعني بقاء تسلط الإرهاب على العراقيين".

وقال الصدر في بيان إن "الارهاب ليس هو عدونا الوحيد"، مضيفا: "نحن إذ نحمل السلاح في سوح الجهاد لابد علينا أن نحمل الروح الوطنية بأعلى مستوياتها لنرفع أصواتنا ومطالبنا من خلال التظاهر من أجل الاصلاح الحقيقي والفعلي".

وزير الداخلية

إلى ذلك، ووسط الصراع بين العبادي من جهة و"منظمة بدر" المقربة من إيران بزعامة هادي العامري من الجهة الاخرى على أمن بغداد، برزت أنباء متضاربة عن تعيين بديل لوزير الداخلية المستقيل محمد الغبان الذي ينتمي الى "بدر".

وأكدت كتلة "بدر" البرلمانية أمس أن رئيس مجلس الوزراء كلف وزير الاتصالات حسن الراشد بإدارة حقيبة وزارة الداخلية بالوكالة، وهو قيادي في "بدر".

وصدر بيان عن وزارة الداخلية تناقلته وسائل الإعلام العراقية يفيد بقيام العبادي بتكليف الوكيل الإداري والمالي لوزارة الداخلية عقيل الخزعلي بمنصب وزير الداخلية بالوكالة. وينتمي الخزعلي الى حزب "الدعوة" الذي يضم العبادي بين صفوفه.

بعدها خرج المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن، ليؤكد أنه لم تتم تسمية وزير للداخلية بالوكالة حتى الآن. كما نفى الخزعلي بنفسه تكليفه. وكان النائب عن كتلة "بدر" عبدالحسين الازيرجاوي، شدد أمس على أن منصب وزير الداخلية من "حصة" الكتلة وفق المعادلة الوزارية الحالية.

back to top