«شارع أوتوقراطيا»... دلالات سياسية وسيطرة السلطة على الشعب
قدّمها مسرح الخليج ضمن مهرجان «صيفي ثقافي» العاشر
أعيد عرض مسرحية "شارع أوتوقراطيا" الفائزة بأفضل عرض متكامل، برؤية إخراجية متماسكة لعلي بدر.
ضمن أنشطة مهرجان "صيفي ثقافي 10"، قدمت فرقة مسرح الخليج العربي مسرحية "شارع أوتوقراطيا"، من تأليف فاطمة العامر، وإخراج علي رضا.تحت مظلة الاستبداد والظلم، وهو ما تعنيه كلمة "أوتوقراطيا"، يعيش ثلاثة من أنماط الشعب المختلفة، من الطبقة الكادحة التي تعاني الفقر، فلا يجدون مظلة سوى ذلك الشارع الذي جمع بينهم ليواجهوا مصيرهم المجهول في شارع أوتوقراطيا، ما بين عازف الموسيقى الذي يعاني اضطرابا نفسيا بعد وفاة حبيبته، والشحاذ الذي فقد أسرته ووظيفته، وظل يبحث عن قوته من بقايا الآخرين، واللقيطة التي حولتها الأقدار إلى فتاة ليل، ويبدأ كل منهما في سرد مأساته الشخصية.تتمحور الأحداث حول ابن المحافظ الذي تلقى طلقة نارية يفارق على أثرها الحياة، ويحاول هؤلاء الثلاثة سرقة محفظته، إلا أنهم يفشلون بعد وجود المحقق والشرطي اللذين يتهمانهم بالسرقة والقتل في آن واحد، لتنقلب حالهم رأسا على عقب من خلال ذلك المحقق الذي يعاني أزمات وذكريات سلبية تجمعه مع صراخ والده الذي اعتاد ضربه وتعذيبه، مما يدفعه إلى إرغام المتورطين ظلما على الاعتراف من خلال التعذيب، إلا أنه يقتل على يد الشحاذ، ويقوم الشرطي بمكافأة فتاة الليل والموسيقي، لكونهما شهودا في الجريمة، ومن ثم فرض هيمنته وبطولاته الزائفة.رفض الاستبداد وفي إعادة المخرج البدر بدت رؤيته الإخراجية متماسكة بكل جوانب العرض من بداية الصراع وحتى نهايته، موضحا حالة الفساد والتعتيم الإعلامي في مواجهة أحداث تهم السلطة، لذا استطاع أن يقدم عمله مرة أخرى، كاشفا خيوط الجريمة التي تحيكها المؤلفة فاطمة العامر بعمق شديد ودقيق، حيث تفوقت في تقديم رسالة واضحة وصريحة عن نبذ العنف والسلطة والظلم والصراع الدائم بين ذوي السلطة والشعب، وهو ما أكده الفنان الشاب يوسف البغلي الذي قدم دور المحقق بشكل باهر، بالرغم من أنه كان بديلا عن الفنان الشاب إبراهيم الشيخلي، بينما الممثلون الآخرون كانوا أكثر تطورا من حيث الأداء مع إعادة العمل مرة أخرى في تناغم وانسجام بين الأداء التمثيلي وتطور الحدث منذ البداية، وصولا إلى تأزم الصراع.دلالات سياسيةأما عن عناصر العرض المسرحي، فقد استطاع مصمم الديكور تقديم قطع الديكور التي جاءت متلائمة مع الأحداث من دون عرقلة لحركة الممثلين، وحاوية القمامة التي كان يسكنها الشحاذ أصبحت واضحة للجمهور بما يدور على خشبة المسرح، وجاءت الإضاءة أيضا موفقة، وركزت على تأزم الصراع خاصة في مشهد التعذيب، والموسيقى التي كسرت لدى الجمهور رتابة التفكير بالجريمة والتخفيف من المآسي التي طرحت خلال النص، والتي حاكت حياة الظلم والدلالات السياسية في "شارع أوتوقراطيا"، وتغيير واقع المشاهد ونمط الشخصيات من خلال دور المذيعة التي تبدأ وتنتهي معها الأحداث من خلال تضليل الأحداث."شارع أوتوقراطيا"، بطولة كل من يوسف البغلي، ومنال الجارالله، وأحمد التمار، وسعود بوعبيد، وحسين الحداد، وحسين الجميعي، ونوف جواد، وسارة عبدالرازق، وتأليف فاطمة العامر، وإخراج علي رضا.وفي نهاية العرض، كرم الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، د. بدر الدويش، فرقة مسرح الخليج العربي ممثلة برئيس مجلس إدارتها ميثم بدر.يذكر أن المسرحية حصدت النصيب الأكبر من الجوائز خلال الدورة العاشرة من مهرجان أيام المسرح للشباب.