«فتاوى الشباب»... لمواجهة التشدد والتطرف
صدر حديثاً في القاهرة كتاب "فتاوى الشباب"، لمفتي الديار المصرية د. شوقي علام، إيمانا منه بأهمية دور الشباب باعتبارهم عماد الأمم، وسر نهضتها وبناة حضارتها، وما يتمتعون به من قوة عقلية وبدنية ونفسية فائقة، ويحملون لواء الدفاع عن الوطن.ويهدف الكتاب إلى تعريف الشباب بأحكام الدين والأمور المتعلقة بهم، من واقع الأسئلة اليومية الواردة إلى دار الإفتاء المصرية سواء الشفوية أو المكتوبة أو عبر الإنترنت أو الهاتف أو غيرها من المنافذ المختلفة.
وشدد د. علام على أن أهمية تربية الشباب بطريقة صحيحة تأتي من خلال تعليم أحكام الدين وشرائعه وفق منهج معتدل صحيح، يدعو إلى تعزيز روح الإيمان والأخلاق الحسنة في النفوس، ما ينتج عنه أثران إيجابيان، لاسيما في هذا الطور المهم من أطوار الإنسان، وهما إشباع الفطرة النقية لدى الشباب، وتقوية هذه الفطرة حتى تهذب لديه سائر الرغبات الطبيعية والغريزية، ما يساعد على الحيلولة دون تمردها وطغيانها، لإنقاذه من الانحراف يمنة أو يسرة.ويعد كتاب "فتاوى الشباب" مرجعا شرعيا ميسرا، يحوي فتاوى دار الإفتاء المصرية في موضوعات مختلفة تنشغل الأذهان ببعضها، وقد أبدع مفردات هذا المرجع عقل إفتائي وسطي مميز، تمتد خبرته إلى قرن وربع قرن من الزمان تقريبا. وأضاف أنه لا يستطيع أحد أن يتجاهل حاجة الشاب الناشئ الماسة إلى مرجع واف يجيب عن أسئلته التي تعرض له في حياته اليومية، فضلا عن أن يُشبع ظمأه للقراءة التي تجلب إليه التعرف بالإسلام علما وعملا في مختلف المجالات بصورة معتدلة، لا إفراط فيها ولا تفريط.ويحذر الكتاب الشباب من خطورة الانزلاق وراء الأفكار والتيارات التكفيرية والإرهابية، مؤكدا أن ما تفعله بعض التيارات، التي تلقب نفسها بالجماعات الإسلامية، في بلاد المسلمين من خروج على حكام المسلمين بعد تكفيرهم أو تكفير الشرطة والجيش أيضا، أو رفع السلاح بدعوى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو غير ذلك من أفعال التخريب التي أفرزتها مناهج الإرجاف الضالة.وشدد على ان هذا كله حرام، وهو نوع من البغي الذي جاء الشرع بصده ودفعه بل وقتال أصحابه إن لم يرتدعوا عن إيذائهم للمسلمين وغير المسلمين مواطنين ومستأمنين، وتسميته جهادا ما هو إلا تدليس وتلبيس منهم حتى ينطلي فسادهم وإرجافهم على ضعاف العقول الذين يغترون بباطلهم، وهؤلاء يعدون بغاة يقاتلون إن كانت لهم منعة وشوكة حتى يرجعوا عن غيهم وإرجافهم.كما أن الكتاب ينشر الوعي الإفتائي الصحيح بين الشباب ونبذ الأفكار المتطرفة، من خلال الإجابة عن بعض الأحكام الشرعية والتساؤلات والقضايا التي تدور في ذهن كثير من الشباب من الجنسين بصورة عصرية تهدف إلى تحقيق أعلى درجات التواصل الفعال معهم.