نواب طالبوا الحكومة بالتدخل ووقف المجموعة التي «تتصرف على كيفها» عند حدها
وضع عدد من نواب مجلس الأمة الحكومة تحت المجهر النيابي بسبب القرار المنفرد الذي اتخذه "اتحاد كرة القدم" بطلبه تأجيل بطولة "خليجي 23"، وما سببه ذلك من استياء لدى الشارع الكويتي، مطالبين الحكومة "بالقيام بدورها ووقف المجموعة، التي تريد الرياضة محصورة عليها، وتتصرف على كيفها، عند حدها".بداية، قال النائب روضان الروضان: "لا شك في أن قرار تأجيل بطولة خليجي 23 أحرج الكويت، وتسبب في حدوث استياء لدى الشارع الرياضي، بل وغير الرياضي أيضا"، متسائلا "هل دولة مثل الكويت بما لديها من إمكانات وما لها من مكانة رياضية لا تستطيع تنظيم بطولة كأس الخليج"؟!
وأرجع الروضان في تصريح لـ"الجريدة" سبب تأخر الرياضة في الكويت إلى الصراعات التي طغت فيها الشخصانية على مصلحة البلد، "وهذا هو ما أوصلنا إلى ما وصلنا إليه، فدولة أصغر من دولتنا، وهي قطر، تستعد لتنظيم بطولة كأس العالم في عام 2022، ونحن في الكويت، رغم ما لدينا من إمكانيات، نعجز عن تنظيم بطولة خليجي 23، ونطلب تأجيلها"!ودعا الحكومة إلى التدخل السريع والتنسيق مع الهيئة العامة للشباب والرياضة لإقامة البطولة في الموعد المقرر لها، والتراجع عن قرار تأجيلها الذي أغضب الشارعين الكويتي والخليجي.إدارات سيئةوفي السياق ذاته، اعتبر النائب فيصل الشايع أن "تأجيل البطولة مدة سنة أمر مخجل، ولا يتناسب مع إمكانات الكويت"، مضيفا "كنا السباقين في تنظيم البطولات، إلا أن وجود إدارات سيئة لإدارة الرياضة في السنوات الاخيرة ومنها اتحاد كرة القدم أحد أسباب جمودها وعدم تطورها".وقال الشايع في تصريح لـ"الجريدة": "لا أعتقد أن عدم جاهزية استاد جابر هو السبب، لأنه يمكن استخدام ملاعب الأندية، وطول عمرنا يتم تنظيم البطولة بتلك الملاعب"، مستدركا: "لكن أعتقد أن السبب هو إيجاد أعذار وإيهام الناس بأن هناك تقصيرا من جهات حكومية، وبأن القوانين الاخيرة التي شلت أياديهم من التحكم في الرياضة هي السبب، والدليل تواطؤهم مع اللجنة الاولمبية الدولية في حل مجلس إدارة اتحاد كرة اليد، وعدم رفض هذا التدخل".وأضاف أن "الأمور واضحة ولا تحتاج إلى أدلة، لذلك من لا يستطيع أن يشرف على البطولة حسب الإمكانات المتوافرة، فعليه أن يقدم استقالته فوراً"، مطالبا "هيئة الشباب والرياضية بتشكيل لجنة للإشراف على إقامة البطولة في موعدها المحدد".وذكر "إذا لم يتقدموا بالاستقالة فعلى الهيئة حل اتحاد كرة القدم لعدم قدرته على تنظيم بطولة سبق للكويت أن نظمتها عدة مرات منذ سنوات"، مطالبا "الحكومة ممثلة بوزير الشباب والرياضة بعدم الخضوع لمخططات واضحة لإيقاف الرياضة بالكويت"، مختتما تصريحه قائلا: "علينا احترام وتطبيق القوانين مهما كلف الأمر".التدخلات السافرةبدوره، أعرب النائب محمد طنا عن رفضه الشديد للتدخلات السافرة في الرياضة، مطالبا الفصيل الذي يريد أن تكون الرياضة حكراً عليه بأن يحترم نفسه ويكف عن تحقيق المصالح الشخصية الضيقة.وقال طنا لـ"الجريدة" إن ما يحدث في الرياضة الكويتية أمر مؤسف ويسيء لسمعة الكويت داخليا وخارجيا، مستغربا أن "تتصرف مجموعة من الأشخاص على كيفها، وتطلب تأجيل بطولة "خليجي 23" بشكل منفرد، دون النظر الى تبعات مثل هذا القرار وانعكاساته على الجمهور الكويتي بصفة خاصة والخليجي بصفة عامة".وأضاف: "نقول لهؤلاء لا تلعبوا بالرياضة، فهذا ليس من مصلحتكم"، مطالبا الحكومة بأن "توقف هؤلاء عند حدهم، فالدولة هي المتصرف الأول".إحراج الكويت من جهته، أكد النائب عسكر العنزي أن اتخاذ قرار تأجيل البطولة بشكل منفرد تسبب في حدوث حرج للكويت أمام دول مجلس التعاون الخليجي.وقال عسكر لـ"الجريدة"، يجب أن يكون للحكومة موقف لوقف الفوضى التي تحدث في الرياضة، "فلا يجوز حرمان الجمهور الكويتي من الاستمتاع بدورة الخليج".وأضاف: "ومن المخزي أن تكون ملاعب العراق مستعدة لتنظيم البطولة في وقت طلبت الكويت تأجيلها"، مطالبا الحكومة بتصحيح الأوضاع، والعمل على استضافة البطولة في موعدها على أرض الكويت.هيبة الدولةإلى ذلك، طالب النائب عبدالله المعيوف وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود باتخاذ الإجراءات الكفيلة بحفظ سيادة وهيبة الدولة على الرياضة الكويتية.وشدد المعيوف في تصريح له على ضرورة عدم السماح بالتدخل الخارجي في تحديد آلية عمل الاتحادات والأندية الرياضية، مستغربا سكوت اللجنة الاولمبية الكويتية والأندية الرياضية عن قيام الاتحاد الدولي لكرة اليد بإلغاء صلاحيات وحقوق أصيلة لهم، وذلك عندما تم حل مجلس إدارة الاتحاد الكويتي لكرة اليد.وقال: "نحن في انتظار قيام الوزير بدوره على الوجه الذي يحفظ كرامة الكويتيين"، مطالبا إياه بعدم السماح للاتحاد المعين بالعمل وإيقاف أي دعم مالي وإداري له.سواد وجهوقال النائب نبيل الفضل إنه "لا بأس أن تخسر الكويت استضافة دورة كأس خليجي 23، ولا بأس أيضا أن يُحرَم الجمهور الكويتي الاستمتاعَ بدورة الخليج، لأننا دولة سمحت حكومتها بتسليم أمرها الرياضي الى من لا يخجل ولا يستحي".وتساءل الفضل في تصريح له: "ما ذنب المواطن الخليجي في أي بلد أن يُحرَم متعةً اعتاد عليها منذ أربعين سنة؟ وما ذنبه في خلافات كويتية غبية وضيقة؟"، مستدركا: "الظاهر أن طلال الفهد لم يكتف بسمعته الإدارية المشوهة محلياً، فقرر (خلجنتها) وتدويلها عالمياً بسواد وجه جديد".تنظيم تحت إشراف الهيئةوقال النائب خليل عبدالله انه "قد تكون هناك تدخلات خارجية في الاتحادات لدينا، ولا بأس فيها إن كانت بحكم التنظيمات الدولية المعمول فيها، لكن هناك في المقابل اتحادات لا تتدخل فيها".وأضاف عبدالله، في تصريح لـ"الجريدة"، انه "اذا كانت هناك بطولات لا نستطيع كدولة إقامتها، فيجب ان تقام هذه البطولات من قبل الحكومة مباشرة ومن خلال مؤسساتها وتحت اشراف هيئة الشباب والرياضة".وتساءل: "هل نريد من الرياضة رفع علم الكويت أم تطوير الشباب الكويتيين؟"، مستدركا بالقول: "عندما نجيب عن هذا السؤال سنعرف ماذا نريد".