«العدالة» تنزف... من الخازندار إلى حماد

نشر في 25-11-2015 | 00:01
آخر تحديث 25-11-2015 | 00:01
بعد ربط كثير من المراقبين في مصر، بين عمليات استهداف القضاة، وجماعات الإرهاب المسلح، منذ عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، يوليو 2013، بعد ثورة شعبية في 30 يونيو من العام نفسه، ضد حكم جماعة "الإخوان"، دعمها الجيش.  العملية التي استهدفت القضاة، أمس، واستشهد على إثرها قاضيان، أحدهما نائب رئيس مجلس الدولة، المستشار عمر حماد، لم تكن هي الأولى من نوعها في سيناء، ففي 16 من مايو من العام الحالي، شن مسلحون هجوماً على حافلة كانت تقل ثلاثة قضاة في طريقهم إلى مقرات أعمالهم في مدينة العريش التابعة لمحافظة شمال سيناء، أسفر عن استشهاد القضاة الثلاثة وسائق الحافلة وإصابة أحد وكلاء النيابة، حيث أعلنت ما يسمى جماعة "أنصار بيت المقدس" الإرهابية مسؤوليتها عن الحادث، وهو التنظيم الذي غير اسمه إلى "ولاية سيناء". العمليات الإرهابية، التي استهدفت القضاء، تمت في سيناء، وفي محافظات مصرية، عدة بينها العاصمة القاهرة، كان أكثرها خطورة تفجير عبوات ناسفة، أثناء عبور موكب النائب العام المصري السابق، المستشار هشام بركات، أواخر يونيو الماضي، ما أدى إلى استشهاده، وإصابة عدد من حراسه، خلال توجهه إلى مكتبه، أثناء عبوره قرب "الكلية الحربية" في ضاحية "مصر الجديدة".

وفي مدينة المنصورة التابعة لمحافظة الدقهلية، قام ملثمان، كانا يستقلان دراجة بخارية، بمنطقة حي الجامعة، بإطلاق النار الكثيف على نجل المستشار في محكمة استئناف القاهرة محمود المرلي، الأمر الذي أدى إلى مصرعه في سبتمبر عام 2014.

وبينما فشلت محاولة اغتيال رئيس محكمة الجنايات المستشار معتز خفاجي، حيث وضع إرهابيون عبوات ناسفة أسفل سيارته العام الماضي، كان إرهابيون في محافظة الفيوم (200 كيلو جنوب غرب القاهرة) استهدفوا في نوفمبر 2014، نادي قضاة الفيوم، بتفجير استخدمت فيه عبوة بدائية الصنع، دون خسائر في الأرواح، وتمت العام الماضي، وتحديداً في 25 نوفمبر 2014، أي قبل عام بالضبط.

يذكر أن أول قاض مصري، سُجل اسمه في سجل الاغتيالات، التي أدين فيها أفراد ينتمون لجماعة "الإخوان المسلمين"، هو القاضي أحمد الخازندار، الذي قتل أمام بيته في حلوان في 22 مارس 1948، وروي عن رئيس "النظام الخاص" داخل الإخوان، أن مؤسس الجماعة ومرشدها الأول، حسن البنا، قال في أحد الاجتماعات: "ربنا يريحنا من الخازندار وأمثاله"، ما اعتبره أعضاء في التنظيم بمثابة "ضوء أخضر" لاغتيال الخازندار.

back to top