عبد الحكيم قاسم... رحل منذ 25 عاماً وما زال يبحث عن باب الخروج
احتفت الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، بالذكرى الـ 25 لرحيل الروائي عبد الحكيم قاسم
(1935 -1990)، أبرز من رسم ملامح القرية المصرية بتفاصيلها في كتاباته، حضر الاحتفالية كتاب وروائيون، منهم الكاتبة سلوى بكر، والدكتورة هويدا صالح، والناقد شعبان يوسف، الذي استعرض حياة عبد الحكيم قاسم الإبداعية والحياتية، متطرقاً إلى عمله موظفاً في بداية حياته، مرورا بسفره إلى ألمانيا الغربية، وانقطاعه عن الكتابة خلال تلك الفترة، واهتمامه بقراءة التراث لإحساسه بتهديد هويته.
(1935 -1990)، أبرز من رسم ملامح القرية المصرية بتفاصيلها في كتاباته، حضر الاحتفالية كتاب وروائيون، منهم الكاتبة سلوى بكر، والدكتورة هويدا صالح، والناقد شعبان يوسف، الذي استعرض حياة عبد الحكيم قاسم الإبداعية والحياتية، متطرقاً إلى عمله موظفاً في بداية حياته، مرورا بسفره إلى ألمانيا الغربية، وانقطاعه عن الكتابة خلال تلك الفترة، واهتمامه بقراءة التراث لإحساسه بتهديد هويته.
أشار الناقد شعبان يوسف إلى أهم كتابات الروائي عبد الحكيم قاسم الإبداعية، وفي مقدمها روايات «أيام الإنسان السبعة»، و{الأشواق والأنثى»، و{الهجرة غير المألوفة»، و{محاولة للخروج» و{المهدي»، إضافة إلى ديوان «الملحقات»، مؤكداً أن عبد الحكيم قاسم لم يأخذ حقه من النقد لعدم وجود «شلة» له في الوسط الأدبي، إضافة إلى احتكار دار النشر «الشروق» لإبداعه، ما تسبب في عدم نشر أعماله الكاملة. وفي كلمتها استنكرت الكاتبة سلوى بكر، عدم إصدار الأعمال الكاملة لبعض المبدعين الكبار، ومن ضمنهم صاحب {المهدي}، مشيرة إلى أن ذلك أدى إلى محوهم من الذاكرة الأدبية، لصالح كتاب محدودي القيمة، على حد قولها. وتطرقت بكر إلى مشكلات الثقافة المصرية التي تتمثل في الشللية والنقد الذي وصفته بأنه كارثي، وأن الإعلام أصبح يمارس دور الناقد، كذلك أشارت إلى أهمية رواية {المهدي} لعبد الحكيم قاسم، معتبرة إياها رواية سابقة لزمانها، {فرغم أن زمنها قبل عام 1952، فإنها استشرفت المشهد الحالي في بلادنا قبل ذلك بسنوات طويلة، مبرزةً العلاقة بين الدولة وبين الدين والمجتمع بشكل بالغ الوضوح، فتحدثت عن الصوفية وعلاقتهم بالإخوان}.
رومانسية القرية أكدت الناقدة الدكتورة هويدا صالح، على فكرة النقاد عن عبد الحكيم قاسم، بأنه عند عودته من ألمانيا أصبح أصولياً، وأوضحت أن لهذه الفكرة تفسيرين أولهما أنه عندما سافر لألمانيا عاش مشاكل الأقليات فاحتمى بهويته الدينية، وثانيهما أن القرية مكون أساسي من مكوناته الإنسانية.ثم تطرقت إلى رواية {أيام الإنسان السبعة}، مشيرة إلى أنه كتب عن القرية بشكل رومانسي وليس واقعياً، {فقد كتب رؤيته للقرية، وأقام مقارنة بين القرية المصرية والقرية الأوربية}، مؤكدة أن كل من كتب عن القرية من الأدباء عبر عن نفس زاوية الرؤية، وهي الإحساس بدونية الشرق وأقليته في مقارنة بالغرب المبهر، كما أقاموا مُعادلا موضوعياً للإحساس بالدونية لدى الشرق يتمثل في التعبير عن فحولة الرجل الشرقي، مثل روايات {موسم الهجرة إلى الشمال} و{الحب في المنفى}.عبد الحكيم قاسم كاتب وروائي مصري، وأحد أهم كتاب جيل الستينيات، ورغم قِصر مشواره الأدبي، فإنه أثرى المكتبة العربية بكثير من الأعمال والروايات المهمة. ولد في الدقهلية ولازمه الحظ العاثر، بعد أن ذهب للإقامة في القاهرة بعد إصابته بالملاريا، فعانى تردي أحواله الدراسية، وسكن بغرفة في إحدى عمارات شبرا، والتحق بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية في عام 1955، ليتطوع بعدها بعام في الحرس الوطني دفاعاً عن مدينة الإسكندرية، بعد وقوع العدوان الثلاثي.واضطر قاسم عقب ذلك إلى الانقطاع عن دراسة الحقوق لظروفه المادية ومرض والده، وهو ما استطاع تعويضه في ما بعد بحصوله على الليسانس من الجامعة نفسها، فالتحق في عمل كتابي بهيئة البريد بالقاهرة، وعمل بعدها في الهيئة العامة للتأمين والمعاشات حتى رحل إلى ألمانيا. أُلقي القبض على قاسم بتهمة الانتماء إلى الحزب الشيوعي، وقضى خمس سنوات بسجن الواحات، إلا أن تجربة السجن فجّرت موهبته، فكتب روايته الأولى {أيام الإنسان السبعة} -والتي صدرت عام 1969 عن دار الكتاب العربي، ثُم تُرجمت إلى الإنكليزية عام 1989- وكان قد نشر قبلها أولى قصصه {العصا الصغيرة} عام 1957، واشترك بها في مسابقة نادي القصة بالقاهرة ولكنها رُفضت، ونشر قصته {الصندوق} في مجلة الآداب التي كانت تصدر من بيروت، وأعقبها الكثير من القصص في مجلة {المجلة} القاهرية التي كان يشرف عليها الأديب يحيى حقي في منتصف الستينيات، وأصدر روايته الثانية {محاولة للخروج} في عام 1978، ثُم حكايات للأطفال {الصغيران وأفراخ اليمامة}، كذلك صدرت مجموعته القصصية {ديوان الملحقات} في سلسلة مختارات فصول.كانت رواية قاسم {قدر الغُرف المغلقة}، والصادرة عام 1982، واحدة من أهم أعمال أدب السجون في العالم العربي، وقد أعقبتها مجموعته القصصية {الأشواق والأسى} التي ضمت تسع قصص عام 1984، ثُم صدر بعد رحيله عام 1991 كتاب {الديوان الأخير} عن دار شرقيات، والذي ضم 17 قصة قصيرة، وعدة فصول من روايته التي لم تكتمل {كفر سيدي سليم}، والمسرحية الوحيدة التي كتبها لإذاعة البرنامج الثاني عام 1988 {ليل وفانوس ورجال}، ثُم صدر له كتاب {كتابات نوبة الحراسة - رسائل عبد الحكيم قاسم}، والذي ضم مراسلاته ورسائله التي كتبها بخط يده.