الأغلبية الصامتة: حالة إنكار
حالة الإنكار تعتبر جريمة عندما تتبناها النخب، وتحاول تسويقها للرأي العام في حركة معاكسة لمجريات الأحداث، مما يفضي إلى تزايد القلق والارتباك، وهي العدو الأول للاستثمار والعمل وتوطين رؤوس الأموال، مما يستوجب الانتباه للواقع الذي نعيشه وما يحيط بنا من خطر يحفّ بنا من كل جانب.
![إبراهيم المليفي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1612377050504273100/1612377064000/1280x960.jpg)
لقد اخترت مما سبق أمثلة صارخة تُرى بالعين المجردة كي أمهد لعقدة الإنكار التي أصابت من يرفضون تصديق أن الكويت في دائرة الخطر، سواء من الإخفاق المتكرر في حل معظم الملفات داخليا، أو من ضغط الأحداث الإقليمية التي لم تترك لنا مساحة للسياسة أو المجاملة. هنا أنا لا أتحدث بالمطلق عن "لسانات" التجميل، فهؤلاء أول من يلبس طاقية الإخفاء ساعة الحقيقة، ولكني أوجه كلامي مباشرة لمن يعانون حالة الانفصال البائن بين معطيات واقع الكويت والخيال المترع بالوهم للكويت المحفوظة من كل شر، مع أن الشر طالها مرات ومرات!!!إن حالة الإنكار لا تشغل بالي عندما تصيب من هم خارج دائرة التأثير والقرار، ولكني أعتبرها جريمة عندما تتبناها النخب، وتحاول تسويقها للرأي العام في حركة معاكسة لمجريات الأحداث، وهو ما يفضي بالضرورة إلى تزايد حالة القلق والارتباك، وهي العدو الأول للاستثمار والعمل وتوطين رؤوس الأموال.في الختام أوضاعنا الداخلية والخارجية تحتاج إلى المصارحة لوضع "الخوف" في مكانه الطبيعي، ثم التعامل معه، وغير ذلك فلن نجد غير فريقين: الأول يسعى إلى تأمين نفسه في الخارج؛ لأنه يرى الكويت "وطنا مؤقتا"، والثاني يبني بحماس شديد واقعاً افتراضياً هشاً سيورطنا في أزمات جديدة نحن في غنى عنها.