غداة خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأول، بشأن الاتفاق الموقع بين إيران والدول الست الكبرى، والذي حاول فيه إقناع الكونغرس بتمرير الاتفاق عبر القول إن عدم إقراره سيقود الى حرب، قال وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف أمس إنه على واشنطن أن تغتنم فرصة الاتفاق حول الملف النووي لـ»كسب ثقة الشعب الايراني الثمينة».

Ad

وقال ظريف، في بيان، إن «الحكومات الأميركية السابقة أهدرت فرصا كبرى، من الأفضل اغتنام هذه الفرصة التاريخية لكسب ثقة الشعب الإيراني الثمينة التي نالت منها عقود من السياسات المعادية والخاطئة التي اعتمدتها الولايات المتحدة».

ورأى أن «العالم المتحضر تخلى منذ نحو قرن عن خيار الإكراه والتهديد في السياسة الخارجية»، مضيفا أن «التهديد بالقوة لا يجلب إلا إهدارا لموارد الولايات المتحدة وإضرارا بسمعتها»، متابعا: «حان الوقت للتخلي عن هذا السلوك الخطير».

ووصف خطاب أوباما بأنه «غير موضوعي»، وأن له توجهات تتعلق بالسياسة الداخلية الأميركية، موضحا «زعم أن الصفقة تسد على إيران الطريق لتصنيع قنبلة نووية، تعد محاولة جديدة لإثبات عدم جدوى الموضوع».

وشدد على أن «إيران لم ترغب أبدا في تصنيع قنبلة نووية، ولن ترغب في ذلك مطلقا»، لافتا إلى أن «مسؤولية الأزمات في المنطقة وانتشار الإرهاب لا تقع على عاتق الجمهورية الإسلامية، لكنها ترجع إلى السياسة الطائشة للولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط».

وتابع: «لذا اتسم خطاب الرئيس الأميركي بالتوجه للسياسة المحلية بشكل أكبر، من أجل تهدئة منتقديه في بلاده، لاسيما الصهاينة (الإسرائيليين)».

من جهته، أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي أمس الأول، إثر استماع اللجنة إلى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، بشأن الاتفاق النووي الإيراني، أن اعضاء اللجنة خرجوا من الاجتماع أقل اطمئنانا بشأن هذا الاتفاق.

وقال السيناتور الجمهوري بوب كروكر للصحافيين إن «غالبية الاعضاء الذين كانوا هنا غادروا ولديهم اسئلة اكثر بكثير مما كان لديهم قبل بدء الاجتماع».

وزار أمانو الكونغرس، الذي يسيطر عليه الجمهوريون اخصام الرئيس باراك اوباما، بهدف «مناقشة دور الوكالة في التحقق والاشراف على التدابير المتخذة في اطار خطة العمل» التي وافقت عليها القوى الكبرى وطهران بعد سنوات من المفاوضات، بحسب الوكالة.

وأعرب كروكر عن اسفه لانه خلال الاجتماع مع أمانو «لم نتمكن حتى من الحصول على تأكيد بأنه سيتاح لنا دخول موقع بارشين» النووي الايراني الذي يشك برلمانيون أميركيون في ان طهران عملت فيه سرا على تطوير سلاح ذري.

واضافة الى الاتفاق بين مجموعة الست وايران، فإن جدول اعمال اجتماع أمانو بأعضاء اللجنة ضم ايضا الاتفاقين الموازيين اللذين ابرمتهما الوكالة مع طهران.

في هذا السياق، ذكر السيناتور الجمهوري ان «القضية الاولى كانت ان نعرف ما اذا كان سيتاح لنا الاطلاع على هذين الاتفاقين والجواب كان لا».

(طهران، واشنطن - أ ف ب، رويترز، د ب أ)