التوتر في بحر الصين الجنوبي يهيمن على القمة الأمنية الآسيوية

نشر في 04-08-2015 | 14:13
آخر تحديث 04-08-2015 | 14:13
No Image Caption
دعا دبلوماسيون من جنوب شرق آسيا الصين الثلاثاء إلى معالجة المخاوف بشأن خطتها المثيرة للجدل بشأن جزر في بحر الصين الجنوبي، وذلك خلال محادثات أمنية إقليمية في كوالالمبور سيحضرها وزير الخارجية الأميركي جون كيري.

وحذرت الولايات المتحدة وبعض دول جنوب شرق آسيا من تزايد الخطر فيما تقوم بكين بتوسيع أعمال بناء جزر اصطناعية صغيرة وثبتت على بعضها مواقع عسكرية لتعزيز مطالبتها بهذه المنطقة المائية الاستراتيجية المتنازع عليها ما يثير مخاوف من نشوب نزاع في المستقبل.

وقبيل الاجتماع الذي استضافته الدول العشرة في رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" الذي انطلقت أعماله الثلاثاء في ماليزيا، لم يلمح وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى أي اتفاق.

وقال وانغ للصحافيين في سنغافورة الأثنين أن "الصين لم تؤمن أبداً بأن المحافل الدولية هي المكان المناسب لمناقشة الخلافات الثنائية المحددة"، وأضاف أنه بذلك سوف "تزيد المواجهة"، مضيفاً بأن الصين لن ترضخ للضغوط لوقف استعادة أرضها.

ومع ذلك، يصر المسؤولون في الولايات المتحدة وجنوب شرق آسيا على أن النزاع سيتصاعد.

وقال وزير الخارجية الماليزي حنيفة أمان خلال اجتماع لوزراء خارجية المجموعة أنه "يمكن ويجب على آسيان أن تلعب دوراً حيوياً في التوصل إلى تسوية ودية" حول بحر الصين الجنوبي.

وأضاف أنه "قبل كل شيء علينا معالجة هذه القضية سلمياً وبتعاون، حققنا بداية ايجابية ولكننا في حاجة إلى بذل المزيد من الجهد".

من جهته، دعا وزير الخارجية الفيليبيني البرت ديل روزاريو الذي انخرطت بلاده في أكثر المواجهات مباشرة مع الصين، إلى "وقف استصلاح الأراضي ووقف البناء ووقف الأعمال العدوانية التي يمكن أن تزيد من التوترات".

وقال في بيان أن أي وقف من هذا القبيل لا ينبغي أن يعتبر "بأي شكل من الأشكال تشريعاً" للأراضي الصينية التي استصلحت حتى الآن.

وتطالب الصين بالسيطرة على غالبية بحر الصين الجنوبي وهو طريق شحن رئيسي يعتقد أنه يضم احتياطيات كبيرة من النفط والغاز.

وإضافة إلى الفيليبين، تطالب بالسيادة على مناطق من بحر الصين كل من بروناي وماليزيا وفيتنام وتايوان.

وتصر بكين منذ فترة طويلة على أن يتم التعامل مع النزاعات على أساس ثنائي بين الطرفين المتنافسين.

وأكد دبلوماسيون ومحللون منذ فترة طويلة على أن موقف الصين هذا يهدف إلى منع مجموعة آسيان من تشكيل جبهة موحدة.

غير أن المندوبين يقولون أن الصين لن تكون قادرة على الهروب من طرح المشكلة في كوالالمبور.

وقال أحد الدبلوماسيين الذين حضروا المحادثات لوكالة فرانس برس "هذه ليست كمبوديا أو لاوس" في إشارة إلى اجتماع لوزراء الخارجية في العام 2012 اتهمت فيه الدولة المضيفة كمبوديا حليفة الصين، بمنع النقاش حول هذا الموضوع.

ويضاف إلى هذا التوتر، ما قاله الأسبوع الحالي مركز أبحاث في واشنطن عن احتمال قيام بكين بالاستعداد لبناء مهبط طائرات ثان على إحدى الجزر الاصطناعية.

وتقوم الصين ببناء مدرج مساحته ثلاثة آلاف على جزيرة فييري كروس الاصطناعية، والذي يمكن استخدامه في عمليات القتال، وفقاً لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

ورفض وانغ دعوات من بعض المنافسين والولايات المتحدة لوقف استصلاح الأراضي.

وأضاف أن "اقتراح التجميد قد يبدو غير منحاز في الظاهر ولكنه غير واقعي في الحقيقة، لن يكون عملياً".

وستمتد المحادثات على مدى اليومين المقبليين في منتدى آسيان الاقليمي، الذي يحضره وزير الخارجية الأميركي ونظيره الصيني وانغ يي ومبعوثون من المنطقة بما في ذلك اليابان والكوريتين وروسيا وغيرها.

ومن المقرر أن يلتقي كيري مع نظيره الصيني صباح الأربعاء على هامش القمة.

وقبيل توجهه إلى ماليزيا لحضور قمة آسيان، وصل كيري الثلاثاء إلى سنغافورة ليتحدث في فوائد اتفاق التجارة الحرة بين دول المحيط الهادىء وذلك بعد ثلاثة أيام على فشل المفاوضات بين الدول المعنية بهذا الاتفاق التي تشكل 40 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي العالمي.

وقال كيري أن دول المحيط الهادئ "شارفت على التوصل" إلى اتفاق تاريخي.

وقال وزير الخارجية الأميركي أن 12 دولة من بينها الولايات المتحدة واليابان الذين يتفاوضون على الشراكة عبر المحيط الهادئ حققوا تقدماً جيداً بشأن التوصل إلى اتفاق بعد المحادثات التي انتهت يوم الجمعة في ماوي، ولكن "كما هو الحال مع أي مفاوضات معقدة لا تزال هناك تفاصيل بحاجة إلى الحل".

وأضاف كيري خلال محاضرة في جامعة سنغافورة للإدارة "أصدقائي، هذه اللحظة تشكل فرصة استثنائية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، نحن على وشك الانتهاء من اتفاق تاريخي للشراكة على التجارة عبر المحيط الهادئ".

وأشاد كيري باتفاق التجارة الحرة معتبراً أنه اتفاق له فوائد كبيرة للنمو الاقتصادي.

وقال أن الاتفاق من شأنه أن يرفع معايير العمل والبيئة، وحماية الملكية الفكرية، وردع الفساد وكذلك ضمان التجارة الرقمية الحرة والمنافسة العادلة بين شركات مملوكة للدولة وشركات خاصة.

وتعمل واشنطن منذ سنوات على "إعادة التوازن" في علاقات الولايات المتحدة باتجاه آسيا.

وكان مفاوضو الدول الـ 12 حول اتفاقية التجارة الحرة عبر المحيط الهادئ أعلنوا في ختام اجتماعهم في هاواي الأحد أنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق نهائي خلال هذا اللقاء.

وقال الممثل الأميركي الخاص للشؤون التجارية مايكل فرومان أن الدول المشاركة في المفاوضات قررت استكمال المباحثات على صعيد ثنائي بهدف تذليل آخر العراقيل التي ما زالت تعترض اتمام "اتفاقية التجارة الحرة في منطقة المحيط الهادئ".

ولم يحدد أي موعد لعقد اجتماع جديد للدول الـ 12 "الولايات المتحدة والبيرو وتشيلي وكندا والمكسيك وبروناي واليابان وماليزيا وسنغافورة وفيتنام واستراليا ونيوزيلندا".

وبعد مفاوضات بدأت قبل سنوات عدة، كانت واشنطن تأمل التوصل سريعاً إلى اتفاق نهائي كي يتسنى للكونغرس المصادقة عليه قبل الانطلاقة الفعلية لحملة الانتخابات الرئاسية والتشريعية في الولايات المتحدة في نوفمبر 2016.

back to top