عاد الدروز إلى واجهة الأحداث في جنوب سورية، بعد قيام ميليشيا درزية بقتل 3 شبان بدو سنة، وقيام دروز في الجولان بالاعتداء على سيارة إسعاف إسرائيلية كانت تنقل جرحى سوريين، ما أدى إلى مقتل أحدهم.

Ad

قامت ميليشيا درزية، مقربة من النظام السوري باحتجاز وتعذيب وتصفية ثلاثة شبان من بدو «المشورب» الذين يقطنون في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، الأمر الذي دفع مئات العائلات البدوية الى الفرار.  

وصدر بيان مشترك عن «مشايخ الكرامة» و«أحرار جبل العرب» وقوى وشخصيات دينية وسياسية واجتماعية في محافظة السويداء، ادان قتل الشبان وحمل المسؤولية لـ»الأجهزة الامنية» الموالية لنظام الأسد.    

وقال البيان ان الحادثة جاءت بعد سقوط عدد من قذائف الهاون على السويداء قبل اسبوع و«مسارعة عدد من الاوساط المشبوهة بإلقاء تهمة اطلاق الهاون وتحميلها للبدو سكان شرق وشمال مدينة السويداء بمنطقتي المقوس والمشورب في مسعى لإثارة الذعر وايقاظ الفتنة بين أهالي الجبل خدمة لأهداف خبيثة بات من يقف وراءها بعلم الجميع».

وجاء في البيان انه: «امعاناً بإضرام نار الفتنة، تم احتجاز وتعذيب ومن ثم تصفية ثلاثة شبان من بدو المشورب كانت قد احتجزتهم عناصر ميليشيا محلية، تتلقى تعليماتها من الأجهزة الأمنية. ثم قام الأمن العسكري بتسليم الجثامين التي تعرضت للتعذيب والتشويه والتمثيل الى ذوي المغدورين، ملقياً بالاتهام على عناصر تلك الميليشيا المحلية، ومطالباً ذوي المغدورين بعدم فتح التوابيت، الأمر الذي رفع درجة الغضب وايقظ الفتنة».

ودان البيان «الجريمة البشعة» وحمل «مسؤولية ما حصل من قصف الهاون ومصرع الضحايا للجنة الأمنية وأجهزتها وميليشياتها». وشدد على أن «أهلنا البدو هم مواطنون أصليون وجزء أساسي من نسيج الجبل الاجتماعي، ولا نقبل برحيلهم أو المساس بأمنهم وحقوقهم وكرامتهم، لهم ما لنا وعليهم ما علينا».

ووجه البيان نداء الى «أهلنا البدو بوقف كل أشكال الترحيل ومغادرة أسرهم لمساكنهم والعودة اليها مطمئنين آمنين مكرمين».

آل الأطرش

كما أصدر الأمير شبي الأطرش والأميرة منتهى الأطرش بيانات شاجبة داعين الى «وحدة الجبل»، وحملا أجهزة النظام المسؤولية عن القذائف وجريمة قتل الشبان البدو.

جنبلاط

من ناحيته، رأى الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط أن «هناك مشروع الفتنة المشترك السوري الإسرائيلي، للايقاع بين العرب الدروز وأهل حوران والسنة بشكل عام»، مشيراً الى أنه «في السويداء اعتقل ما يسمى تنظيم درع الوطن، وهي عصابة تابعة للنظام السوري، ثلاثة أشخاص من البدو وقاموا بتعذيبهم وقتلهم».

وأوضح جنبلاط في تغريدة عبر «تويتر» أن «هذه العصابة احدهم ينتمي لآل جربوع وآخر من آل الهجري وهم من شبيحة  النظام»، مضيفا: «كما زار السويداء المدعو علي مملوك، أي معلم ميشال سماحة واجتمع مع مشايخ العقل محرضا، وهذه وظيفته التحريض على القتل والاجرام».

بلبلة في إسرائيل

في موازاة ذلك، اثار الهجوم الذي شنه العشرات من الدروز في قرية حرفيش قرب قرية مجدل شمس في الجانب الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان على سيارة إسعاف عسكرية أقلت جريحين سوريين، والذي أسفر عن مقتل أحدهما واصابة الآخر بجروح بالغة الخطورة، إضافة إلى إصابة جنديين من الجيش الإسرائيلي، ردود فعل قوية في إسرائيل.

ونددت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية في إسرائيل بقتل الجريح السوري، وأعرب الرئيس الروحي للدروز في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، عن «صدمته الشديدة من حادث الاعتداء».

ودعا طريف أبناء الطائفة إلى «التروي والتصرف بعقلانية ومسؤولية»، مؤكداً أن «الديانة والتقاليد الدرزية ترفض التعرض او الإساءة لأي شخص، خاصة إذا كان قيد العلاج الطبي، وحتى لو كان عدوا».

من ناحيته، حمل رئيس لجنة «حفظ الإخوان» في أراضي 48 مسؤولية الجريمة لـ»الذين باركوا بها وعلى رأسهم النظام السوري الذي يريد من وراء ذلك زج الدروز عنوة في قتال المعارضة السورية والدفاع عنه وهذا ما لن يسمح قادة الدروز بحدوثه».

من جانبه، عقّب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على الحادث داعياً قيادات الطائفة الدرزية في البلاد إلى العمل فوراً على «تهدئة الخواطر»، رافضا السماح بـ»أي عرقلة لمهام قوات الجيش»، بينما استنكر رئيس الأركان الجنرال غادي أيزنكوت الاعتداء على الجرحى السوريين وجنود الجيش قائلا إنه «تصرف لا يعقل».

ونفى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي من جهته تقديم أي دعم لـ»جبهة النصرة» التي وصفها بـ»الإرهابية»، بل يقتصر دوره على «مساعدة الجرحى السوريين الآتين إلى الحدود المشتركة».

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون أن الحادث «لن يمر دون عقاب»، وأضاف أنه «لن يُسمح لفئة قليلة بالمس بالحلف المميز القائم بين دولة إسرائيل ومواطنيها الدروز».