تقرير برلماني : هل يحمي «المجتمع الدولي» العراقية الأيزيدية من جرائم «داعش»؟

521 ألف أسرة مشردة واعتداءات جنسية وبدنية وبيع في سوق النخاسة

نشر في 20-10-2015
آخر تحديث 20-10-2015 | 00:05
لخصت النائبة في مجلس النواب العراقي آلاء الطالباني جرائم داعش، في إصدار مدعم بالصور وباللغتين العربية والإنكليزية.
"المرأة العراقية وإرهاب داعش"... العنوان الأكثر بروزا في الركن الخاص بإصدارات البرلمانات العربية والدولية المشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي، الذي سلط الضوء على جرائم تنظيم داعش الإرهابي بحق المرأة العراقية وبيعها في سوق النخاسة.

ولخص الإصدار، الذي أعدته النائبة في مجلس النواب العراقي آلاء الطالباني جرائم داعش، مدعمة بالصور في 11 صفحة فقط باللغتين العربية والانجليزية، إذ أشارت بداية الى تضاعف وتيرة العنف الموجه ضد المرأة العراقية عام 2014، بسبب دخول عصابات داعش الارهابية وإجبار الكثير من العوائل على النزوح، حيث نزح ما يقرب من 521 ألف عائلة عراقية، من بينها ما يزيد على مليون امرأة.

وقالت الطالباني في إصدارها، الذي كان ضمن الاصدارات المعروضة في مقر مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي، انه تم احتجاز 4 آلاف امرأة من قبل التنظيم الارهابي في العراق، اغلبهن من المكون الايزيدي، وتحطمت حياة المئات منهن لفظاعة ما تعرضن له من عنف واغتصاب واستعباد جنسي أثناء احتجازهن لدى عصابات داعش، لافتة الى انه اسلوب استخدم كوسيلة للتطهير العرقي لهذه الاقلية.

ولم تغفل الطالباني وجود قوانين ونصوص دستورية عراقية تحمي المرأة، وتكفل الدولة من خلالها حياة كريمة لها، إلا أنها اشارت الى ان المرأة العراقية لاتزال تعاني ظروفا صعبة، كونها ضحية حروب عديدة، إذ عاشت عقودا من الاضطهاد والقمع مع غياب ابسط الحقوق.

مسؤولية دولية

وحملت الطالباني من خلال إصدارها، الذي حرص أغلبية الوفود المشاركة على الحصول عليه بسبب عنوانه اللافت، المجتمع الدولي مسؤولية مساعدة العراق"، من خلال مستوى التعاون وتبادل المعلومات بين الأمم المتحدة والحكومة العراقية عن طريق صندوق الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة.

وكان لافتا في الاصدار اثناء تصفح "الجريدة" له، تناوله ارقام الجرائم التي تعرضت لها المرأة العراقية منذ عصابات داعش، نذكر منها "تعرض 4733 امرأة للقتل منذ عام 2003 حتى تاريخه، كما ان نسبة الاتجار بالبشر في العراق اغلبيتها من النساء، حيث تصل الى نحو 80 في المئة، ويتاجر بهن إلى دول مجاورة نتيجة ضعف المراقبة على الحدود وظهور عصابات منظمة للخطف".

كما اشير الى اختطاف واغتصاب وتعذيب وقتل النساء في مدينة موصل العراقية، اضافة الى فرض نمط مختلف للحياة، والمتمثل في منع النساء من الخروج من منازلهن الا للضرورة، وأن تكون بصحبة رجل من أقاربها، وبحسب تقرير بعثة الامم المتحدة في العراق فإن 3500 فرد من الايزيديين تعرضوا للاضطهاد والعنف الجسدي والجنسي عام 2015 من قبل تنظيم داعش الارهابي.

ولم تتوقف جرائم داعش عند ذلك فقد بينت الطالباني انه تم إجبار 127 الف فتاة عراقية على ترك مقاعد الدراسة، و32 الفا على ترك العمل، ومنذ بدء أعمال العنف في العراق عام 2014 حتى تاريخه تم تشريد ما يقرب من مليون امرأة عراقية، فضلا عن تسبب جرائم داعش في زيادة عدد الارامل التي تبلغ الآن نحو 1.6 مليون ارملة.

سوق النخاسة

أما سوق النخاسة، الذي يتم فيه بيع النساء العراقيات الايزيديات والمسيحيات المختطفات، فقد سلطت الطالباني الضوء عليه، مشيرة الى انه سوق بيع السبايا والغنائم، متطرقة الى اسعار بيع النساء في هذا السوق، حيث يبيع التنظيم الارهابي المرأة الايزيدية أو المسيحية التي تبلغ من 30 الى 40 عاما بـ75 ألف دينار عراقي، بينما من تبلغ 20 الى 30 عاما تباع بـ100 الف، و150 الفا لمن دون الـ20 عاما، في وقت يباع فيه الاطفال بـ200 الف.

جرائم عديدة ذكرتها الطالباني في إصدارها، كما كانت محل نقاش في الجلسة الخاصة بالمرأة، غير انها انتهت الى 5 توصيات، على رأسها تفعيل قرار مجلس الأمن رقم 1325، والخروج بمسودة مشروع قانون بشأن تعليمات تنفيذية لتحقيق خصوصية المرأة وضمان حمايتها، حسبما نص عليه هذا القرار، ورفع مستوى التعاون بين مجلس النواب العراقي والامم المتحدة لدعم المرأة النازحة او المعنفة من قبل عناصر التنظيم الارهابي.

واوصت كذلك بالتنسيق بين لجنة المرأة والوزارات المعنية في إنشاء مراكز رعاية للنساء المغتصبات والمعتدى عليهن بالضرب والتعذيب والنازحات، وتهيئة فرصة العودة الى المدارس لمن تم إجبارهن على تركها.

وارادت معدة الإصدار اطلاع الوفود المشاركة في المؤتمر البرلماني الدولي على حجم الجرائم البشعة التي يقوم بها تنظيم داعش الارهابي بحق المرأة العراقية، منتهية الى توصيات املا بأن تتم ترجمتها الى قرارات من قبل البرلمان الدولي، والتي يدعمها في ذلك اغلب الدول فهل سيتحقق ذلك؟

back to top