اشتهر الفنان تمام عزام دولياً باعتباره صوتاً سورياً مسموعاً للآخرين لما قدمه من أعمال ديجيتال فنية مبتكرة من شأنها تدوين الحوادث المأساوية التي حصلت منذ بداية الثورة السورية في ربيع عام 2011، وما ترتّب عنها من أزمات إنسانية متتالية ومتعاقبة. لكن ما لبث الفنان بعد فترة من العمل على هذه الطريقة أن فتح باب مرسمه ليبتكر مجموعة جديدة من اللوحات الفنية المستندة إلى نهج محدد بدأه منذ مغادرته دمشق.

Ad

تضع اللوحات الجديدة المشغولة على أسطح كثيفة وواسعة المتفرج على بداية طريق ساكن وفارغ ولا يتصف بوجود نهاية أو حتى اتجاه، بل على العكس هو طريق بمسارات لا حصر لها، مليء بعقبات غيبية غير واضحة الملامح رغم شكلها الواقعي المكون من مشاهد مركبة تصور حطام الحرب. وتغيب مظاهر الحياة اليومية مهما كانت عن تلك الطرق المهجورة، ما يضيف شعور الوحدة والانعزال إلى جو اللوحة الكثيف، ويأخذ المتفرج نحو التساؤل والتخمين عن كيفية أو إمكان استمرار الحياة خلف جدران تلك الأبنية المدمرة ذات الطوابق المتعددة.

يضيف الفنان إلى مجموعة اللوحات المذكورة عملين تركيبيين يعطيان المعرض بعداً مجسداً ثلاثي الأبعاد، ومجموعة أعمال {فوتومونتاج} جديدة من شأنها أن تثبت حالة التجريد القائمة في اللوحات وتعزز توثيق رحلة مجهولة غير واضحة الملامح لطريق نهايته غامضة.

يريد الفنان من ذلك أن يرسم التنقلات التي صادفها مَن واجه الحرب في بلده الأم سورية، وما نتج منها من آثار معقدة مادية وعاطفية، محاولاً التطلّع قدماً نحو مستقبل، مهما كان الطريق وعراً أو مدمراً.

وتستند تجارب تمام عزام إلى استخدام وسائط متعددة فيها مزيج من عناصر متنوعة، مثل: الحبال والملاقط وغيرها من مواد يوظفها لابتكار عمق ونسيج وفراغ للوحة محققاً توازناً مدهشاً بين تلك المواد العادية والتضاريس المنتجة للعمل المبتكر. بالنسبة إليه، تسهل هذه المنهجية ابتكار عمل فني يعتبر {نموذجاً هجيناً} قادراً على الاستعارة والتكاثر أثناء تطوره.

حاول تمام عزام بعد اندلاع الثورة السورية ان يصوّر من خلال تجاربه الفنية ما تتعرّض له بلاده من أوضاع متأزمة مبتكراً أعمال ديجيتال فنية، ويعتبر بأن هذه الوسائط تشكّل أداة فاعلة ومباشرة كتعبير عن الاحتجاج القائم.

شهرة عالمية

احتلت أعمال عزام في بداية عام 2013 العناوين الرئيسة في الصحف العالمية، وذلك من خلال عمله {غرافيتي الحرية}، الذي انتشر بشكل واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي. إذ استخدم أحد أهم الأعمال الفنية {القبلة} لغوستاف كليمت، كتعبير منه واحتجاجاً على المعاناة التي تتعرّض لها بلاده، وذلك من خلال تركيب {القبلة} المعبرة عن الحب على جدران بناء مهدم جراء القصف في دمشق.

ولد تمام عزام في دمشق عام 1980، يعيش ويعمل في دبي راهناً. تخرّج في كلية الفنون الجميلة، قسم التصوير الزيتي في دمشق. قدّم الكثير من المعارض الفردية والجماعية منها: مهرجان فن الطريق FUU- سراييغو 2015، ديزمالاند بإشراف بانسكي، ويسترن سوبر مير 2015، مؤسسة جورجيو سيني- هيوستن 2014، غاليري أيام لندن 2013، بينالي أمستردام 2015، راش أرتس- نيويورك 2014، بينالي فوتوفيست- هيوستن 2014، غاليري أيام لندن 2013، بينالي فنون الغرافيتي

الـ 30 في سلوفينيا 2013، غاليري أيام دبي القوز 2009- 2012، غاليري أيام دبي المركز المالي 2011.