أعلنت اللجان المحلية للانتخابات البلدية السعودية، أسماء الفائزين بعضوية المجالس البلدية، مشيرة إلى أن المرأة تمكنت من حصد 19 مقعداً في أول مشاركة لها في الانتخابات البلدية كناخبة ومنتخبه.

Ad

وأظهرت الإحصاءات التي وزعت اليوم الاثنين أن عدد النساء الفائزات في الانتخابات البلدية في دورتها الثالثة بلغ 19 امرأة، وحظيت منطقة الرياض على النصيب الأكبر من المرشحات الفائزات بواقع ثلاث نساء، في حين توزعت 10 مرشحات فائزات على كل من القصيم والمنطقة الشرقية والأحساء، إضافة إلى تبوك وجدة بواقع فائزتين لكل منطقة.

وكانت الحصيلة في كل من مناطق حائل والجوف وجازان ومكة وعسير وأخيراً المدينة المنورة هي مرشحة فائزة في كل منطقة من المناطق المذكورة.

وكان وزير الشؤون البلدية والقروية رئيس اللجنة العامة للانتخابات البلدية المهندس عبد اللطيف بن عبدالملك آل الشيخ أعلن الليلة الماضية عن مشاركة 702542 ناخباً وناخبة بنسبة 47.4 بالمئة من إجمالي المقيدين، وفاز بعضوية المجالس البلدية 2106 مرشحاً ومرشحة.

وأدلت 106 آلاف ناخبة بأصواتهن من أصل 130 ألف ناخبة مسجلة، أي ما يقرب من 82 بالمئة، في حين أدلى حوالي 600 ألف ناخب بأصواتهم من أصل 1.35 مليون ناخب مسجل، وبنسبة 44 بالمئة.

وبلغ العدد النهائي لإجمالي المرشحين والمرشحات للانتخابات البلدية في دورتها الثالثة 6917 مرشحاً ومرشحة منهم 5938 مرشحاً و979 مرشحة.

انتخابات تاريخية

وعبرت ناشطات ومرشحات ومقترعات عن الفخر للمشاركة في هذه الانتخابات التي تعتبر تاريخية كون المملكة البلد الوحيد في العالم الذي لا يتيح للنساء التصويت.

وفازت سالمة بنت حزاب العتيبي بمقعد في المجلس البلدي في بلدة مدركة بمنطقة مكة المكرمة، بحسب نتائج أولية أعلنها اسامة البار رئيس اللجنة المحلية للانتخابات البلدية ونقلتها وكالة الأنباء الرسمية، وقالت العتيبي لفرانس برس "حياتي كلها كانت كفاحاً بكفاح".

وفي الرياض، فازت كل من علياء بنت مكيمن الرويلي وهدى بنت عبدالرحمن الجريسي، وجواهر بنت عثمان الصالح، بحسب الوكالة.

كما فازت هنوف بن مفرح الحازمي في محافظة الجوف "شمال"، وسناء عبد اللطيف حمام ومعصومة عبد المحسن الرضا في محافظة الاحساء "جنوب شرق"، ومنى سلمان العميري وفضيلة عفنان العطوي في تبوك "شمال-غرب".

وفازت في المنطقة الشرقية مرشحتان إحداهما خضراء المبارك التي قالت لوكالة فرانس برس "الفوز يعني لي أن هناك نافذة جديدة فتحت لي لكي أحقق من خلالها المشاركة في تنمية وطني في المجال البلدي".

وأضافت أن "انتخاب امرأة يعني لي، مزيداً من الجهد للوصول للمشاركة من قبل المجتمع في تنمية الوطن واستثماراً لكفاءات نسائية يختزنها نصف المجتمع".

فرصة أولى

وسجل فوز نساء في الجنوب أيضاً مع انتخاب امرأة في محافظة جازان واثنتين إحداهما لما عبدالعزيز السليمان في جدة، ثاني أكبر مدن السعودية كما نقلت وكالة الأنباء السعودية عن مسؤولي انتخابات محليين.

وقالت الجازي الحسيني التي هزمت في الديرة قرب الرياض كما نقلت عنها قناة الاخبارية "نحن بحاجة لأكثر من تسع نساء".

وكانت الانتخابات التي أجريت السبت في مناطق مختلفة من البلاد، أول عملية اقتراع تشارك فيها النساء، في خطوة اعتبرت سيدات أنها تمنحهن "صوتاً" في بلاد لا تزال تفرض عليهن قيوداً صارمة.

وشكّلت هذه الانتخابات، وهي عملية الاقتراع المباشر الوحيدة في المملكة، فرصة أولى للنساء للادلاء بأصواتهن.

وقبل هذه الانتخابات، كانت المملكة البلد الوحيد في العالم الذي لا يتيح للنساء التصويت، ويضاف ذلك إلى سلسلة قيود تشمل منعهن من قيادة السيارات وفرض ارتداء الحجاب والعباءة السوداء في الأماكن العامة حيث تطبق معايير صارمة للفصل بين الجنسين.

وتنافس 6440 مرشحاً في الانتخابات، بينهم أكثر من 900 مرشحة، على ثلثي المقاعد في 284 مجلساً بلدياً، في حين يتم تعيين الأعضاء الباقين.

ودور هذه المجالس محدود ويرتبط بشكل عام بالاهتمام بالشوارع والساحات وشؤون بلدية أخرى.

ونظراً إلى أنظمة الفصل بين الجنسين في الأماكن العامة، لم يتح للنساء المرشحات لقاء الناخبين الرجال بشكل مباشر، علماً أن هؤلاء يشكلون غالبية الناخبين، كما شكت سيدات من أن تسجيل أسمائهن للمشاركة في عمليات الاقتراع شابته صعوبات بيروقراطية.

وبلغت نسبة النساء من الناخبين أقل من عشرة بالمئة، وبحسب احصاءات اللجان الانتخابية، بلغ عدد المسجلين للانتخاب 1.5 مليون شخص، بينهم 119 ألف امرأة فقط.

وبحسب الأرقام الرسمية فاقت نسبة مشاركة الناخبات في بعض الأماكن 80%، في حين لم تتعد نسبة مشاركة الناخبين الذكور في نفس المناطق 50%.

وقال وزير الشؤون البلدية والقروية عبداللطيف آل الشيخ أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 47.4%، مشيراً إلى أن عدد المصوتين بلغ 702 ألف و542 ناخباَ.

فخر

وأعربت مرشحات ومقترعات عن فخرهن بالمشاركة في الانتخابات، حيث قالت سحر حسن نصيف لوكالة فرانس برس "حتى لو كانت امراة واحدة (فائزة)، نحن فخورات جداً بذلك".

وأضافت الناشطة المقيمة في جدة "بصراحة، لم نكن نتوقع فوز أحد".

وغردت الناشطة في مجال حقوق الانسان نسيمة السادة عبر موقع "تويتر" الأحد "سعيدة بفوز المرشحات السعوديات في كل الوطن فهو فوز للجميع، وقد قلت ذلك قبل شهور ستفاجئكم المرأة".

وكانت السادة المتحدرة من محافظة القطيف في شرق المملكة، تقدمت بترشيحها إلى الانتخابات، إلا أن طلبها تم رفضه من اللجنة الانتخابية، ونشرت السادة السبت صورة لها من مركز انتخابي، بعد الادلاء بصوتها.

وكانت امرأة شاركت في عملية الاقتراع السبت، قالت لفرانس برس أنها بكت لكونها تشارك للمرة الأولى في عملية اقتراع كانت سابقاً تراها عبر شاشات التلفزيون فقط، تمارسها نساء في دول أخرى.

وخصصت السلطات مراكز اقتراع منفصلة للرجال والنساء، وخارج تلك المخصصة للنساء، توقفت سيارات يقودها ذكور وترجلت منها نساء، قبل دخول مركز الاقتراع.

وطلبت نسوة من المصورين الامتناع عن التصوير، كما طلب عدد من عناصر الأمن والشرطة منهم الابتعاد عن البوابة، تاركين لهم حرية التحدث إلى النساء طالما لم يمانعن.

ولجأ العديد من المرشحين إلى مواقع التواصل الاجتماعي لاجراء حملتهم الانتخابية، علماً أن القوانين منعت رفع صور المرشحين، في اجراء طبق على المرشحين من الجنسين.

ومن القيود المفروضة على النساء في المملكة، الحصول على إذن ذكر (والد أو زوج أو أخ) لأغراض العمل أو السفر، والوالد أو الأخ في حال أردن الزواج.

وبدأت المملكة بتخفيف بعض هذه القيود في عهد العاهل الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أقام أول انتخابات بلدية في 2005، وتعهد باشراك النساء في دورة 2015، وسمى الملك الراحل في عهده نساء لعضوية مجلس الشورى، وذلك في سابقة بالمملكة.