الحكومة اليمنية تعلن تحرير محافظة عدن من الحوثيين
● هادي يشيد بصمود أنصاره ويعد اليمنيين بالخلاص
● استسلام عشرات المتمردين للمقاومة في كريتر والمعلا
● استسلام عشرات المتمردين للمقاومة في كريتر والمعلا
أعلنت الحكومة اليمنية أمس تحرير محافظة عدن الجنوبية كلها من قبضة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح. وبينما وعد الرئيس عبدربه منصور هادي الشعب اليمني بالخلاص، أقر صالح ضمنياً بالهزائم التي منيت بها قواته في الأيام القليلة الماضية، مطالباً بوقف الاقتتال الداخلي.
بعد ثلاثة أيام من انطلاق عملية «السهم الذهبي لتحرير عدن»، زف نائب رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح أمس نبأ تحرير محافظة عدن بالكامل من قبضة الميليشيات الحوثية وقوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح للشعب اليمني.وقال بحاح، في بيان له عبر «فيسبوك»، إن «الحكومة تعلن تحرير محافظة عدن في الأول من شوال، أول أيام عيد الفطر المبارك»، مضيفا أن الحكومة ستعكف على تطبيع الحياة في عدن وسائر المدن المحررة وإعادة تأهيل بنية المياه والكهرباء والطرقات.وكانت عدن محورا للقتال منذ أن حاصرها الحوثيون أول مرة في مارس الماضي، عندما كانت معقل حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي فرت بعد ذلك إلى السعودية.واعتبر الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي أن «تحرير عدن سيكون بمثابة مفتاح الخلاص للشعب اليمني».وهنأ هادي في كلمة متلفزة الشعب اليمني بعيد الفطر قائلا: «من حسن الطالع أن تتزامن تهنئتنا لشعبنا العظيم بالعيد في ظل أجواء البهجة والسرور، نتيجة الانتصارات العظيمة التي حققتها المقاومة الشعبية في عدن»، مشيدا بـ»الصمود الأسطوري» الذي يبديه أنصاره في عدن، ومؤكدا أنه «من عدن سنستعيد اليمن».تحضيرات تعزفي هذه الأثناء، تعكف الحكومة اليمنية على تطوير عملية «السهم الذهبي» التي انطلقت فجر الأربعاء الماضي، بمشاركة قوات برية يمنية تدربت في السعودية ومدعومة بعربات عسكرية متطورة حصلت عليها من تحالف إعادة الشرعية، لتنتقل إلى تحرير مدينة تعز ثالث كبرى مدن اليمن.وتواصل حشود عسكرية موالية للشرعية زحفها من عدن باتجاه قاعدة «العند» في محافظة لحج التي تفصل عدن عن تعز لانتزاعها من سيطرة الميليشيات الحوثية، وفي حال تمكنت المقاومة من بسط سيطرتها على القاعدة الجوية ستتمكن من الحصول على دعم جوي مباشر في المعارك ضد الميليشيات المتمردة من قبل طيران التحالف لتحرير تعز.عودة الحكومة في غضون ذلك، ترددت أنباء عن وصول وفد يمني يضم وزراء وقادة قطاعات عسكرية إلى عدن صباح أمس تحت حماية قوات يمنية مدربة في السعودية لأداء صلاة العيد والاحتفال مع الشعب اليمني.وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الحكومة راجح بادي ليل الأربعاء الماضي إن ثلاثة وزراء «سيعودون خلال الساعات المقبلة» إلى عدن، إلا أن مسؤولا محليا أكد لوكالة «فرانس برس» بعيد ظهر أمس الأول أن «أيا من وزراء الحكومة لم يصل بعد إلى مطار عدن الذي بات تحت سيطرة القوات الموالية لهادي».من جانبه، قال ياسين مكاوي مستشار هادي إن «الترتيبات مازالت جارية لوصول الوفد الرسمي الى عدن»، مشيرا الى ان الوفد الحكومي «سيتولى وضع الترتيبات للاستجابة للحاجات العاجلة لسكان عدن».استسلام وغاراتميدانيا، استعاد أنصار هادي مساء أمس الأول منطقة قريبة من القصر الرئاسي في حي كريتر الذي يعد آخر المناطق التي تحصنت بها الميليشيات المتمردة في عدن، وأسروا 71 من الحوثيين والجنود المتحالفين معهم بعد استسلامهم.وذكرت مصادر أن المقاومة تقود حملة عبر مكبرات الصوت تحث فيها المقاتلين الحوثيين في أحياء كريتر والمعلا وخور مكسر على الاستسلام مقابل تأمين خروج آمن لهم، في حين قتل مدنيان في قصف للحوثيين على منزل في دار سعد.وفي سياق متصل، قال علي الأحمدي، وهو أحد المتحدثين باسم «المقاومة الشعبية»، إن 14 مقاتلا من الحوثيين قتلوا أثناء عملية تحرير 22 عنصرا من المقاومة كانوا محتجزين في مبنى القنصلية الصينية في حي خور مكسر.واستمرت مقاتلات التحالف في قصف تحركات المسلحين الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري المتحالفة معهم في مدينة عدن ومحافظات لحج وأبين وشبوه والضالع وصعده وحجّه وتعز بالتزامن مع اشتباكات عنيفة تخوضها القوات الموالية للسلطة المعترف بها دوليا ضد الحوثيين في تعز والبيضاء ومأرب، وسط أنباء عن تقدم كبير يحرزه المقاتلون الموالون لهادي.في المقابل، قللت قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين وقناة اليمن اليوم المملوكة لصالح من أهمية الانتصارات التي أعلن عنها المقاتلون الموالون للحكومة، مشيرتين في تقارير لهما إلى تقدم للمسلحين الحوثيين وقوات الجيش المتحالفة معهم في جبهات القتال في عدن ومأرب ولحج.(الرياض، عدن ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)