تتكرر عبارة "شكراً بوتين" على ألسنة النازحين السوريين المقيمين في مخيم يأوي خمسة آلاف شخص، أُقيم داخل مجمع رياضي ضخم في مدينة اللاذقية الساحلية، معقل نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

Ad

وتنهمك العائلات في ملاعب كرة السلة وكرة القدم والمساحات الخضراء المحيطة بها، في محاولة لنسيان العنف الذي تعيشه البلاد منذ اندلاع النزاع قبل نحو خمس سنوات.

ومع بدء موسكو حملتها الجوية في سورية في 30 سبتمبر، استعاد النازحون الأمل في العودة يوماً ما إلى منازلهم التي هجروها.

وقال تيسير حمش حاملاً بين ذراعيه طفلته البالغة من العمر شهرين أمام الخيمة التي تأوي أسرته "آمل أن يكون بوسعها ذات يوم أن تنشأ في الشوارع ذاتها التي ترعرعت أنا فيها".

وروى العامل السابق البالغ من العمر 29 عاماً رداً على اسئلة صحافي وكالة فرانس برس أثناء زيارة للمخيم نظمتها وزارة الدفاع الروسية، كيف أرغم على الفرار من مدينة حلب (شمال) حين سيطرت الفصائل المقاتلة على أحياء من ثاني أكبر مدينة في سورية إثر معارك عنيفة مع الجيش.

وهتف نازح آخر يدعى علي أحمد ادريس (41 عاماً) وهو سائق شاحنة سابق "شكراً للرئيس بوتين وللشعب الروسي على المساعدة التي تقدمها قواتهم"، مضيفاً "نأمل بإذن الله أن نتخلص من الإرهاب".

وتنفذ الطائرات الروسية المتمركزة في محافظة اللاذقية، معقل الأقلية العلوية التي يتحدر منها الأسد، ضربات جوية يومية دعماً للعمليات البرية التي تشنها القوات الموالية للنظام على الأرض.

وتقول موسكو أنها تستهدف تنظيم داعش ومجموعات "إرهابية" أخرى فيما تتهمها دول الغرب وفصائل مقاتلة باستهداف المجموعات "المعتدلة" أكثر من تركيزها على الجهاديين.

وقال محافظ اللاذقية ابراهيم السالم للصحافيين "تدخلت القوات الروسية لمساعدتنا على تسريع الانتصار العسكري"، مضيفاً "لكن الجيش السوري كان ينوي في مطلق الأحوال مواصلة عملياته لقتل الإرهابيين أو طردهم خارج سورية".

خلافات

وقلما يكترث النازحون للخلافات بين موسكو والعواصم الغربية حول الملف السوري، بل أن ما يهمهم هو حياتهم اليومية في المخيم.

وتقول سارة حسن المتطوعة في المخيم "الوضع هنا رديء، الكل سيقول لكم ذلك، لا شك أنه أفضل من العديد من مخيمات اللاجئين الأخرى، لكنه يبقى صعباً".

وأوضحت الطالبة في اختصاص الأدب الانكليزي في جامعة اللاذقية "انهم يعيشون في خيم حيث لا حمامات ولا مطبخ ولا مراحيض".

على الصعيد العسكري، تؤكد القوات السورية والروسية أنها أبعدت مقاتلي الفصائل عن محافظة اللاذقية لبضع عشرات الكيلومترات منذ بدء التدخل الروسي.

غير أن مقاتلي الفصائل استعادوا السيطرة خلال ديسمبر على تلة النوبة الاستراتيجية المطلة على طريق عام في هذه المحافظة، بعد يومين فقط من سيطرة القوات النظامية عليها.

وفي محيط مدينة حلب، تصطدم القوات الموالية للنظام بمقاومة شرسة من مقاتلي المعارضة ولا تسجل سوى تقدم محدود.

وفي مواجهة النزاع المستمر الذي أوقع منذ مارس 2011 أكثر من 250 ألف قتيل، يتمنى بعض نازحي المخيم أن تكثف روسيا تدخلها بارسال قوات برية.

ويقول ياسر ادريس "نريد العودة إلى ديارنا بأي وسيلة، لذلك نتمنى أن ترسل روسيا ما أمكنها من قوات".