بدون أي موعد، وبدون أي مناسبة، ذهب "صاحب ورئيس تحرير" صحيفة لبنانية إلى شواطئ مرسى مطروح المصرية ليجري مقابلة مع الكاتب والصحافي المصري محمد حسنين هيكل، لابد أن كل من يقرأها ويتمعن فيها، من الذين غزا الشيب مفارقهم، سيتذكر أن هذا الرجل كان عنوان مرحلة عربية بائسة أسست لهذه المرحلة الأكثر بؤساً منها، وتركت لهذه الأجيال الشابة باقي ما تبقى من احتلال إسرائيل لفلسطين كلها، والجولان، وسيناء حتى قناة السويس.
لم يقل هيكل في مقابلته هذه، إن هدف من أجراها، وهو: "صاحب ورئيس تحرير" الصحيفة اللبنانية المشار إليها التي بدأت "قذافية" وقومية، وانتهت طائفية ومذهبية, الترويج لإيران والدفاع عنها بعد توقيعها الاتفاق النووي، وبعد تمددها كل هذا التمدد في بعض الدول العربية.غريب عجيب فـ"الأستاذ", كما يصفه ويخاطبه "صاحبها ورئيس تحريرها", يرى, كما كان في خمسينيات وستينيات القرن الماضي, أن دول الخليج متخلفة، وأن العرب فُسَيْفساء دول، وأن الدول الخليجية أضعف من أن تشاغب على النووي الإيراني، وأن إيران مستهدفة، وأن "حزب الله" يقاتل في سورية للدفاع عن نفسه، وأنه غير تابع لإيران!!وبالطبع فإن هيكل, الذي لايزال, سياسياً وذهنياً, يتمترسُ عند مرحلة خمسينيات وستينيات القرن الماضي وصراعاتها وتناقضاتها, لم يوفر المملكة العربية السعودية من تحامله واتهاماته لها قبل أكثر من نصف قرن, وهذا يدل على أن هذا الرجل لا يعرف شيئاً عما يتم في هذه المرحلة التاريخية، وأنه لايزال يخيط بمسلة الأحقاد القديمة. والسؤال هنا هو: أليس من المفترض أن يصحح "صاحبها ورئيس تحريرها" لأستاذه معلوماته الخاطئة حول المملكة العربية السعودية والملك سلمان، و"حزب الله"، ونظام بشار الأسد، ودولة الولي الفقيه لو أنه لم يذهب إلى مرسى مطروح في الأساس مكلفاً باستنطاق محمد حسنين هيكل للدفاع عن إيران، وعن "حزب الله"، وعن نظام بشار الأسد، الذي تخلى عن الدفاع عنه حتى أقرب المقربين إليه من أقاربه وأخواله وأعمامه.ولأنه لا يزال يخيط بالمسلة القديمة نفسها، فإن هيكل تنبأ بغرق المملكة العربية السعودية في المستنقع اليمني، وأنه تحدث عن أن الرئيس جمال عبدالناصر كان قد ذهب إلى اليمن لمساندة حركة تحرر، والحقيقة أن الرئيس المصري الأسبق كان قد ذهب إلى هذا البلد العربي للتعويض عن خسارته لسورية بعد الانفصال وانهيار الجمهورية العربية المتحدة، وأنه هو من غرق في المستنقع اليمني، وأن الجيش المصري قد دُفع إلى حرب عام 1967 مع إسرائيل، وهو مستنزفٌ تماماً، وفي غاية الإعياء.. ويبقى هنا أن نقول لـ"صاحبها ورئيس تحريرها" لو أن هيكل نظر إلى إيران بعيون عربية, كما تقول, لكان رأى احتلالها للعراق وسورية، ولكان رأى تدخلها السافر في اليمن والبحرين ولبنان، وأيضاً في الوضع الفلسطيني.
أخر كلام
هيكل: أكاذيب وحقائق!!
24-07-2015