تحرص الكويت على متابعة التطورات والمستجدات العالمية في مجال التصدي للأمراض المزمنة غير السارية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والمنظمات العالمية ذات العلاقة.

Ad

تلقت وزارة الصحة كتاباً من الأمانة العامة للتخطيط يفيد بحذف برنامج الوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية من برامج الخطة الإنمائية للدولة.

واستغربت مصادر صحية مطلعة هذا القرار الذي وصفته بـ"الصاعق"، خصوصاً أن إعلان الكويت للتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية، والذي أصدره وزراء الصحة بدول مجلس التعاون في اجتماعهم بالكويت في يناير 2014 برئاسة وزير الصحة د. علي العبيدي، حمل عنوان "التصدي للأمراض المزمنة كأولوية تنموية"، ودعا هذا الإعلان دول مجلس التعاون إلى وضع التصدي للأمراض المزمنة غير المعدية ضمن الخطة الإنمائية لدول المجلس.

ردود فعل سلبية

وأحدث هذا القرار من جانب الأمانة العامة للتخطيط ردود فعل سلبية لدى "الصحة" حول مصير إعلان الكويت الصادر عن وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، ومصير الإدارة المرتقبة التي سعت الوزارة إلى استحداثها ضمن هيكلها التنظيمي، وهي إدارة الأمراض المزمنة غير المعدية، إلى جانب مصير اللجان المتعلقة بهذا البرنامج بـ"الصحة"، والتي تم تشكيلها برئاسة وكيل الوزارة د. خالد السهلاوي، باعتبار أن البرنامج يخضع لإشرافه شخصيا، ويحظى باهتمام الوزارة كأولوية تنموية رئيسية، تنفيذا لإعلان الكويت وقرارات منظمة الصحة العالمية.

واعتبرت المصادر أن هذا القرار المفاجئ أحدث صدمة داخل أروقة الوزارة، خصوصا أنه يتزامن مع استعداد "الصحة" لتقديم تقرير إلى الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية عن إنجازاتها في مجال الوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية.

 وكانت الوزارة تحرص على إبراز إدراج الوقاية من الأمراض المزمنة ضمن الخطة الإنمائية للدولة قبل صدور هذا القرار من الأمانة العامة للتخطيط بإلغاء البرنامج.

وأوضحت المصادر أن قائمة البرامج التي حذفتها الأمانة العامة للتخطيط من برامج وزارة الصحة تضمنت برامج الرعاية الصحية الأولية.

أولوية قصوى

الجدير بالذكر أن وزير الصحة د. علي العبيدي شدد في أكثر من مناسبة على أن وزارته تعتبر مكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية في مقدمة أولوياتها، لافتاً إلى ربط التصدي للأمراض المزمنة غير السارية بجميع المشاريع الأخرى. وأضاف أنه "عندما نتكلم عن الرعاية الصحية الأولية نذكرها لمكافحة هذه الأمراض، وعندما نتكلم عن الأدوية نتكلم عن جاهزية الأدوية للتصدي لها، وحينما نتناول المستشفيات القادمة والمشاريع نتكلم عن دورها وبنائها وتصميمها بحيث تساعد على التصدي لهذه الأمراض".

وشدد على أن الكويت تحرص على متابعة التطورات والمستجدات العالمية في مجال التصدي للأمراض المزمنة غير السارية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والمنظمات العالمية ذات العلاقة، وتبنيها لتوصيات وتوجيهات منظمة العالمية بشأن التصدي لهذه الأمراض.

وأوضح أن الكويت تبنّت إعلان الكويت للوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير السارية، بالتعاون مع المكتب الإقليمي لدول شرق المتوسط والمكتب التنفيذي بدول مجلس التعاون الخليجي، ووثيقة الكويت للتصدي للأمراض المزمنة "أولوية تنموية" في يناير 2014.

وقال إنه "منذ صدور الإعلان السياسي رفيع المستوى من الأمم المتحدة في سبتمبر 2011، شكلت وزارة الصحة لجنة عليا تضم قيادات الوزارات والجهات الحكومية وغير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، للمشاركة في دراسة وتحليل الوضع الحالي، ووضع الاستراتيجيات والبرامج الوطنية للتصدي للأمراض المزمنة وعوامل الخطورة ذات العلاقة ومتابعة تنفيذها على مستوى جميع الوزارات والهيئات الحكومية، بالإضافة إلى إدراج الوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير السارية ضمن برامج عمل الحكومة، لضمان رصد المستجدات بالنسبة لهذا الأمراض على مستوى الدولة".

ولفت إلى أن الأعباء المترتبة من انتشار هذه الأمراض وعوامل الخطورة ذات العلاقة تعد أحد أكبر التحديات التي تواجه خطط وبرامج التنمية الشاملة بالدولة، مما يستدعي تكثيف وتوحيد الجهود بين وزارة الصحة ووزارات الدولة وهيئات المجتمع المدني.