لايزال "الغزل" المتواصل بين "حزب الله" وتيار "المستقبل" محور المشهد السياسي اللبناني، حيث تسود حالة من الترقب والانتظار لمعرفة ما إذا كان هذا الغزل سيتحول الى أكثر من ذلك، ويترجم إما الى اتفاق على انتخاب رئيس أو الى قانون انتخابات، لإنهاء التعطيل الذي تعيشه البلاد.   

Ad

وفي خطابه الأول بعد تفجيري برج البراجنة واعتداءات باريس "الداعشية"، كرر الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، الدعوة الى عقد التسوية الشاملة، لافتا إلى أن "هذه التسوية لا شأن لها بالمؤتمر التأسيسي ردا على من اعتبرها كذلك".

وأعلن نصرالله موقف الحزب وقراءته للانفجارين اللذين استهدفا برج البراجنة. وقد بدا لافتا حرصه على وأد أي خطاب طائفي أو مذهبي من شأنه أن يزكي الفتنة السنية الشيعية، محذرا "الداخلين على الخط" لإذكاء الفتنة.

ولاقت مرونة نصرالله كلام رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري الذي أكد أن "البت بمصير الرئاسة هو المدخل السليم لتسوية تعيد إنتاج السلطة التنفيذية وقانون الانتخاب"، وقال عبر "تويتر" مساء أمس الأول إن "التضامن مع أهلنا في برج البراجنة في مواجهة ما تعرضوا له واجب أخلاقي ومسؤولية وطنية"، مؤكدا أن "وحدة اللبنانيين يجب أن تعلو فوق أي اعتبار وخلاف".

وشدد على أن "درء الفتنة عن لبنان يحتاج إلى قرارات مصيرية تجنب البلاد الذهاب الى الحروب المحيطة"، مضيفا أنه "لطالما نادينا بخريطة طريق بدايتها التوافق حول رئاسة الجمهورية"، ومؤكدا أن "البت بمصير الرئاسة هو المدخل السليم لتسوية تعيد إنتاج السلطة التنفيذية وقانون الانتخاب". ولفت الى "أننا ننظر بإيجابية لكل توجه يلتقي مع إرادة معظم اللبنانيين في إيجاد حل للفراغ الرئاسي".

ولم يفت نصرالله أن ينوه بجهود الأجهزة الأمنية، ولاسيما شعبة المعلومات التي نجحت في الكشف بسرعة عن الشبكة المتورطة، مشيدا بالتعاون الحاصل مع أجهزة الحزب، والذي أدى الى الكشف عن الشبكة المتورطة، واصفا الأمر بـ"الإنجاز الذي صان الداخل من الانهيار نحو الهاوية".

وكان نصرالله حدد في كلمته المتلفزة مساء أمس الأول أهداف التفجير بإثارة الفتنة والضغط على "المقاومة"، مشيرا الى أن "الفتنة تخدم مشروع الإرهابيين والتكفيريين، لأن مشروعهم تدمير الأوطان والمجتمعات، ويصرون على دفع لبنان الى الهاوية".

ودعا نصرالله الى "الإفادة من الجو الإيجابي والتعاطف الوطني الكبير بعد الانفجار لتسوية وطنية شاملة تطول رئاسة الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي وقانون الانتخاب"، لكنه استطرد مؤكدا أن "هذه التسوية لا شأن لها بالمؤتمر التأسيسي".

في سياق منفصل، أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، أمس، أن "شعبة المعلومات حققت إنجازاً استثنائياً بإلقاء القبض على كل الشبكة الانتحارية المسؤولة عن تفجيري برج البراجنة خلال 48 ساعة"، وكشف أن "التحقيق أثبت أن العملية كان مخططاً لها أن تحصل في مستشفى الرسول الأعظم، وكان من المنتظر وصول 5 انتحاريين". وشدد على أنه "انطلاقاً من هذا الإنجاز الاستثنائي لن نتوقف رغم التهديدات والأيديولوجيات الكافرة عن ملاحقة الإرهاب والإرهابيين من أي جهة أتوا ولأي سبب من الأسباب".

وأشار المشنوق، في مؤتمر صحافي خصصه أمس للحديث عن تفجيري برج البراجنة، بحضور المدير العام لقوى الأمن الداخلي إبراهيم بصبوص ورئيس شعبة المعلومات العميد عماد عثمان، إلى أن "الشبكة مؤلفة من 7 سوريين ولبنانييْن، والأحزمة جهزت في شقة ببرج البراجنة وأخرى بالأشرفية، وكان المخطط أن تتم العملية عبر 5 انتحاريين بعمليات منسقة ومتزامنة بنفس الموقع".

وعن الانتحاري في الشمال، قال المشنوق إنه "حاول تفجير نفسه بالقوى الأمنية خلال توقيفه، لكن عطلا طرأ على حزامه منعه من تنفيذ ذلك"، مضيفا: "كانت الخطة التي رسمت له تقتضي أن يفجر نفسه في جبل محسن، تزامنا مع تفجيري البرج".

وعن تفجيري برج البراجنة، أكد المشنوق أنه "جرى تحديد انتحاريين سوريين اثنين بتفجير الضاحية وانتحاري لبناني من الشمال ومهرب لبناني من البقاع الشمالي".

وقال إن اللبنانيين المتورطين لم يكن دورهما أساسيا وأن التخطيط كان للسوريين.

وتوجه الوزير الى القيادات اللبنانية بالقول: "لنهتم بالداخل ونجد الحلول، لأن أحدا لا يهتم بنا"، وأضاف: "لن تكون العملية الأولى ولن تكون الأخيرة، ولنا ثقة بكل القوى الأمنية. الاستقرار السياسي السبيل الوحيد لتحقيق الأمن في البلد".