أعلنت وزارة الداخلية المصرية مقتل 16 شخصا، وإصابة 3 آخرين، في هجوم انتقامي على ملهى ليلي بمنطقة العجوزة في محافظة الجيزة فجر أمس.

Ad

ونفت مصادر أمنية أن يكون الهجوم نتيجة عملية إرهابية من قبل عناصر تكفيرية، مؤكدة أن الحادث جنائي دافعه الانتقام، بعد مشاجرة بين عاملين في الملهى وبعض رواده.

وقالت "الداخلية"، في بيان، إن المعلومات الأولية أشارت إلى وجود خلافات بين العاملين في الملهى وآخرين، قاموا على أثرها بإلقاء زجاجات مولوتوف صوب باب الملهى، ما تسبب في اندلاع حريق بالملهى، مضيفة: "تم اتخاذ الإجراءات القانونية، وتكثف أجهزة البحث الجنائي جهودها لاستكمال التحريات وضبط المتهمين مرتكبي الواقعة".

وبينما أكد مصدر أمني أن قوات الشرطة حددت هوية اثنين من الجناة، قال شهود عيان إن خلافات ممتدة منذ عدة أيام بين العاملين وبعض رواد الملهى، أسفرت عن مهاجمة الأخير وحرقه، ما أسفر عن مقتل 16 شخصا، حرقا أو اختناقا بسبب الدخان، وأنهم رأوا شابين توقفا بدراجة نارية أمام الملهى، وكان بحوزتهما بعض زجاجات "المولوتوف"، واقتحما الملهى لتتعالى أصوات مشاجرة، قبل أن تندلع النيران من داخل الملهى، فيما لاذ الشابان بالفرار.

عنف وإرهاب

وتشهد مصر موجة من العنف منذ ثورة 25 يناير 2011، بعد مواجهات بين متظاهرين سياسيين وقوات الأمن، وعمليات إرهابية تمارسها جماعات تكفيرية، مستمرة في سيناء حتى الآن، وكانت السبب في تصاعد مخاوف المصريين من أن يكون حادث "العجوزة" نتيجة عمل إرهابي على غرار أحداث التسعينيات، عندما دأبت بعض الجماعات المتشددة على مهاجمة معالم سياحية وملاه ليلية ومحلات بيع شرائط فيديو.

من جانبه، قال الخبير الأمني اللواء فادي حبشي، لـ"الجريدة"، إن الحادث غريب على المجتمع المصري، ويستحق الدراسة لمعرفة أبعاده، خاصة في ظل العدد الكبير للقتلى، مطالبا بتكثيف الانتشار الأمني في محيط الملاهي الليلية.

توقيف شرطيين

وبعد ساعات قليلة من تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسي محاسبة من يخطئ في جهاز الدولة، أصدر المحامي العام لنيابات الأقصر المستشار أحمد عبدالرحمن قرارا أمس بحبس 4 ضباط من قسم شرطة الأقصر، 4 أيام على ذمة التحقيق، مع ضبط وإحضار 5 أمناء شرطة، لتورطهم جميعا في واقعة تعذيب المواطن طلعت شبيب، ما أدى إلى وفاته داخل قسم الشرطة.

وأكد تقرير الطبيب الشرعي أن القتيل تعرض لضربة في العنق والظهر أدت إلى كسر في الفقرات، نتج عنه قطع في الحبل الشوكي، ما أدى إلى وفاته، وعقب صدور التقرير، واجهت النيابة العامة الضباط المتهمين بنتائج التقرير، بينما تقرر ضبط وإحضار 5 أمناء شرطة متورطين في الواقعة.

وكانت قوة من قسم شرطة الأقصر ألقت القبض على شبيب (47 عاما)، أثناء وجوده في مقهى بمنطقة العوامية في الساعات الأولى من صباح الأربعاء قبل الماضي، وتم اقتياده إلى قسم الشرطة، حتى فوجئت عائلته بتلقيها نبأ نقله إلى مستشفى الأقصر الدولي جثة هامدة، ما أدى إلى مصادمات عنيفة بين الأهالي وقوات الشرطة، يأتي ذلك بعد الكشف عن عدة وقائع تعذيب أسفرت عن وفاة ثلاثة مواطنين داخل أقسام شرطة خلال أسبوع واحد.

الجلسة الأولى

في سياق منفصل، وبينما أعلنت اللجنة العليا للانتخابات النتيجة النهائية لجولة الإعادة في المرحلة الثانية الأخيرة من انتخابات مجلس النواب، مساء أمس، علمت "الجريدة" أنه تقرر عقد أولى جلسات المجلس النيابي قبل نهاية ديسمبر الجاري، على أن يسبقها إصدار السيسي قرارا جمهوريا بأسماء المعينين بالمجلس، وفقا لحقه الدستوري بتعيين 5 في المئة من إجمالي أعضاء المجلس المقرر بـ568 عضوا.

في الأثناء، ظهرت بوادر أول أزمة بين النواب الجدد والحكومة، عقب قبول وزير الشؤون القانونية ومجلس النواب مجدي العجاتي استقالة الأمين العام لمجلس النواب اللواء خالد الصدر، الذي تقدم بها أمس الأول.

وفي حين يتجه العجاتي الى تعيين المستشار في مجلس الدولة أحمد سعيد مكان الصدر، كشفت مصادر مطلعة لـ"الجريدة" أن 15 عضوا من البرلمان تقدموا بشكوى لرئيس الحكومة، اعتراضا على قبول استقالة الصدر.

وقال النائب عن قائمة "في حب مصر" مصطفى بكري إن اللواء الصدر استطاع خلال الفترة الماضية أن يحقق عددا كبيرا من الإنجازات، لافتا إلى أن العمل كان يسير داخل المجلس خلال وجوده دون معوقات.

في المقابل، قال مصدر في اللجنة العليا للإصلاح التشريعي بوزارة الشؤون القانونية إن العديد من الأزمات أثارها الصدر مؤخرا، تسببت في دخوله صداما مع العجاتي، بعدما استخرج الصدر كارنيهات النواب لعدد من أعضاء قائمة "في حب مصر"، قبل الموعد الرسمي، ما وضع العجاتي في حرج بالغ، الذي برر قبول الاستقالة بأن اللواء الصدر لا يحمل "ليسانس" في الحقوق، وهو شرط لتولي المنصب.