في خضم الجدل حول استضافة الدوحة مؤتمراً للمعارضة العراقية، سمّت قطر زايد الخيارين سفيراً فوق العادة لها في بغداد منذ نحو ربع قرن من القطيعة مع بغداد وإغلاق سفارتها بعد العدوان الصدامي على الكويت.

Ad

في أحدث مؤشر على تحسن العلاقات الخليجية- العراقية، أعلنت قطر أمس تعيين زايد سعيد راشد الكميت الخيارين سفيراً لها في بغداد، بعد 25 عاما من القطيعة الدبلوماسية.

وذكرت وكالة الأنبار القطرية أمس، أن "أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أصدر قراراً أميرياً بتعيين ثلاثة مبعوثين كسفراء فوق العادة ومطلقي الصلاحية لكل من جمهورية العراق ودولة الإمارات وبولندا"، مضيفة أن "القرار الأميري سيكون ساري المفعول اعتبارا من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية".

وكان وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، أعلن في 29 مايو الماضي، الاتفاق مع قطر على فتح سفارة لها في بغداد واستئناف العمل الدبلوماسي، مؤكدا ضرورة زيادة التعاون بين البلدين.

وكان وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية، زار بغداد في 28 مايو الماضي، في زيارة رسمية لبحث العديد من القضايا المشتركة مع المسؤولين العراقيين، في خطوة هي الأولى لمسؤول قطري للبلاد منذ عام 2003.

جاء ذلك، رغم تصاعدت انتقادات بعض الأطراف السياسية العراقية لقطر بعد عقد جهات معارضة للحكومة العراقية في الثالث من سبتمبر الجاري، مؤتمراً في العاصمة القطرية الدوحة، في حين تناولت مواقع وتقارير إخبارية حضور فرحان حسن، من قياديي الجيش الإسلامي، ونائب رئيس الجمهورية السابق المحكومة بالإعدام طارق الهاشمي، ووزير المالية السابق المطلوب للقضاء العراقي، رافع العيساوي، فضلاً عن تجار ورجال أعمال وقادة من الجيش العراقي السابق وحزب البعث المنحل.

إصلاحات العبادي

على صعيد آخر، أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أنه "مستمر بالإصلاحات وهناك حزم إصلاحية أخرى"، لافتا الى أن "هذه الإصلاحات ليست ضد أحد".

وشدد العبادي، في بيان صدر عقب اجتماعه بأعضاء مجلس محافظة صلاح الدين بحضور المحافظ، على ضرورة "عدم إدخال المواطن بالصراعات السياسية لأن المواطن من أولوياته توفير الأمن والخدمات والاحتياجات الضرورية لمعيشته"، مبينا أن "سوء استخدام الصلاحيات ليس من منهجنا، لأن المسؤول يجب أن يكون لجميع العراقيين".

وقال العبادي إن "محافظة صلاح الدين مثال طيب ويحتذى به من خلال عودة السكان الى مناطقهم بعد تحريرها من عصابات داعش الارهابية"، مؤكدا "أننا نعمل بجهود أبطالنا من أجل تصفية المحافظة من الإرهابيين". وشدد على أهمية "الا نعرض مناطقها للخطر مجددا من خلال تفعيل الجهد الاستخباري فيها"، مشيرا الى ضرورة "ألا تؤثر الخلافات السياسية على المحافظة وأن تكون الجهود موحدة في هذا الإطار".

المرجعية تجدد

في السياق، جددت المرجعية الدينية العليا في العراق بزعامة علي السيستاني أمس، مطالبتها للحكومة العراقية بملاحقة الفاسدين واسترجاع ما استولوا عليه من أموال بغير وجه حق.

وطالب معتمد المرجعية الشيخ عبد المهدي الكربلائي في مدينة كربلاء أمام مصلين خلال خطبة صلاة الجمعة، الحكومة العراقية "باستبدال المسؤولين ممن يثبت عدم كفاءتهم في أداء المهام بأشخاص آخرين يتميزون بالكفاءة والنزاهة والحرص على مصالح الشعب"، داعيا "الى أن يكون التغيير نحو الأفضل ووفق ضوابط مهنية بعيدا عن الانتماء الطائفي أو المناطقي أو العشائري، وأن تكون الإجراءات الاصلاحية بوتيرة أسرع تحقيقا لرضا الشعب".

الحشد يعلق

إلى ذلك، قال المتحدث باسم الهيئة التنظيمية للحشد المدني خضير اللامي، خلال مؤتمر صحافي في بغداد أمس الأول، إن "الحشد المدني سيعلق مشاركته في التظاهرات حتى إشعار آخر"، عازيا ذلك إلى "تلقي بعض قادة التظاهرات لدعم مالي من جهات خارجية وإصرارهم على عدم الاتفاق على مطالب محددة والتظاهر من أجل التظاهر والإصرار على رفع شعارات مسيئة للإسلام".

واتهم اللامي "أطرافاً خارجية بمحاولة لفت النظر عن الحشد الشعبي من خلال التظاهرات".

وتواصلت التظاهرات في بغداد وعدد من المدن العراقية أمس، جدد فيها المتظاهرون مطالبهم بإقالة الوزراء "الفاشلين" ومنددين بسوء الخدمات والفساد في المؤسسات الحكومية والقضاء، ومطالبين كذلك بإصلاح النظام السياسي وتوفير الخدمات.

طائرات روسية

إلى ذلك، أعلنت قيادة طيران الجيش العراقي عن وصول 4 طائرات قتال روسية جديدة، مشيرة إلى أنها "ستستخدم في تنفيذ عمليات نوعية فقط".

وقال قائد طيران الجيش الفريق الركن حامد المالكي، أمس، إن "الطائرات الروسية الـ4 تمثل الدفعة الثانية من الطائرات التي وصلت إلى البلاد، وفقا لعقد مبرم في وقت سابق مع روسيا"، لافتا إلى أنها "تتمتع بدقة عالية في تحديد الأهداف وتدميرها".

وأكّد المالكي أنه "خلال أسبوعين ستدخل هذه الطائرات ذات المواصفات الفنية المتقدمة، ساحة المواجهة مع التنظيم الإرهابي داعش، وستنفذ العمليات النوعية التي تناط بها".

(الدوحة بغداد ـــــ أ ف ب،ـ

د ب أ، رويترز، كونا)