وثيقة لها تاريخ : محكمة أربيل تحكم لمصلحة الكويتية فرحا بنت ناحوم اليهودية عام 1921
قصة أخرى من قصص اليهود في الكويت نجد تفاصيلها في وثيقتين تم تحريرهما في عام 1921، وتتناولان قضية امرأة يهودية تعيش في الكويت مع أسرتها. الوثيقة الأولى تفيد بأن المرأة، واسمها فرحا بنت ناحوم، توفي عنها زوجها قبل ثلاثة أعوام، ومنذ وفاته ليس لها معيل في الكويت، مما اضطرها إلى الكتابة للمعتمد البريطاني تطلب منه التدخل في مشكلتها لكي تحصل على مساعدة شهرية من عم أبنائها، الذي يسكن في إحدى المناطق العراقية. تقول الوثيقة: "حضرة جناب الاكرم الافخم بهي الشيم بولتكل اجنت الدولة البهية القيصرية الانكليزية بالكويت، وبعده نعرض لحضرتكم اني انا يا فرحا بنت ناحوم يعقوب ارويلي وساكنا في الكويت وعندي ولدين وبنت وزوجي متوفي واليوم ثلاثة سنين ساكنة في الكويت بدون عيشة والاولاد صغار ولم قادرين للشغل والان اطلب النفقة لاجل الاطفال من عمهم اخ ابوهم الذي ساكن في بلد ارويل واسمه هارون بن يعقوب شالوم واطلب من فضل الله ومن فضلكم ان عمهم اخ ابوهم يجري لهم معاش شريا ويرسلها لهم بالكويت واشكر فضلكم ودمتم.
كويت في 6 سبتمبر 1921 الداعية فرحا بنت ناحوم يعقوب في الحقيقة، حاولت أن أعرف المزيد عن تاريخ هذه العائلة اليهودية، ولماذا قدمت إلى الكويت؟ وأين كانت تسكن؟ وماذا كان يعمل معيلها؟ لكنني لم أتوصل إلى معلومات، سوى ما ذكرته فرحا في رسالتها من أنها تعيش في الكويت وزوجها توفي قبل ثلاث سنوات ولها منه ولدان وابنة واحدة، ربما مازال بعضهم على قيد الحياة.ويبدو أن الأمر قد تم عرضه على محكمة عراقية في مدينة أربيل، واتخذ القاضي قراراً تم توثيقه في مراسلات المعتمدية البريطانية يدعو إلى إلزام هارون (عم الأولاد) بدفع أربعمئة قران لفرحا وأولادها، وقامت المحكمة بتحصيل مبلغ 125 روبية لصالح فرحا. هذه المعلومات وردت في الوثيقة الثانية التي كان عنوانها "ملحوظة مكتبية" ((Office Note هذا نصها:"المستدعية من ملة اليهود فرحة بنت ناحوم لأولادها الصغار الذين تحت وصايتها لهم من والدهم الفين قران من قبل محكمة الشرعية ارهنو بيت عمهم هارون بن يعقوب عطار مقابيل تلك الدراهم وبالشهر عشرين قران اجروا البيت على هارون المتراكم عليه اجرة عشرين شهر اربعماية قران واستحصلنا من المبلغ ماية وخمسة وعشرين ربية من المبلغ الى المستدعية فرحة الساكنة بالكويت وبواسطة خزينة اربيل ترسل لها حوالة ولازم ينبغي تأمرون ترسل لدائرة الخزينة حوالة وعلم ... الى المحكمة.21 حزيران 1921 قاضي اربيل محمد رشيد"الجميل في هذه القصة أن "الحق ما يضيع" كما نقول، ولو كان في وقت مثل ذلك الوقت، أي قبل مئة عام، حيث التواصل من بلد إلى بلد أمر صعب جداً ومكلف جداً، ومع ذلك تقوم المعتمديات البريطانية بتسهيل احتياجات الناس وتنشغل في مشاكلهم، ويتم التوصل إلى حل للمشكلة وإعادة الحق إلى أهله ولو كان ليهودي في الكويت. السؤال المتبقي هو أين الأبناء الثلاثة لفرحا بنت ناحوم اليوم؟ هل ما زالوا أحياء؟ وهل يعرفون أي شيء عن هذه القصة المرتبطة بهم؟