بات مصير ائتلاف "دعم مصر" مهدداً بالتفكك، بعدما استمر نزيف الانسحابات الحزبية منه، وكان آخرها انسحاب حزب "الوفد"، مساء أمس الأول، في حين تعززت حالة الانقسام التي تضرب صفوف جماعة "الإخوان"، باستقالة 4 قيادات من مكتب "إخوان الخارج" الذي يتخذ من تركيا مقراً له.
يبدو أن فرص القائمين على الائتلاف البرلماني "دعم مصر"، الذي يستهدف تكوين أغلبية برلمانية، باتت في مهب الريح، بعدما استمر نزيف الانسحابات من الائتلاف المتهم بممارسة ضغوط عبر قيادات أمنية لإجبار نواب على الدخول فيه.حزب "الوفد" ـ أقدم الأحزاب الليبرالية ـ والحاصل على 45 مقعداً برلمانياً، كان آخر المنسحبين من الائتلاف، أمس الأول، على الرغم من أنه كان من أكثر الأحزاب تحمساً للفكرة، لكن رئيس "الوفد"، السيد البدوي، قال إن الهيئة العليا قررت رفض الانضمام للائتلاف.كان حزب "مستقبل وطن"، المدعوم من رجال أعمال، والذي حصل على 50 مقعداً برلماناً، سبق "الوفد" بساعات، في إعلانه عدم مشاركته في الائتلاف، إلى جانب رفض حزب "المصريين الأحرار" الانضمام للائتلاف منذ البداية. وقال رئيس "مستقبل وطن"، محمد بدران، في مؤتمر صحافي أمس الأول، وهو يرفع صورة للرئيس عبدالفتاح السيسي، إن "الحزب لن يسمح لأي فريق أو جماعة بالاستحواذ على مجلس النواب".محاولات إنقاذوعكست التحركات الأخيرة لعدد من النواب مدى حرصهم على الحفاظ على ائتلاف "دعم مصر"، حيث طرح النائب البرلماني، مصطفى بكري، مبادرة "لم الشمل" لإنقاذ الائتلاف، وقال إنه أجرى اتصالات مع قيادات حزبي "مستقبل وطن" و"الوفد"، واستمع لوجهة نظرهم.من جانبه، قال الأمين العام لحزب "المؤتمر"، أمين راضي، إن حزبه لم ينضم حتى الآن لائتلاف "دعم مصر"، حيث لم يعرض عليه المشاركة في الائتلاف، لافتاً إلى أن الحزب ستكون له هيئته البرلمانية المستقلة في المجلس، في حين أشار نائب رئيس حزب "حماة الوطن"، اللواء محمد الغباشي، إلى أن حزبه لم يحسم موقفه من الانضمام لـ"دعم مصر" حتى الآن.عضو المكتب السياسي في حزب "التجمع"، حسين عبد الرازق، قال إن السبب وراء الانسحابات من ائتلاف "دعم مصر"، هو عدم امتلاكه برنامجا أو رؤية سياسية، في حين استبعد الباحث في النظم الانتخابية بمركز "الأهرام"، يسري العزباوي، أن يكون انسحاب أكبر ثلاث كتل حزبية من الائتلاف سيؤثر على إكمال خطته، لافتا لـ"الجريدة" إلى أن "النواب المستقلين هم من يمثلون أغلبية المجلس".جلسة إجرائيةفي السياق، ومع قرب انعقاد الجلسة الإجرائية الأولى لمجلس النواب، المتوقع أن تكون في 28 الجاري، علمت "الجريدة" أن البرلمان الجديد سيبدأ أولى جلساته باللائحة القديمة، لانتخاب رئيس المجلس والوكيلين ورؤساء اللجان النوعية، ومن المقرر أن تبدأ أولى الجلسات بكلمة للحكومة يُلقيها وزير الدولة للشؤون البرلمانية مجدي العجاتي.وحسب البيانات التي أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات، من المقرر أن تبدأ الجلسة الأولى برئاسة د. آمنة نصير، أكبر الأعضاء سناً، (76عاما)، وبجانبها أصغر عضوين، هما مصطفى الطلخاوي، 26 عاما ونهى الحميلي، ٢٥ عاماً.إخوان الخارجإلى ذلك، عمقت استقالات أعضاء من "مكتب إخوان الخارج"، الذي يتخذ من تركيا مقراً له، ويترأسه أحمد عبدالرحمن، جراح جماعة "الإخوان"، التي تعاني خلافات بين من يُطلق عليهم "صقور الجماعة" المعروفة بـ"مكتب لندن"، من جهة، ويمثلهم النائب الثاني للمرشد محمود عزت، والأمين العام للجماعة محمود حسين، والمجموعة التي يُطلق عليها "مكتب إخوان الخارج" في أنقرة، من جهة ثانية.استقالة الأعضاء الأربعة جاءت مُسببة إلى رئيس اللجنة الإدارية العليا، لمكتب "إخوان الخارج"، حيث رفض المُستقيلون، العمل غير المؤسسي للمكتب، قائلة إنه "يخالف لوائح الجماعة وأعرافها".من جانبه، وفي أول رد فعل على الاستقالات، قال مكتب "إخوان الخارج" إنه اتخذ ما يلزم من خطوات لتدارك الأزمة، وقال في بيان رسمي له، أمس: "تمنينا من الإخوة المستقيلين الاستمرار في أداء دورهم وعدم الزج بالإعلام طرفاً في الشأن الداخلي".مدير مركز دراسات "الإسلام السياسي"، مصطفى حمزة، اعتبر الخلافات داخل تنظيم الإخوان "وهمية"، قائلا إن "الجماعة تعمل باستراتيجية يد تقتل وأخرى تستنكر القتال".من جانبه، اعتبر القيادي الإخواني المنشق، سامح عيد، الأزمة جزءاً من الصراع على قيادة التنظيم، وقال لـ"الجريدة" إن هناك إجماعا يضم أكثر من جهة على التهدئة بين الجماعة والدولة، ومن بين هذه الجهات الإخوان والنظام ودول أوروبية وعربية، مستبعدا أن يقبل "مكتب تركيا" بالتهدئة.تهديد «الإسعاف»على صعيد آخر، وبعد ساعات من نجاة حكمدار أمن محافظة شمال سيناء، من محاولة اغتيال، تبناها تنظيم ما يعرف بـ"ولاية سيناء"، هدد التنظيم في بيان له أمس العاملين في مرفق الإسعاف في محافظة شمال سيناء، كونهم يسرعون لإسعاف المصابين ممن سموهم "معاوني الطواغيت" (في إشارة إلى رجال الأمن من الجيش والشرطة).وحذر التنظيم العاملين في مرفق الإسعاف، وطالبهم بالامتناع عن نقل أي مصابين من قوات الأمن، لأنهم سيظلون هدفاً للتنظيم.سياسياً، أصدر السيسي قراراً جمهورياً بتعيين 5 نواب لوزراء التعليم العالي والتربية والتعليم والصحة والمجتمعات العمرانية والاتصالات، في حين اجتمع الرئيس، أمس الأول، بمساعده للمشروعات القومية والاستراتيجية، إبراهيم محلب، ووزير النقل سعد الجيوشي، لبحث المشروعات القومية الخاصة بتطوير شبكة الطرق والموانئ.
دوليات
«دعم مصر» يتفكك... والاستقالات تشق «إخوان الخارج»
22-12-2015