في المرمى: هي فوضى
"ما هو واضح هو أن الفيفا في حالة من "الفوضى"... هكذا وصف رئيس الاتحاد الانكليزي كريغ ديك الوضع في الاتحاد الدولي لكرة القدم، بعد أن أصبح لا يكاد يمر يوم عليه دون فضيحة فساد جديدة تجعل من سابقتها مجرد "لعب عيال"، حتى غدا المتابع لا يستغرب ورود وانكشاف مشاركة أي اسم له علاقة بالاتحاد الدولي في القضايا المطروحة، أو تلك التي لم يُكشَف عنها اللثام أو حتى لم تكتشف بعد.وما يهمنا هنا في المقام الأول بالتأكيد ليس الفوضى التي يتحدث عنها السيد ديك أو القضايا ونوعياتها أو الأرقام والمبالغ التي تحتويها، فالفساد المستشري في هذا الاتحاد إلى جانب اللجنة الأولمبية الدولية أمر بالنسبة لنا لم يخالطه الشك يوماً، لكن المهم هو كيف يتجرأ مسؤولو هذا الاتحاد، وبكل وقاحة وقلة حياء واحترامٍ "هم لا يستحقونه بالتأكيد وليسوا أهلاً له" على تهديد الكويت بالإيقاف إذا لم تتوافق قوانينها المحلية مع الميثاق الأولمبي والنظام الأساسي للاتحاد الدولي، وضمان عدم التدخل الحكومي في عمل الاتحاد الكويتي للعبة؟ والمصيبة أن بعضاً من هؤلاء غارقون حتى آذانهم في الفساد، والبعض الآخر إما حليف استراتيجي لا يتوانى للحظة عن دعم زملائه وأصدقائه معنوياً على الأقل إن لم يكن أكثر من ذلك، أو أنه صامت "وأحياناً يشتغل على الهزاز" عن كل ما يجري ويدور حوله، أقول إن المصيبة أنهم يطالبون حكومة دولة الكويت بضرورة احترام اللوائح والقوانين المنظمة لعمل الاتحاد الدولي واللجنة الأولمبية الدولية، وهم أكبر وأول من عبث ومازال يعبث، وإذا قدر له الاستمرار في منصبه فسيعبث ويعيث فساداً بكل اللوائح والأنظمة، ليملأ جيوبه وجيوب مَن معه ويدور في فلكه أو يعاونه.
سنوجه سؤالاً واحداً إلى من ابتليت بهم رياضتنا المحلية ولمن لا يتوانون بل و"يتعمدون مع سبق الإصرار والترصد" ولنضع ألف خط تحت هذه الجملة، في أحيانٍ كثيرة، إلحاق الضرر بالكويت مقابل مصالحهم واستمرار سيطرتهم على الوضع الرياضي، نسألهم: من أين تريدون وبمن نبدأ؟ ببلاتر الذي يذكرنا بشخصية "العراب العجوز"؟ والذي حاول أن يكون خارج دائرة الشك والمساءلة القانونية رغم أنه يشرف على كل شيء ويشارك في كل حدث، حتى جاء الوقت ووقع في نفس الشرك الذي كان ينصب مثله لمنافسيه أو مناوئي سياساته، وأصبح اليوم في موقع الاتهام؟أم ببلاتيني نجم كرة القدم العالمية الذي يترأس أنشط وأقوى الاتحادات القارية، وحاول دائماً أن يسوق نفسه في صورة الرجل النزيه؟ إلا أنه في كل قضية يدور حولها اللغط تجد له موقعاً واسمه يلمع في وسطها، ولعل آخرها ما يتم التحقيق فيه حالياً بحصوله على مبالغ طائلة من "العجوز" أنكرها بداية، ثم أقر بها وحاول أن يجد لها مبرراً؟أم تريدون قبل أن ننتهي أن نعرج على السيد جيروم فالكه السكرتير العام الموقوف؟ الذي يتولى توزيع العطايا والهبات، وقد نكتشف لاحقاً أنه مفتاح كل قضايا فساد بلاتر وغيره في "الفيفا"؟ هؤلاء يا سادة هم بعض "ربعكم" غير المحترمين وسيرتهم العطرة التي تزكم الأنوف، والتي تضرب بأطناب الهيئة الحاكمة لكرة القدم في العالم، فأبسط قضاياهم بيع تذاكر بأسعار مضاعفة عن قيمتها الحقيقية بقصد التربح غير المشروع، وأقلها وطأة الحصول على رشاوى وتنفيع، وغير ذلك الكثير، ورغم ذلك فأنتم لا تخجلون أن تسمحوا لهم بأن يهددوا دولتكم ويحذرون وبكتب رسمية من العقاب إذا لم نخضع لشروطهم ونلتزم بما يريدون أو لنَقُل بما تريدون أنتم.لكن المطلوب هذه المرة أن يأتي الرد عليكم من السلطة التي تجرأتم عليها، فتصرفاتكم المكشوفة وضعتها على المحك الآن، فإما أن تنتصر لمبادئ وقوانين وهيبة الدولة أو أن تتنازل عنها لكم ومن خلفكم مجموعة من الفاسدين واللصوص، فلا حل آخر، ولا يوجد طريق ثالث اليوم، فنحن أمام مفترق طرق وعلى كل أن يختار. يا أبيض.. يا أسود لا مجال لمنطقة رمادية وأنصاف حلول.بنلتيقلناها مراراً وتكراراً، حجة التدخل الحكومي وُضِعت لتستخدم بمزاجية والغرض الأساسي منها حماية مجالس إدارات الاتحادات في بعض الدول من المحاسبة الحكومية الفعلية، والدليل أن "بلاتر وربعه" ومن يهددنا بالإيقاف "من شلة رعاية فساد الفيفا" بحجة التدخل الحكومي يقبل اليوم بتدخل السلطات الأميركية والسويسرية والتحقيق في أدق تفاصيل عمله ولسنوات طويلة مضت، بل ويعلن "وعينه مكسورة" عن استعداده التام للتعاون معهم، لأنه يعي تماماً أن "الجماعة هناك يعرفون يستخدمون العين الحمرا وما عندهم غشمرة".