تنطلق فعاليات مؤتمر السرد العربي في المنتدى الثقافي المصري بحي غاردن سيتي في قلب العاصمة المصرية، اليوم 25 أكتوبر، بحضور نخبة من كبار المثقفين في العالم العربي، وقررت اللجنة المنظمة لهذا الحدث الثقافي أن يرأسه كل من الدكتورة سامية خضر، رائدة الدراسات الاجتماعية، والدكتور حسام عقل، أمين عام المؤتمر.

Ad

وقال الناقد الأدبي حسام عقل إنه تم إطلاق اسم الراحلة رضوى عاشور على دورة هذا العام، باعتبارها صوتاً أنثوياً منحازاً إلى الثورة منذ انطلاقتها، إلى جانب انحيازها إلى القضايا العربية، وتعبيرها المدوّي في الآفاق عن هموم المرأة العربية عموماً والمصرية خصوصاً، مشيراً إلى أن المؤتمر يستهل فعالياته هذا العام بمعرض للفن التشكيلي لكل من الفنانة زينب منهى، والدكتورة سهير عثمان، فضلا عن معرض الرسوم الكاريكاتورية لعدد من شباب المبدعين، ويعقب ذلك عرض {داتا شو} قصير يصور جوانب من السيرة الذاتية للراحلة الكبيرة رضوى عاشور، فضلاً عن جوانب تطور تجربة ملتقى السرد منذ انطلاقه قبل ثلاث سنوات.

وذكر أن هدف الملتقى الوصول إلى الجمهور الحقيقي للرواية والقصة، مشيراً إلى أن عدد النقاد يتقلص، ما يشكِّل أزمة نقدية، ويدعو إلى ضرورة تدارك هذا القصور في الساحة النقدية، مؤكداً أنه لا يتم احتضان تيار بعينه على حساب آخر، ولكن ثمة تنوع في الحركة القصصية في الملتقى، وتنوع في اختيار أجيال الكتاب، إذ يجري اعتماد منهج أقرب إلى الأكاديمية، ولا يتم تدليل الكاتب مطلقاً، وفي الوقت ذاته لا يحمل الملتقى معولاً ضد إبداعاته.

يضم المؤتمر جلستين نقديتين تحمل الأولى عنوان {مقاربات نقدية للإبداع النسوي}، يرأسها حسام عقل، يتحدث فيها كل من الدكتور محمد عليوة، رئيس قسم النقد بكلية دار العلوم، والدكتورة عايدة جمعة، أستاذ النقد بجامعة 6 أكتوبر، والناقدة فاتن فاروق، عن عدد من النصوص القصصية للمرأة المصرية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير.

المرأة ساردة

تحمل الجلسة النقدية الثانية عنوان «المرأة ساردة ومسروداً عنها»، يترأسها الدكتور أحمد فؤاد، ويقدم فيها الدكتور عادل ضرغام، أستاذ النقد بجامعة الفيوم، والناقدة رانيا مسعود، والروائية عبير عبد الله بحوثاً نقدية حول المرأة مبدعة وشخصية مركزية في عدد من النصوص السردية، كذلك تعقب ذلك فقرة لتكريم عدد من المبدعات في مجالات الرواية والقصة القصيرة والسيرة الذاتية، والفن التشكيلي والدراما، والإعلام وإدارة النشاط الثقافي، ومنحنهن شهادات التقدير والتميز ومن بين المكرمين، المخرجة الكبيرة إنعام محمد علي، والروائية فوزية مهران، والدكتورة ضحى عاصي، والفنانة التشكيلية زينب منهى، فضلاً عن عدد كبير من المبدعات من مختلف الأعمار وأجيال الكتابة الروائية والقصصية المختلفة.

ويختتم المؤتمر فعالياته بأمسية شعرية يديرها منسقا النشاط الشعري الشاعر السعيد عبد الكريم، والشاعر عبد الله الشوربجي، وتحفل الفعاليات بعدد كبير من الشعراء من مختلف الأعمار والأقاليم.

يذكر أن المؤتمر عقد دورته الأولى حول رحيل غابرييل غارسيا ماركيز، وأثره في المبدعين المصريين، وتتسم الدورة الثانية هذا العام بمزايا عدة منها فتح ملف إبداع المرأة المصرية سردياً في السنوات الخمس الأخيرة، بكل أطيافه وتياراته، لتتسع دائرة النشاط ليشمل مجالات أخرى كالدراما والفن التشكيلي، وتميز المرأة المصرية في مجال إدارة النشاط الثقافي، إلى جانب الانفتاح على الأقاليم، حيث يشارك مبدعون ونقاد من الصعيد ومدن القناة.

رضوى في سطور

ولدت الكاتبة الراحلة والشاعرة والأديبة رضوى عاشور، في 26 مايو 1946 في القاهرة ودرست الأدب الإنكليزي. حصلت على الماجستير في الأدب المقارن من جامعة القاهرة عام 1972، ونالت دكتوراه من جامعة ماساتشوستس في الولايات المتحدة عام 1975، وعملت بالتدريس في كلية الآداب بجامعة عين شمس، كذلك عملت أستاذة زائرة في جامعات عربية وأوروبية.

في 1977، نشرت أول أعمالها النقدية، {الطريق إلى الخيمة الأخرى}، حول التجربة الأدبية لغسان كنفاني، وفي 1978، صدر لها بالإنكليزية كتاب {جبران وبليك}، وهي الدراسة النقدية، التي شكلت أطروحتها لنيل شهادة الماجستير سنة 1972.

صدر لها الكثير من الأعمال منها {حَجَر دافئ (رواية)، {خديجة وسوسن} (مجموعة قصصية)، سراج (رواية)، غرناطة (الجزء الأول من ثلاثية غرناطة)، مريمة والرحيل (الجزءان الثاني والثالث من الثلاثية)، أطياف (رواية)، تقارير السيدة راء (نصوص قصصية)، قطعة من أوروبا (رواية)، الطنطورية (رواية)، وكتبت رضوى عاشور أعمالا تنتمي إلى السيرة الذاتية، منها كتاب {الرحلة.. أيام طالبة مصرية في أميركا، إضافة إلى {تقارير السيدة راء}.  

أما آخر أعمالها فقد كان سيرة ذاتية لمراحل حياتها، بعنوان {أثقل من رضوى}.

 كذلك حصلت رضوى على الجائزة الأولى من المعرض الأول لكتاب المرأة العربية عن ثلاثية غرناطة 1995، وكانت ضمن مجموعة من 12 أديباً عربياً تم تكريمهم، على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2003، إضافة إلى حصولها على جائزة قسطنطين كفافيس الدولية للأدب في اليونان، وجائزة تركوينيا كارداريللي في النقد الأدبي في إيطاليا عام 2009، وجائزة بسكارا بروزو عن الترجمة الإيطالية لرواية {أطياف} في إيطاليا عام 2011، وقد كان آخر جوائزها: جائزة سلطان العويس للرواية والقصة 2012.