أكَّد أستاذ الفلسفة الإسلامية في جامعة القاهرة الدكتور محمد السيد الجليند، أن المسلمين اليوم بحاجة إلى ثورة لتصحيح المفاهيم المغلوطة في خطابنا الديني المعاصر، لأنها مدخل طبيعي للإصلاح الاجتماعي والسياسي للأمة الإسلامية. وقال في حواره مع {الجريدة» إننا بحاجة ماسة إلى إجراء مراجعات نقدية لمكونات العقل المسلم المعاصر لتحديد أوجه الخلل، وتنقية الكتب الدينية التي علقت بها اجتهادات من الماضي لم تعد تواكب عصرنا، مطالباً بتهيئة البيئة النفسية والمناخ الفكري الصالح لعلماء الأمة ومفكريها كي يشغلوا أنفسهم بوضع خطاب ديني عصري يواكب مستجداتنا وواقعنا المعاش، وإلى نص الحوار.

Ad

كيف ترى واقع الخطاب الديني اليوم؟

قضية تجديد الخطاب الديني مشكلة كبرى تعانيها الأمة الإسلامية في وقتنا الحاضر، وربما امتدت هذه المشكلة إلى ثلاثة أو أربعة قرون مضت. فمنذ القرن الثامن عشر والعالم يعيش الإسلامي  حالة من التأزم واللاوعي في حركة التاريخ، بعيداً عن فهم السنن الإلهية. إنها مشكلة الخلل الواقع في مسيرة الأمة، خلل أبعدها تماماً عن الإسهام في صناعة التاريخ.

شغلت هذه القضية عقول المفكرين والنابهين من أبناء الأمة شرقاً وغرباً، وتساءل كثيرون منهم عن الأسباب التي أدت إلى هذا الواقع المتأزم. ولو تتبعنا تاريخ المنطقة خلال القرون الثلاثة الأخيرة وقرأناه بعيون عربية وإسلامية سنجد محاولات كثيرة قام بها مفكرون كبار بقصد تصحيح المسيرة وعلاج هذا الخلل منذ أيام الكواكبي، وعبدالله النديم، مروراً بحركة الإحياء الديني على يد محمد عبده والأفغاني في مصر، وابن باديس وعبدالقادر الجزائري في شمال إفريقيا، واستمر صداها في مصر على يد رشيد رضا وشيوخ الأزهر أمثال المراغي وشلتوت. والكل ينادي بالإصلاح الديني كمدخل طبيعي للإصلاح الاجتماعي والسياسي، كما جسد ذلك محمد عبده في منهجه في الإصلاح.

ثورة دينية

هل نحن بحاجة فعلاً إلى ثورة دينية كما ينادي بها البعض؟

نحن اليوم بحاجة إلى ثورة لتصحيح المفاهيم المغلوطة في أذهان الشباب، لأن تصحيح المفاهيم هو المدخل الطبيعي لتصحيح السلوك، وعلاج المشكلات في الواقع، لذا الواقع يتطلب تصحيح المفاهيم المغلوطة في عقول الشباب التي أفرزت لنا تطرفاً في السلوك، وغلواً في الأحكام، وأثارت كثيراً من الشكوك والشبهات حول القيم الكبرى التي يتميز بها الإسلام في صفاته ونقائه من التسامح مع المخالف، ونشر روح المودة والأخوة وصيانة المقاصد الشرعية وحرمتها، مثل حرمة النفس والمال والعقل والدين والعرض. فإن لم تُصحح المفاهيم المغلوطة لن يصح الاعتقاد، وما لم يصح الاعتقاد لن يصح السلوك، وتلك مسؤولية العالم قبل الحاكم. لذا نتساءل اليوم حول أسباب هذا الواقع المتأزم... هل هي اقتصادية أم اجتماعية أم سياسية؟ هل هي مخلفات الاستعمار في كل بلد حل فيه؟ أم هي أسباب دينية نتيجة خلل في فقه النصوص وفقه الواقع!

نحن بدورنا نتساءل: هل مشكلة تجديد الخطاب الديني تكمن في مكونات العقل المسلم المعاصر؟

تتطلَّب الإجابة عن هذا السؤال منا البحث عن مكونات العقل العربي المسلم المعاصر، أقصد المكونات الثقافية والدينية، وعلاقة ذلك بالإسلام في عقيدته السمحة وفي نقاء نصوصه التشريعية بعيداً عن المذهبية والطائفية التي أفرزت لنا هذا الواقع الذي نشكو منه.

 ولا بد من إعادة النظر في أنماط التفكير التي تأسست عليها بنية العقل المسلم المعاصر، وإعادة قراءة التاريخ السياسي والاجتماعي والثقافي الذي كوَّن هذه البنية العقلية، حتى نقف على العناصر التي ينبغي أن نتخلَّص منها في مناهجنا الدراسية والإعلامية والثقافية، ونتعرف أيضاً إلى عناصر القوة الضرورية التي نحتاج إليها في إعادة صياغة العقلية الإسلامية المستقبلية للأمة. فنحن من جانبنا لا ندعي أن ما نشير إليه من عناصر هي علامات قد تضيء لصاحب القرار، وإن شئت فقل شمعة تنتظر من يضيف إليها ليزداد النور نوراً، ويتضح الطريق أمام أصحاب القرار.

مراجعات نقدية

هل العقل المسلم اليوم بحاجة ملحة إلى مراجعات نقدية؟

نعم، نحن في أمس الحاجة إلى مراجعة نقدية لمكونات العقل المسلم تكشف لنا عن أوجه من الخلل متعددة الجوانب أصابت مناهجنا الدراسية بالركود والجمود، ما انعكس أثره على عقلية الأمة، فأصابها بشيء من السكون إلى الواقع والرضا به والالتفاف حوله ورفض تجاوزه، لذا فالقضية تحتاج منا إلى إعادة نظر ومراجعة كل ما يتعلق بشؤون الحياة المتغيرة والمتطورة، كذلك ينبغي أن نفرق في السياق بين ما اتفق عليه بأنه ثابت لا يتغير من مسائل الأصول وثوابت العقيدة، وذلك الذي يحتاج منا إلى مراجعة لضرورة التجديد والتغيير حسب تجدد الظروف ومستحدثات العصر من مشكلات وقضايا تفرض بطبيعتها البحث عن حلول ومواجهة، لأنها لم تكن موجودة في عصر التأليف والتأسيس للعلوم الإسلامية، كذلك الأمر بالنسبة إلى بعض القضايا التي ورثناها في تراثنا وجعلناها ركناً أساسياً في مناهجنا الدراسية فإنها تحتاج أيضاً إلى مراجعة، لنتخلص من المسائل التي نشأت تحت ظروف تاريخية معينة، وأصبحت تمثل عبئاً ذهنياً على المعلم والمتعلم، وانتهت ظروفها التاريخية ومناسبتها الثقافية. فقد حدثت أمور وظهرت إشكالات ثقافية لم تكن موجودة، ينبغي أن تأخذ مكانها وتحتل مكانتها في مناهجنا الدراسية، كما فعل الأقدمون تماماً بقضايا ومشكلات عصرهم.

خلل فقه الاعتقاد

يعاني المسلمون اليوم إشكالية الخلل في فقه الاعتقاد. كيف ترى هذه الأمور؟

أحد الأمور التي كان لها دور كبير في واقع الأمة الإسلامية هذا الخلل الخطير الذي أصاب الأمة في فهم عقيدتها، واختزال هذه العقيدة في مجرد ترديد الشهادتين وإقامة الشعائر الدينية دون ترجمة لهذه العقيدة ولمفرداتها إلى واقع عملي يعيشه المسلم في صباحه ومسائه. ورأينا كيف اقتصر حظ المسلم من دينه على هذه الأمور النظرية والمظهرية معاً، من دون أن تملأ هذه العقيدة على المسلم حياته كلها فتشغل قلبه وتحرك جوارحه تحت مظلة الاعتقاد الصحيح علماً وعملاً، واعتقاداً وسلوكاً، على نحو ما كان عليه المسلمون يوم أن سادوا نصف الكرة الأرضية في أقل من قرنين من الزمان. لذا فإن العقيدة ودورها في نهضة الأمم سنة من سنن التاريخ، وعليك أن تدور بناظريك في الحضارة الإنسانية قديمها وحديثها، فلا تجد أمة نهضت وقامت لها حضارة إلا كان الدافع إلى ذلك هو اعتقاد أبنائها، فلا تجد أمة بلا معبد تمارس فيه شعائرها، ولا تجد أمة على وجه الأرض إلا وتعتز بعقيدتها وتموت دونها.

لكن الحظر لمن يغتر بالقول الذي يردده البعض عن الحضارة الأوروبية أنها حضارة علمانية لا دين لها ولا عقيدة، فإن ذلك من خلل الرأي الذي استقاه البعض من ظواهر شكلية تطفو على السطح أحياناً. والواقع أن هذه الحضارة مسكونة بعقيدة تحركها على محاور متعددة، لتحقق بذلك مقاصد وغايات تبنتها الحضارة الأوروبية قديماً وما زالت تحركها الآن.

لماذا انحرف خطابنا الديني عن الحضارة الإسلامية التي نتشدق بها الآن؟

الحضارة الإسلامية ليست بدعاً في ذلك، لأن المحرك الأساسي لبنائها ونهضتها وستظل هي العقيدة الإسلامية باعتبارها العامل والمحرك للمسلم، ليعمل ويكد، وللعالم المسلم ليبحث ويكتشف، وللحاكم المسلم ليقيم العدل ويسوس بالحق، وللغني المسلم ليأخذ بيد الفقير والمسكين، لأن الكل يستظل بعقيدة تجعل منه خليفة لله في أرضه، وأميناً على كونه، يعبد العالم في محراب العلم، كما يعبده الساجد في محراب الكعبة. ويوم أن فقه المسلمون عقيدتهم على هذا النحو سادوا الدنيا وعمروها، سادوها بالعمل وعمروها بالعلم، فهل لنا أن نفقه عقيدتنا على نحو عملي كما كان عليه الأولون دون الاكتفاء منها بالشكليات والمظهر!

إلى أي مدى كان لدروس العقيدة المصابة بالخلل أثر في تراجع الخطاب الديني؟

من مظاهر الخلل الذي أصاب مناهجنا التعليمية قضية الفصل بين القضايا العقدية، وتطبيقها على مستوى الدرس والتعلم، وعلى مستوى السلوك والعمل، ما ترتب عليه انفصال في ذهنية الدارس بين الاعتقاد والعمل، وبين المبدأ والسلوك. إن هذا الفصل – مع اعترافنا بأنه مدرسي – خلق نوعاً من الانفصام، وتحوَّلت مسائل الاعتقاد نظرية في التطبيق القلبي الذي لا يمتد أثره إلى تحريك الجوارح، وزحزح العمل والسلوك عن مكانته الطبيعية في ضرورة الارتباط والاقتران بالتصديق القلبي، الذي عبر عنه الحسن البصري في قوله «ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدقته الأعمال»، فجعل عمل الجوارح علامة على صدق ما في القلب.

من هنا جاء خطاب ديني يختلف عن السلوك الظاهر للمسلم، ولعل ما نشاهده في حياة الناس وسلوكهم من الخلل الواقع في الاكتفاء من الإيمان بالشكل دون المضمون، وبالظواهر الشكلية دون الوصول إلى جوهر يرجع في أساسه إلى الخلل المنهجي الذي دأبت عليه مناهجنا التعليمية، في الفصل بين العقدية وما يترتب عليها في السلوك والواقع. وهنا يتحتم علينا أن نحول عقيدتنا من مستوى الإيمان القلبي النظري إلى سلوك وواقع، يعيش في ظله الفرد والمجتمع، لأن قانون النهضة والتجديد مرتبط بالأخذ بالأسباب. وكفانا أن نكثر من التمني من دون عمل.

الدروس العقائدية

ما أسباب تراجع الدروس العقائدية ومدى تأثير ذلك على مسلمي اليوم؟

مظاهر الخلل التي تعتري الدرس العقائدي في مؤسساتنا أن تتمذهب العقيدة بلون مدرسة أو مذهب بعينه من مذاهب علم الكلام دون الأخذ مباشرة من الكتاب والسنة، فإن ذلك فتح بابا للتعصب عند أصحاب المذاهب الأخرى، فليس ثمة مذهب أولى بالاتباع مما جاء به الرسول (ص)، ولا يوجد كلام يجب أن يُقال قد سكت عنه الرسول (ص)، خصوصاً أن مسائل العقيدة ثابتة بالنصوص القاطعة، وليس فيها مجال للاجتهاد بالزيادة فيها أو النقص منها، ومن المعلوم أن أصول العقيدة ومسائلها توقيفية لا اجتهاد فيها.

 أما دلائل هذه المسائل فإن اجتهاد المتكلمين في البرهنة العقلية على صحتها فيه ما هو صواب يجب القول به وشكر صاحبها عليه، وفيه ما هو مخالف يجب تركه والحذر منه، وما من مذهب كلامي خاض في هذا المقام إلا وجمع في منهجه الصواب والخطأ، والأولى أن يؤخذ الصواب من كل مذهب في مقام الاستدلال، ويترك المخالف، ونعلم أبناءنا أن الخلاف في هذه المسائل يدور بين الصواب والخطأ في الاجتهاد والرأي وليس بين الكفر والإيمان.

لذا ننادي دائماً بعدم تبني المؤسسات التعليمية مذهب معين وترفض غيره من المذاهب التي شكلت إجماع أهل السنة والجماعة، لأن ذلك يفتح الباب للتعصب للرأي ورفض الآخر والأولى أن نأخذ الصواب من كل مذهب ونعلم الناشئة أن كل مجتهد يؤخذ منه ويرد عليه بدلاً من التعصب الذي نلمسه الآن.

منذ أن تأسس علم الكلام الإسلامي والخطاب الديني في تراجع... فما السبب؟

لا بد من أن نبين أن علم الكلام الإسلامي تأسس من أجل القيام بمهمة الدفاع عن العقيدة الإسلامية ضد مخالفيها من منكري الأديان أو منكري النبوات، فأسس منهجه على أدلة العقل وبراهين المنطق في الدفاع عن تصحيح العقيدة مستعيناً في ذلك بنصوص القرآن الكريم وصحيح السنة المطهرة. وقد أبلى المتكلمون في ذلك بلاء حسناً، وأدوا دوراً تاريخياً في الدفاع عن العقيدة، ودحض الأباطيل والأوهام التي كان يرددها المخالفون.

 ومن يقرأ تاريخ هذا العلم يجد أنه كان يهتم بقضايا ومشكلات عقائدية أفرزتها طبيعة الاحتكاك الثقافي بين الحضارة الإسلامية وأصحاب الحضارات الأخرى. وفي بداية مطلع القرن الثاني الهجري، وجدنا مشكلات على الكلام تظهر واحدة تلو الأخرى، مثل مشكلة خلق القرآن، ومشكلة حرية الإنسان، ومشكلة الذات والصفات وكلما ظهرت مشكلة عقائدية كان يتصدى لها علماء الأمة - بالتحليل العقلي والتفنيد والشرح وبيان ما فيها من خطأ وتدليس الرأي الصواب - ثم يوضحون الرأي الصواب الذي يؤيده العقل ويدل عليه الشرع. أما الأجيال التالية ونحن منهم، فقد توقفنا حيث وقفوا هم. وأخذنا نحلل ونفند ونشرح المشكلات التي طرحت عليهم والتي عاشوها في عصرهم، وأهملنا تماماً المشكلات التي نعيشها نحن في عصرنا، والتي تحتاج منا إلى تحليل وبيان وجه الحق فيها، وأن نجعل ذلك جزءاً من مهامنا التعليمية حتى ننهض بواقعنا كما نهضوا، بدلاً من أن نكتفي باجترار آرائهم وتكرار أقوالهم، وهذا لا يعني أنني أقلل من شأن علماء الكلام أو التقليل من جهدهم. لكنني أنعي على علماء عصرنا هذا السكون العقلي، وأنبه إلى وجوب أن نفعل كما فعل الأقدمون، وأن نعيش مشكلات واقعنا كما عاش علماء الأمس مشكلات واقعهم، وقاسوها بمقياس العقل والشرع معاً... ولا بد من أن نوضح أن مشكلات علم الكلام قد ظهرت في ظروف تاريخية تشبه تماماً واقعنا المعاصر.

إرادة النهوض

• لماذا يواجه الخطاب الديني إشكالية النهوض؟

مما لا ريب فيه أن واقع الأمة الإسلامية المعاصر يمثل منعطفاً تاريخياً لم يحدث أن عاشته الأمة، تفرقاً في الرأي والهدف، واختلافاً في الأهواء والانتماءات، وبالتالي تحزباً وتعصباً، إذ «كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ» (المؤمنون: 53)، مما يسر لعدوهم أن يلتهم أوطانهم بلداً وراء الآخر، بعدما حدَّد مواقف الأقطار الأخرى مستعملاً معهم سلاح الترغيب والترهيب، إن الأمة الإسلامية تملك الأرض والماء وتملك العقول وأصحاب الرأي، ورغم ذلك ما زالت غالبية البلاد الإسلامية تأكل مما يزرع غيرها وتلبس مما ينسج غيرها.

 إذاً هنا تكمن المشكلة في النهوض بالخطاب الديني من حيث الإرادة، لأن إرادة النهضة لا يجسدها في الواقع إلا عقول هؤلاء العلماء، ولا يترجمها إلى واقع حياة يعيشها الإنسان إلا فكر هؤلاء العلماء.

توقيت التجديد

• هل برأيك الوقت الحالي مناسب لتجديد الخطاب الديني؟

هنا يأتي السؤال التاريخي: هل هيأت الأمة الإسلامية لعلمائها ومفكريها البيئة النفسية والمناخ الفكري الصالح كي يشغلوا أنفسهم بقضايا الأمة؟ فيجب علينا أولاً أن نشاهد الأمم الناهضة من علمائها ومفكريها وقضايا البحث العلمي والديني، ونقارن بينها وبين موقف الأقطار الإسلامية من علمائها لتجد الإجابة عن السؤال المطروح: كيف ولماذا وصل واقع تجديد خطابنا الديني إلى هذا الوضع المتأزم؟ وأظن أنه من غير المقبول هنا التذرع بالأوضاع الاقتصادية للدول الإسلامية، لأن من بين هذه الدول من يملك من الثروة ما لا نظير له في البلاد الناهضة. لكن هم عرفوا كيف وأين تنفق الأموال وتستثمر الثروات، أما نحن فقد تاهت ثرواتنا في أضابير النزوات والأهواء الشخصية، ويقيني أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.