ساحة الصفاة تشكو الهجران والنسيان

نشر في 02-08-2015 | 00:01
آخر تحديث 02-08-2015 | 00:01
No Image Caption
مغلقة حتى إشعار آخر بسبب محلاتها... ومسؤولية تأخر افتتاحها تتحملها المالية والبلدية
ساحة الصفاة التاريخية في العاصمة الكويت طورت بالكامل من قبل البلدية قبل أكثر من عامين، لكن إلى الآن لم تفتتح بسبب خلاف بشأن الآلية التي ستتبع لتوزيع المحلات التجارية بها.

ما زالت ساحة الصفاة مهجورة رغم ما خضعت له من تطوير كامل من قبل بلدية الكويت، بترسية مناقصتها على إحدى الشركات التي بدأت العمل بها من 26 نوفمبر عام 2011 وانتهى المشروع مطلع عام 2014 بقيمة 4.5 ملايين دينار كويتي والآن في حالة انتظار لإعادة افتتاحها من جديد.

وعلمت "الجريدة" من مصادر مطلعة أن بلدية الكويت انتهت من جانبها من تطوير الساحة لكن يكمن التأخير في المحلات الموجودة بالساحة والتي بنيت مع التطوير لتكون مقاهي ومطاعم ذات طابع تراثي قديم، إذ إن هذا الموضع مازال بيد وزارة المالية.

عوائق

ووفق المصادر ذاتها فإن هناك عدة عوائق تعرقل افتتاح الساحة حالياً، فبعد أن انتهت البلدية من التطوير لم تقم أي جهة، وعلى رأسها البلدية كونها المسؤول الأوحد عن الساحة لاسيما لناحية الصيانة بعد تهالكها بشكل كبير، مضيفة أن النافورة التي أعلن المدير العام أنها ستشمل عروضاً مائية يومية للكبار وللأطفال لم تكن وفق المواصفات المعلن عنها سابقا، ما استدعى فتح تحقيق في الأمر، لكن هجران وإغلاق الساحة أدى إلى تناسي الموضوع .

وفضلاً عن ذلك، وجهت البلدية إنذاراً إلى الشركة المكفلة المشروع  لتأخرها في تسليمه، لأنه كان يفترض أن يتم تسلم جزء منه مطلع عام 2013، بيد أن البلدية لم تسلم المشروع إلا مطلع عام 2014 .

وقت واحد!

وبحسب المصادر، فإن البلدية وقعت في مشكلة كبيرة عندما بدأت  تنفيذ مجموعة من المشاريع في وقت واحد، وهي ساحة الصفاة وسوق السلاح وشارع الصرافين وسوق التمر وسوق الحريم، إذ إن جميع تلك المشاريع بحاجة إلى متابعة حثيثة منها، ولم تنته إلى الآن من أي منها سوى ساحة الصفاة التي مازالت مغلقة لأسباب اعتبارية بالمحلات التجارية التي تود وزارة المالية إعطاءها للشباب الكويتي عبر مزايدات عليها. وأكدت المصادر أن المدير العام لبلدية الكويت المهندس أحمد الصبيح أعطى تعليماته بمتابعة جميع مشاريع منطقة المباركية وكتابة تقرير مفصل عن أسباب التأخير في إنجازها، وإلى أين وصلت الأمور بتلك المشاريع، وما الجديد فيها.

مشاريع مرتبطة

ومن الأمور التي أعلنتها بلدية الكويت ولم تحرك ساكناً بها إغلاق شارع عبدالله السالم وكان يفترض أن يتم ذلك من 1 - 12 - 2012 إلى عام 2014 لعمل تطوير شامل للشارع من حيث الأرضيات والإضاءة والزراعة التجميلية وفق طابع خاص من خلال تصميم تاريخي مميز، مع العلم أن تطوير هذا الشارع يعد من المشاريع المكملة لتطوير ساحة الصفاة، لكن الشارع كما هو عليه قبل 40 عاماً مضت دون تطوير.

المجلس البلدي

أما المجلس البلدي، فقد اقترح قبل حوالي عام تطويراً جديداً لساحة الصفاة التي يفترض أنها طورت فعلاً، وقد طلبت لجنة محافظة العاصمة التابعة للمجلس البلدي بتاريخ 12 فبراير 2015 برئاسة العضو حسن كمال من الإدارة تزويدها بتقرير مفصل حول الساحة، خصوصاً أنه لم يمض على تطويرها بضعة أشهر.

الساحة في سطور

"الصفاة"، هي ساحة تجارية تاريخية في مدينة الكويت. كانت مركزاً للتبادل التجاري والمقايضة. وكانت في النصف الأول من القرن

الـ20 سوقاً مهماً للقوافل القادمة من البادية، حيث كانت تبيع السمن والأقط، والجراد، والفقع، والصوف، والعرفج، وبعض النباتات الصحراوية ذات الاستعمال الطبي. وبالمقابل كان أهل البادية يشترون التمر والحبوب والأقمشة. كما كانت الساحة مقصداً ترويحياً إذ كانت محاطة بعدد كبير من المقاهي، وكانت تنتشر خصوصاً أيام الأعياد ألعاب الأطفال في الساحة. وفي بداية الثلاثينيات من القرن العشرين بدأ النمو العمراني يصل للساحة حيث انتقلت بلدية الكويت إلى مقرها الجديد هناك عام 1933، تلاها افتتاح مبنى دائرة الشرطة والأمن العام ومبنى السلكي واللاسلكي. وأقيم في الساحة عدد من الاحتفالات العامة وأشهرها العرض العسكري في 25 فبراير 1950 بمناسبة تولي الشيخ عبدالله السالم الصباح مقاليد الحكم في البلاد واحتضنت ساحة الصفاة العرض العسكري للجيش الكويتي بمشاركة القوات البريطانية.

وفي 29 فبراير 1988 افتتح مشروع ساحة الصفاة حيث أعيد تنظيمعا بمساحة تبلغ 12000 متر مربع. ويضم المشروع ساحة مرصوفة ونافورة يتوسطها نصب تذكاري وممرات للمشاة على شكل أنفاق تحت ملتقى الطرق التي تخترق الساحة ومحال تجارية.

back to top