عندما بدأت المتنزهات الوطنية تلاحظ اكتظاظ سلال القمامة بقناني المياه البلاستيكية بدأ بعض تلك المتنزهات بالتوقف عن بيع تلك القناني في الأجهزة المخصصة لبيعها وعرض نقاط اعادة تعبئة مجانية لمياه الشرب بدلاً منها.
ولكن صناعة المياه المعبأة نشطت في التواصل مع الكونغرس حتى وافق عضو جمهوري من أعضاء الكونغرس على طرح تعديل جديد، وإذا تم تمريره فإن خدمة المتنزهات الوطنية لن تتمكن من حظر بيع المياه المعبأة. وهذه أحدث خطوة في جهود هذه الصناعة الضخمة الرامية الى ابقاء منتجاتها في المتنزهات.وتقول لورين دو راشا، وهي من حملة "فكر خارج الزجاجة"، في مساءلة الشركات الدولية: "طوال سنوات تدخلت كوكا كولا ونستله وجمعياتهما التجارية على كل المستويات الحكومية في محاولة لمنع أو تأخير اصدار قرارات حول سياسة المياه المعبأة المجانية".ضغوط الشركات الكبرىوفي سنة 2010 وقبل أيام من تخطيط غراند كانيون للتوقف عن بيع المياه المعبأة ضغطت شركة كوكا كولا على مدير خدمة المتنزهات الوطنية لمنع الحظر بحجة أن الشركة ممول ضخم لمؤسسة المتنزهات الوطنية. وتم في نهاية المطاف السماح بالحظر بعد احتجاجات عامة عنيفة.وفي غراند كانيون، كما في العديد من المتنزهات الاخرى، تشكل المياه المعبأة حوالي ثلث القمامة التي يتعين على المتنزة نقلها بعيداً. وقد أجرت خدمة المتنزهات الوطنية عملية حسابية وتبين لها أن استبعاد الزجاجات سوف يوفر أكثر من 8 ملايين كيلوواط/ساعة من الكهرباء ونحو 6000 طن متري من انبعاثات الكربون كل سنة.من جانبها، تجادل هذه الصناعة في أن تخلص المتنزهات من المياه المعبأة سوف يدفع الناس الى شرب مزيد من الصودا بدلاً منها، ولكن متنزهات مثل "زيون" تعرض محطات اعادة تعبئة مجانية – وزجاجات يعاد استعمالها في متاجرها للهدايا بسعر يصل الى 3.29 دولارات وهو أقل من ثمن زجاجة أكوافينا في المطار. وفي وسع الناس جلب المياه المعبأة معهم.مياه مجانيةوتقول اليسا بالتراس، المتحدثة باسم متنزه "زيون" الوطني: "لم نجد الكثير من الناس غير سعداء لعدم وجود مياه معبأة، وفي وسعهم احضار زجاجة وملئها خارج المتجر. وثمة تضليل في القول ان ذلك سوف يدفع الناس الى تناول مشروبات أقل صحة. وفي الواقع انهم سوف يحصلون على مياه مجانية وعلى زجاجة رخيصة مثل معظم المياه المعبأة".ولا تريد صناعة المياه المعبأة التي أمضت عقوداً من الزمن وهي تستخدم المتنزهات للترويج لماركاتها، لاتريد حدوث ذلك. وتقول دو راشا: "من الواضح ان صناعة المياه المعبأة ترى في المتنزهات الوطنية منصة تسويق رئيسية لتقديم مظهر صحي خادع لمنتجاتها غير الصديقة للبيئة".بدأ ذلك في الستينيات من القرن الماضي عندما أطلقت شركة كوكا كولا حملة أسمتها "اكتشف أميركا" تيمناً بالمتنزهات الوطنية. وفي سنة 2007 دفعت الشركة الى مؤسسة المتنزهات الوطنية 2.5 مليون دولار من أجل حق استخدام شعارات المتنزهات. وتبعتها شركة نستله عام 2010 عبر تقديم أموال الى جمعية الحفاظ على المتنزهات الوطنية.
اقتصاد
لوبي المياه يضغط لاستمرار بيع القناني بالمتنزهات الوطنية
25-07-2015