المجارير تلوث نهر سان لوران في كندا

نشر في 14-11-2015 | 15:58
آخر تحديث 14-11-2015 | 15:58
No Image Caption
منذ الأربعاء تصب مدينة مونتريـال ربع مجاريرها في نهر سان لوران الذي تتصاعد منه رائحة نتنة فيما الواقيات الذكرية والفوط الصحية المستعملة تطفو على وجه المياه البنية وصولاً إلى العوامات الموضوعة عند ملتقى النهر.

وينهمك مهندس في شفط النفايات العائمة على سطح الماء لكنه لا يخفي غضبه.

ويقول المهندس العامل في شركة طوارئ بحرية منعتها بلدية مونتريـال من التحدث إلى وسائل الإعلام "صاحب الشركة التي أعمل فيها يكافح منذ 40 عاماً لإزالة التلوث من النهر والآن انظروا إلى ما لدينا".

فقد صبت في مياه النهر ثمانية مليارات من مياه الحمامات أي ما يوازي محتوى 3200 حوض سباحة بمقاسات أولمبية.

وهذا التلوث عائد إلى أشغال واسعة النطاق تجرى على قناة تنقل عادة هذه المياه المبتذلة إلى محطة تكرير، وأكدت السلطات أن الانتظار فترة أطول للتحرك كان سيؤدي إلى نتائج كارثية مشددة على عدم وجود حل بديل.

ومنذ بدء صب مجارير المدينة الكبيرة الأربعاء في مياه النهر يتناوب عمال التنظيفات على مدى 12 ساعة في اليوم للحد من كميات النفايات في مياه النهر.

ويروي المهندس الذي ارتدى بزة صفراء تحمي من المياه واعتمر خوذة وقاية ووضع قفازين مطاطيين سميكين لوكالة فرانس برس بسخرية "أن البلدية أكدت على أن لا خطر على البيئة... لكن يُمنع علينا منعاً باتاً أن نمس المياه من دون وقاية"، وتُحذّر لوحات نصبت على طول النهر من مغبة ذلك.

على بعد أمتار قليلة منه تلهو بطة في المياه الموحلة الراكدة بسبب سد عائم عمقه متراً، ويؤكد هذا المهندس المتخصص في حماية الأوساط المائية "لن تصمد البطة طويلاً مع شربها هذه المياه".

وأعلن عن هذه الخطوة في نهاية سبتمبر في خضم الحملة الانتخابات الفدرالية وقد علقت في مرحلة أولى من قبل اوتاوا إلى حين درس الخبراء المشروع المثير للجدل الذي عرضته بلدية مونتريال، إلا أن وزيرة البيئة والتغير المناخي الجديدة كاثرين ماكينا سمحت به.

لكنها قالت رغم اعطائها الضوء الأخضر "أنا قلقة على تأثيره المحتمل" على التنوع الحيوي في نهر سان لوران.

فالنهر الذي ينبع من البحيرات الكبرى ويصب في شمال المحيط الأطلسي يوفر 45% من مياه الشفة المستهلكة من قبل ثمانية ملايين نسمة من سكان مقاطعة كيبيك، وفي النهر 64 نوعاً حيواناً برياً و19 نوعاً مائياً من بينها مجموعة من حيتان بيلوغا فريدة من نوعها خارج القطب الشمالي و80 نوعاً من الأسماك و399 طيراً.

ويقلق مصير الأسماك خصوصاً هنود الموهوك في كاهناواكيه المقيمين على بعد خمسة كليومترات، ويقول جو دولاروند من مجلس زعماء كاهناواكيه "ماذا لو تلوثت الأسماك؟ أسماك الحفش تتغذى في مكان أعلى وهي تصعد عبر المياه السريعة" وعليها تالياً أن تتوالد في مياه ملوثة.

ويؤكد أنه يتفهم أن تكون مجارير مونتريال بحاجة إلى ترميم وتحديث بسبب تداعيها منذ سنوات عدة لكنه يأسف أن تكون إدارة العملية سلمت إلى البلدية.

ويقول "علمنا بذلك عبر وسائل الإعلام لم يبلغنا أحد"، وما إن علم الموهوك بالمشروع وجهوا رسالة إلى رئيس بلدية مونتريال دوني كودير ليعربوا لهم عن غضبهم وليقترحوا عليه حلولاً ممكنة، وهم لا يزالون ينتظرون رداً.

وقد أخرج سكان كاهناواكيه رمزياً أعلامهم وأقاموا مخيماً صغيراً عند جسر يربط البلدة بمونتريال، ومنذ بدء صب المجارير في النهر يعبرون مساء كل يوم عن غضبهم مع تعطيل حركة السير جزئياً.

ويقول دولاروندد "نحاول فقط المساعدة على تحسين الوضع والاهتمام بالنهر، هذا واجب علينا أنه في حياتنا، فالنهر يحمل الحياة".

back to top